في ظل ما يكابده العالم أجمع من تداعيات جائحة «كوفيد ــــ 19»، وضعت نخبة من المثقفين الكويتيين المهتمين بالشأن العام محددات الوصول بالكويت إلى غد أفضل، ورسمت خريطة إصلاح الأوضاع في كل مناحي الحياة من أجل كويت جديدة، كويت أجمل، مستمدة خطوطها العريضة من عبارات سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي قال في شهر مارس الماضي.
إن ما بعد الجائحة ليس كما قبلها، والذي دعا أيضاً إلى «تدارس التداعيات والآثار الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية» لتلك الأزمة. شملت الخريطة الإصلاحية التي وضعتها تلك النخبة في بيان، حصلت القبس على نسخة منه، 9 محاور تضمّنت الوضع الاقتصادي، والإدارة، وكينونة الكويت كوطن لا ساحة نزاعات، والعلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ومواجهة الفساد، والتركيبة السكانية، والفساد، والتعليم، والسياسة الإعلامية، وتطوير الخدمات العامة.
وأشار البيان إلى أن ما يجتاح العالم من وباء غير مسبوق يغيّر العالم بقوة وبقسوة، مبيناً أن الكويت جزء من هذا العالم الذي يحضر نفسه إلى غد مختلف في الشكل والموضوع، و«نتطلع إلى أن تكون بلادنا مختلفة عما سارت عليه». وأعرب موقّعو البيان عن أملهم في بلوغ الإصلاح من أجل وطن أجمل، واضعين تصوّراتهم للعناوين الرئيسة التي يجب تدارسها، مشددين على أن الوصول إلى الاصلاح المرجو يحتاج رافعة، تتمثل في إرداة سياسية واستراتيجية واضحة.
الوضع الاقتصادي
وذكر البيان أن «البلاد تستمد مقوّماتها الاقتصادية من استخراج وتسويق النفط»، لافتاً إلى أن «الأزمة الاقتصادية المستحكمة في العالم ستجعل النفط كسلعة يواجه مخاطر مرحلة الانكماش الاقتصادي العالمي، وسيكون الأبطأ في استرداد العافية من جهة، وربما تتراجع أسعاره بسبب تنافس المنتجين بعد الجائحة، ما يؤدي الى ضمور الموارد المالية ويضيف عبئاً اقتصادياً غير مسبوق على بلدنا واقتصادنا». ومن أجل ذلك، يرى البيان ضرورة وجود «خطط اقتصادية واضحة متوسطة وطويلة الأمد، يشارك فيها خبراء وفنيون من الكويتيين، لأن ترك القرار الاقتصادي آنياً وعشوائيا وشخصانيا ومرتبكاً يدخل المجتمع في أزمات قد تتفجر من دون سابق إنذار».
الإدارة
ولفت البيان إلى أننا «نحتاج إدارة حديثة معتمدة على المعرفة والمهارة وتحقيق الخير العام»، لا سيما أن هناك «الكثير من القصور الإداري في السنوات السابقة نتيجة عدم تبصّر في أهمية الإدارة العلمية من جهة، وعشوائية الانتقاء للمنفذين من جهة اخرى، والتي تعتمد على القرابة أو المعرفة الشخصية»، وهي «قواعد غير عملية تعطل الإنجاز، ما كدّس موظفين من دون عمل وسهّل سبل الفساد»، ولهذا، يتطلع الموقّعون على البيان إلى إدارة «تعتمد الشفافية والرقمنة والترشيق، وتحدّ من الهدر في الموارد العامة وتحارب الفساد».
وطن.. لا ساحة
وفي ما يخص كينونة الكويت كوطن للجميع، جاء في البيان أن «بلدنا في السنوات الأخيرة تكاد تتحول إلى ساحة، تتنافس فيها قوى مرتهنة ظاهراً أو باطناً للخارج، وقد أنتجت نزاعات في معظمها إقصائية وإلغائية، حوّلت الأوطان إلى ساحات صراعات أودت بدول قريبة منا إلى التفكّك والاحتراب»، مؤكداً أن «الوطن لا يقبل الولاء للخارج تحت أي ذريعة، والتنافس الحقيقي هو كيف يمكن أن يخدم الوطن ويكون الاختلاف خاضعاً لقوانين الدولة». وشدّد على ضرورة أن تكون الدولة «على نفس المسافة من كل القوى، ولا تخضع لإغواء أو ترهيب أي قوة اجتماعية وسياسية»، لأن الدولة «هدفها خدمة المجموع، وليس البعض». كما أن «إطلاق عمل مؤسسات المجتمع المدني تحت سقف القانون له أولوية في مشاركة الناس في إبداء آرائهم على نطاق واسع في ما يرغبون أن يكون وطنهم عليه».
