مرزوق الحلبي
لا البحرُ بعدَ الآن، يعرفنا
ولا البحَّارُ،
ولا الموجُ المخاتلُ يفقهُ اللغةَ التي نحكي
وروايةُ الأعرابِ، لا تعنيه
ولا المدّ معنيّ بتاريخ تمجّده القصائدُ
والمعابِد
ولا الجزرُ معنيٌّ،
كلّما جئنا الشواطئَ
حاملين ظلالَنا مَعنا وأعقابَ السجائرْ
ردّنا الحرّاسُ مهزومينَ
وصدّتنا العساكر
***
لنا قدرٌ لولبيّ الشكلِ
كلّما جئناه، ينزلقُ
والوقتُ،
أضيقُ من عروةِ زرّ
وشبّاك التذاكر
لم يعُدْ لنا شيءٌ كما كانَ
ولهم، ما لهم
أبراجُ بابلَ والمدائنُ والعُلا
والعطايا يُقدّمونها
للهِ،
ونسائه المئةِ
فيمنحُهم من عندِه السؤددَ
والعزّةَ
ومفتاحَ الجنانِ
وخارطةَ المصائر
مَن لي يسلّفني حصانَه
أو لسانَه
مَن لي يسلّفني نشيدَه الوطنيَّ
ورايتَه
وما نصّه الدستورُ عن حقّ اللجوءِ
مَن ذا الذي تُرضيه عيشتُنا
وصُحبتنا
بين المنابر والمقابر؟
لم يبقَ في الشرقِ الأغرّ
ما يسرّ
لم يبقَ سيفٌ قاطعٌ
أو صولجان
لم يبقَ للمولودِ متسّع
للضحكةِ الأولى
والخطوةِ الأولى
لم يبقَ مدى للمدى
لم يبقَ شبرُ أرض سالمٍ
لم يبقَ حبرٌ في المحابر
لم يبقَ في الشرقِ ملاكٌ واحدٌ
يغسلُ الموتى
يكفّنهم
لم تبقَ قُدرة قادر
فلملِموا أطيافَكَم
وذكرياتٍ لا تزالُ لكم
وخذوا مواقعكم
فوقّ زورقنا المهاجر
كلّما جئْنا الشواطئ
حاملينَ ظلالَنا مَعنا وأعقابَ السجائرْ
ردّنا الحرّاسُ مهزومينَ
وصدّتنا العساكر
….
(تشرين الثاني 2020)