وحيد الطويلة: نحن الكُتّاب غلابة

وحيد الطويلة: نحن الكُتّاب غلابة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

لا ينتظر الروائي المصري وحيد الطويلة مقروئية عالية لروايته الجديدة "باب الليل"، وهو أيضاً لا يرى أن الأحداث السياسية يمكن أن تؤثر بالسلب على الأعمال الإبداعية عموماً.

لا ينتظر الروائي المصري وحيد الطويلة مقروئية عالية لروايته الجديدة “باب الليل”، وهو أيضاً لا يرى أن الأحداث السياسية يمكن أن تؤثر بالسلب على الأعمال الإبداعية عموماً.

صاحب “أحمر خفيف قال: “نحن الكتاب غلابة، وإذا استثنيت علاء الأسواني أو الفائزين بالبوكر ستجد أن أي رواية لأي كاتب لا تطبع أكثر من ثلاثة آلاف نسخة، يتم توزيعها في ثلاث سنوات. نجيب محفوظ بجلالة قدره بعد نوبل كان يطبع خمسة آلاف نسخة”.

وأضاف: “سأخصكم بسر، روايتي كان عنوانها (بنات الأحد) وتراجعت عنه في اللحظة الأخيرة حتى لا يسيئ الإخوان استخدامه. صحيح أن الكلام في الفن يجب ألا تجرفه لحظات السياسة الآنية لكنني قدرت أن الإخوان أو تيار الإسلام السياسي عموماً قد يربط بين بنات الأحد وبين مدارس الأحد ويستغل الفن لصالح مأرب سياسي ويتاجر بنا نحن الكتاب. لقد خشيت أن يتم استغلال الرواية ضد الإخوة الأقباط الذين أحبهم وأقدرهم وأقدر دورهم في بناء مصر، هؤلاء الذين امتزجت دماؤهم في كل الحروب بدماء إخوانهم المسلمين، وتحديداً في حرب أكتوبر، والذين وقفوا لحماية المصلين في ميدان التحرير وفي الاتحادية. لقد فعلت ذلك مع أن أجواء الرواية تدور في تونس”، وتابع: “نحاول وضع علامات مضيئة صغيرة ولو لشخص واحد في الطريق، ولعلي أستعير عبارة ماركيز التي خطفها من قلبي: أكتب ليحبني أصدقائي”.

وحول رؤيته للوضع الملتهب في الشارع، وكيف يمكن مواجهة الإخوان الذين يصرون على التصعيد قال: “أولاً علينا أن نعود إلى البديهيات، نحن أمام تنظيم يعمل منذ 80 عاماً، والحياة السياسية لا تحتمل التنظيمات في كل البلدان والديمقراطيات. نعم.. حتى الديمقراطية بتركيبتها لا تتحمل أي تنظيم، وهكذا علينا أن نتحلى بالشجاعة الكافية، وهذا الكلام ليس له علاقة بالإقصاء وعدم الإقصاء، لنحلَّ التنظيم نفسه، أو ننتظر قرار محكمة بحله”.

الطويلة قال: “نريد أحزاباً تُقدم برامج، وإذا كان الدين لا يمكن نفيه من الحياة، فإنه يمكن نفيه من السياسة، بل يجب نفيه، وحتى إن تكونت أحزاب ذات مرجعية دينية، وإن كنت لا أوافق على ذلك، فيجب ألا تجعل الدين ترساً في ماكينة السياسة”، وتابع: “ما حدث في 30 يونيو لم يحدث في التاريخ من قبل، ومعناه بشكل بسيط أنه لم يعد هناك مرشد ولا مكتب إرشاد، ولا من يريدون تقسيمنا، بحيث يذهب البعض إلى الجنة، والعدد الكبير إلى النار. نحن شعب يغوى الدين، لكننا طوال عمرنا كنا نمارس الدين بوجهه البسيط السمح، حتى جاء هؤلاء، فمن أين أتى هؤلاء كما يقول الطيب صالح ليقسموننا إلى فريقين، إلى الأخيار والأغيار؟”.

صاحب “ألعاب الهوى” قال: “الإخوان المسلمون يضغطون مرة بالحشود، ومرة بالدم، وهذا التطاول غرضه الحصول على الخروج الآمن لقياداتهم التي حرضت على العنف، وليأتوا إلى الانتخابات المقبلة بكامل عدتهم، ورايتهم ترفرف بأنهم مظلومون. إنهم يصدرون فكرة المظلومية منذ 80 عاماً، وإذا كانوا يريدون أن يعودوا كجمعية دعوية عادية فليختاروا ذلك، وإذا أرادوا أن يعودوا إلى لعبة السياسة، إلى مرشد وإرشاد وعنف أعود إلى عبارة تشرشل الشهيرة: من يريد أن يحكم الناس فعليه أن يعرف تاريخهم”.

الطويلة تابع هجومه على الجماعة قائلاً: “تاريخ الإخوان مطبوع بالعنف، وإذا عدت لكتابات كل الذين انشقوا عنهم ما عدا عبدالمنعم أبوالفتوح المدهون بكاتشاب الليبرالية ستجدهم جميعاً من كمال الهلباوي إلى محمد حبيب يقررون أن الجماعة تلجأ إلى العنف في اللحظات التي تشعر فيها بأنها لم تقبض على السلطة. الحديث عن الإقصاء أصبح خارج اللحظة، ونحن نريد أحزاباً تلعب لعبة الديمقراطية، تكسب وتخسر، ولا ترهن أصوات المؤيدين بالله سبحانه وتعالى، فالله برىء من الإخوان، وحديث بعضهم، وخصوصاً صبحي صالح، أنه لولا الإخوان لما كان هناك إسلام مردود عليه بأن العالم به ما يزيد عن مليار مسلم، ولن ينقصه أو يزيده مسلمو مصر، وأقول لهم إن محاولة المتاجرة بالدم والاستقواء بالخارج لن تعيدنا أبداً إلى الوراء”.

مقالات من نفس القسم