التعليم
يعد «سوء المخرجات التعليمية أحد المعوّقات الكبرى للولوج إلى تنمية حقيقية»، فرغم الموارد المتاحة للتعليم ومستخرجاته المعقولة من حيث الكم، فهي من حيث الكيف في «حالة يرثى لها بسبب عدم وجود مخطط تعليمي دائم للدولة من دون التدخل السياسي أو الشخصنة من إدارات متعاقبة لها أهواء مختلفة». وحذّر البيان في حال لم يلتفت المعنيون إلى التعليم ومخرجاته بشكل جدي ونوعي، من «كارثة يمكن أن تحل بالمجتمع من خلال تخريج أنصاف متعلمين فاقدين للخبرة والمهارة المطلوبة لأسواق العمل، ما يجعل معظمهم عالة ومصدر ضغوط سياسية ومجتمعية، تأخذ المجتمع إلى الانحدار».
الإعلام
سياسة الدولة الإعلامية «متخلفة جدا عن مواكبة المستجدات وثورة الاتصال الحديث، وثورة وسائل التواصل الاجتماعي التي تكاد تحتكر تشكيل الرأي العام اليوم، فتلك السياسات الإعلامية ما زالت تقليدية وبيروقراطية ومكاناً للبطالة المقنَّعة»، ومن أجل ذلك «يجب النظر بجدية لسياسات الإعلام من حيث الأهداف والوسائل والتأهيل والرسالة وتركيب هيكلية جديدة وفاعلة لمواجهة التحديات ولبناء إستراتيجية إعلامية مواكبة للمتغيّرات، كما أن الاهتمام بالإنتاج الثقافي في جميع صوره على أنه القوة الناعمة لبلدنا لا يجوز التفريط في ما تحقق منه، ودعم ذلك النشاط على المستويين الرسمي والأهلي». وشدد البيان على أن «الولوج إلى الرقمنة في الخدمات العامة وتجويدها سيحرر الكثير من العاملين اليوم من التكدس ليستفاد منهم في أعمال أكثر إنتاجا في المجتمع، كما تحد الرقمنة من الفساد والمحسوبية وتقلل من العمالة الهامشية».
السلطة التنفيذية متقاعسة.. والتشريعية تفتقد دقة التمثيل
رأى الموقعون على البيان أن السلطة التنفيذية «تقاعست عن الدفاع عما تراه حقا للمجموع، وتوغلت السلطة التشريعية لدفع السياسات إلى مصالح شرائح ضيقة»، لذا فإن «الإصلاح يستدعي أن يتم في الناحيتين، الأولى اختيار الأفضل والأكفأ في السلطة التنفيذية ومحاسبة المقصرين، ووضع خطط دولة (لا خطط وزير) للسياسات العامة، والناحية الأخرى إصلاح آليات تمكين المجتمع من اختيار عادل ومتساو لمن يمثلهم، على أن يدقق في حيثيات من يمثل الأمة في صفحته العدلية وسيرته الاجتماعية وتاريخه الطبي والنفسي، مع مراقبة مستقلة لمنع التربح والتغول وفرض النفوذ وتحقيق المصالح الخاصة من جهة، أو الخضوع للابتزاز واستخدام المال السياسي من السلطة التنفيذية».
تمكين الجهات الرقابية لمواجهة الفساد
إن مواجهة استشراء الفساد في بلادنا «يحتاج أكثر من التصريحات وأسرع من التسويفات تحت غطاء القانون الذي في بعضه ينفذ بشكل انتقائي، فإن فسد الجهاز الإداري فسد كل شيء في الدولة، لذا من الأهمية بمكان تمكين الجهات الرقابية وتحصين عملها لتقديم الفاسدين الى القضاء العادل وتطبيق القانون على كل فرد دون مأوی اجتماعي أو نفوذ سیاسي، وضبط مسارب الفساد المتمثلة في ضعف الرقابة والمتابعة».
