ولكن هذه السنة، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، “تبدو الأجواء ثقيلة وكأننا نسير في حقل الغام”، كما يقول هادي حيدري (33 عاماً) أحد كبار الرسامين الصحافيين الذي يعمل مع صحيفة “شرق” الإصلاحية حول تغطية الانتخابات.
ويمكن أن يؤدي التناول الساخر للنظام في إيران، والرئيس أو كبار المسؤولين، الى إغلاق الصحيفة أو السجن. وازدادت حدة القمع منذ 2009 والتظاهرات المعارضة لإعادة انتخاب محمود احمدي نجاد.
وتفيد لجنة حماية الصحافيين الدولية أن 45 صحافياً، كانوا مسجنونين في إيران مطلع ديسمبر (كانون الأول) 2012.
ويقول رحمتي: “يمكن أن نواجه مشكلات بالنسبة لأي موضوع، لأن الحدود غير واضحة”. ويضيف أن على الصحافيين أن “لا يرسموا صورة قاتمة عن الوضع في البلاد”.
ويتساءل: “ولكن ماذا تعني صورة قاتمة؟”
وتخضع إيران لعقوبات دولية قاسية أنهكت اقتصادها بسبب الاشتباه بسعيها لحيازة القنبلة الذرية. كما تتهم إيران بالتدخل في النزاع السوري لدعم نظام بشار الأسد.
ويقول هادي حيدري: “علينا أن نعمل رسمياً في إطار الحريات التي يحددها الدستور، مع عدم المساس بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أو الجيش (…) ولكنا نعمل أيضاً بموجب قانون غير مكتوب أو (خط أحمر غير واضح المعالم). وعندما نكون أمام موضوع حساس، يقول لنا هذا القانون (لا تقتربوا) منه”.
ويشير جمال رحمتي بشكل خاص إلى منع الحديث عن ارتفاع أسعار الدواجن، مؤكداً أنه “لم أتصور بتاتا أن الدجاج سيصبح خطاً أحمر”.
كما لا يمكن حتى رسم الرئيس أحمدي نجاد غير المرشح لولاية ثالثة، كما يقول حيدري الذي تمكن من رسمه في 2009.
ووجه آية الله خامنئي في نهاية أبريل (نيسان) بعض النصائح إلى وسائل الإعلام بصدد الانتخابات، فقال إن عليها “تشجيع الناس على أن يختاروا بصورة صحيحة، وأن ينتقدوا بطريقة منطقية، وأن لا ينشروا أية معلومات كيفما اتفق”.
كما حذر محمد جعفر محمد زاده نائب وزير الثقافة المكلف الإعلام من أن الوزارة “ستعزز مراقبة وسائل الإعلام خلال الشهرين المقبلين”.