التركيبة السكانية
تحتاج دراسة واقعية تحتاج التركيبة السكانية إلى «دراسة واقعية على أساس الحاجات الضرورية للمجتمع والاقتصاد والتدقيق في نوعية العمالة وتنظيم قدومها وسوية العيش والعمل الذي يتاح لها في المجتمع على أن يكون عادلا وانسانيا، والاهتمام بالميكنة في بعض الأعمال للاستغناء عن العمالة الهامشية، وتسريع احلال اليد العاملة من الكويتين في كل مرافق الدولة».
الموقعون على البيان : عماد السيف • محمد الرميحي • هشام سلطان • ماجد القطان • ناصر العبدلي • صباح محمد أمين الريس • أحمد الصراف • سام منسه • طارق الدويسان • عامر التميمي • عدنان علي السلطان • هديل التميمي • فهد السلطان • نجيب الصالح • بدر بن عيسى • محمد علي • سرور السامرائي • فيصل الغيث • جاسم خلف • حمد السيف • جمال بدر العبدالجليل • خالد المغامس • سراج الباقر • جعفر بهبهاني • نجاة دشتي • أمل الغانم • جواهر العنزي • الزين الزين • أماني العميسي • بدر الخليفي • بدر خالد القبندي • أحمد المسفر • محمد رميحي • عماد السيف • أنور الياسين • عبدالعزيز سلطان العيسى • مروان سلامة • فواز الكندري • خالد علي • صادق عبدالله • جاسم عبدالوهاب • سهى النصرالله • يوسف عبدالله العوضي • نداء بوخضور • سليمة الرمضان • خلود السعيد • نادية شعبان • سالم السامرائي • حمد الريس • رنا قمشاد • غادة خلف • سامية الدعيج • لوجين الصالح • سارة الهلال • عليا الدعيج • بشار الهنيدي • زياد الدعيج • منال العيسى • نوف المليفي • علي قمشاد • طارق الدعيج • علي اليوحه • عبدالوهاب الهارون • غانم الغانم • تالا الفضالة • علي النخيلان • محمد القلاف • زينب محمد • دلال المطيري • نغم سعد • دلال شيخ • عبدالله اجرش • زينة القاضي • فريدة الحبيب • عادل الزيد • فرح علاني • أحمد الفارس • أحمد ديهدري • إيمان السنعوسي • محمد الشويرد • يوسف معين • دانا العثمان • منى النجادة • روان النقي • دانيا العثمان • فنان الحمد • نور العجمي • الأنام الصباح • دلال الملا • روان العالمي • نورا عبدالله • زينا المفلح • أحمد حسين • مروة دكسن • بشاير الصابري • مها الشايجي • ريتاج سعود • عادل الفضلي • صالح العجمي • سارة الفضلي • أمجد العلي • هاجر الودعاني • نادية السلطان • اريج الهاشمي • شيخة الصبيع • عادلة الفوزان • حسين الرشيدي • خالد خالد • ديما • سعد محمد • لطيفة القحطاني • محمد العنيزي • وفاء أحمد • فاطمة عبدالقادر عباس • تهاني زعل • عبده داوود • منى جمعة • محمد خلف • مريم معرفي • تايموثي واصف • باربادوس ادمز • دانا المري • نور وهبي • علاء الدين مغازي • دلال المقيمي • أحمد عبدالرحمن • شيجو ردهاكرشنان • هيمانت موريا سرفاركو • محمد العبدالله • أمير حداد • تلا فلات • محمد يوسف • نيكول ماديسون • عبدلو الوسام • بتول حسن • مانسو المانو • عبدالله العجمي • حمزة مال الله • نجيب الحميضي • سعود البشير • حمد الخباز • ميسون الزنكوي • زيد الخبيزي • عبدالمحسن الفرحان • عبدالعزيز المسلم • بدر العلبان • نيكولاس راعد • سعود الأنصاري • مؤيد الصالح • حسين قبازاد • سامي النصف • عبدالوهاب الضفيري • هيفاء الكندري • يعقوب بوعباس • حمد البدر • روا القرطاس • فاطمة الكندري • خالد الرشيد • ميار الفضالة • روءا الغانم • تلا السيف