كيف جئتُ إلى عالم القصة؟

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

البشير الأزمي

عالم القص يلفنا، تحيط بنا خيوطه. تأسرنا شباكه. عالم القصة استهواني في وقت مبكر. كنت وأصدقائي نقصد المكتبة الإسبانية لقراءة القصص المصورة، كانت القصص باللغة الإسبانية، كان في الحقيقة ما يشدنا نحو المكتبة الإسبانية التي أصبحت، اليوم، تحمل اسم "معهد سيرفانطيس"، هو الهدية التي كنا نحصل عليها إن نحن التزمنا الهدوء والانضباط خلال فترة تواجدنا في فضاء المكتبة؛ كنا نسبح الفترة التي نقضيها بالمكتبة في بحر الصمت؛ صمت المقابر، سعياً للحصول على الهدية، لم تكن الهدية سوى بضع حلويات تقدمها لنا المسؤولة الاسبانية. لاحقاً، وبتوجيه من بعض أساتذتي، قصدت وزملائي المكتبة العامة والمحفوظات قصد المطالعة، كنا أحياناً نظل في صف الانتظار لفترة قد تطول، إلى أن تصبح بعض المقاعد شاغرة. اكتشفت في هذا الفضاء سحر عالم القصة مع سميرة بنت الجزيرة العربية وجورجي زيدان وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وأسماء أخرى ثم ارتمينا، فيما بعد، بين أحضان محمد زفزاف، و نجيب محفوظ وجبرا إبراهيم جبرا وعبد الرحمن منيف وحنا مينة و.... ومن شرفة النافذة المقابلة أطللنا على ما رسمته أنامل تشيخوف وتولستوي ومكسيم غوركي... أنامل وخطوط هؤلاء الكتاب وغيرهم بَصَمَتْ على صفحة حافظتي عوالم الحكي الجميل والممتع. اختمرت لفترة طويلة، إلى أن طفت فوق صفحة اللسان تَمْتَمات متواضعة ترجمت إلى حروف وكلمات كانت البذرة التي أعطت "الضفة الأخرى". و "أحلام مُعَلَّبَة". و" أطياف الفرح"،   و" أصيص الأحلام"، و" سفر تحت الجلد".

لكن، والحقيقة أقول، لن أردد على مسمعكم ما أسمعه كثيراً من بعض الكتاب أو الفنانين بصفة عامة، عندما يسألون عن بداية إبداعهم، يجيبون بيقين صارم إن البداية كانت في مرحلة مبكرة، فأنا جئت إلى عالم الكتابة متأخراً، فأول مجموعة لي، وهي ” الضفة الأخرى” صدرت سنة 2007، وبعد عشر سنوات ها هي الحصيلة، متواضعة طبعاً خمس مجامع قصصية أشرت إليها قبل حين، و” لعنة المرايا”، و”وجع الجذور”  مُسَوَّدَتا روايتين، وأنا، الآن، بصدد الاشتغال على مجموعة قصصية جديدة عنوانها المؤقت ” إبريق شاي وعلبة سجائر”.

لكن ما هو مهم بالنسبة لي هو سؤال: كيف أفهم الكتابة؟

 

في الكتابة نوع من التماهي:

    باختزال شديد أستحضر هنا ما أشار إليه “ارنست فيتشر” في كتابه ” ضرورة الفن” حيث أشار إلى عملية التماهي من طرف المتلقي داخل قاعة العرض السينمائي؛ عملية تماهي وانسلاخ المتلقي، من ربقة الظلام المحيط به من كل الجوانب إلا من فسحة أمامه وهي الشاشة حيث يطل من خلالها على عالم المخيال، أقول ينسلخ من الواقع ويلقي بذاته بين الفاعلين في الشريط المعروض. يتألم لألم البعض ويسعد لسعادة البعض الآخر، ولا يتوانى في تحذير الفاعل المتعاطف معه. فالمبدع عندما يشرع في وضع الترسيمة للنص المرام إنجازه يموقع ذاته إما  في بنية داخلية إلى جانب الفاعلين في مشروع نصه. وإما خارجها؛ يحدد لمحاتِها وهيئاتِها، انفعالاتِها وأحاسيسَها، آمالَها وأحلامَها والرهاناتِ التي يريد أن ينتهي إليها؛ رهانات المحتوى بالنسبة لها، ورهان أو رهانات الأفكار بالنسبة له، أحياناً أحدد لها مصائرها أيضاً. ليس كما حصل مرة مع الكاتب الكبير الراحل حنا مينة، ذلك أن مصير شخصية إحدى رواياته، انفلتَ منه، فماتت الشخصية ولم يكن حنا ينتظر أن تموت في تلك اللحظة، يذكر ذلك شوقي بغدادي، كان رئيس اتحاد الكتاب العراقيين في فترة، أقول يحكي وهو يقدم لإحدى روايات حنّا، أن أحد أصدقاء حنا دخل إلى مقهى وكان حنا قاعداً وحيداً وسمات الحزن بادية عليه، تقدم منه وسأله: ما بك يا حنا؟ فقال: إن فلاناً مات، ولم يكن الفلان ذاك سوى شخصية من شخصيات إحدى الروايات التي كان بصدد الاشتغال عليها. 

        لحظة الكتابة أفكر  في شخصيات نصي فأنا أستحضرها وكأنها شخوص لها وجود حقيقي، تحيا معي وأعيش معها لحظاتها الممتعة والتعسة. فمنذ أن أبدأ في التخطيط لعملي وأنا أستحضر الفاعلين في النص وتحديد سيماتهم وملامحَهم، وتشييد عوالمهم. ولا تنتهي عملية الاستحضار  والمصاحبة والتشييد إلا بالانتهاء من العمل. إذاك فقط أودعها وأطل عليها من زاوية أخرى. وأعود أدراجي للواقع الفعلي أستمد منه قبس ما يمكن مساعدتي على سبر أغوار عالم تخييلي موالي.

 

 هل أمر  الكتابة بسيط أم معقد؟ سهل أم صعب؟

أستحضر هنا، قول راشيل كاسك، تقول:

” إن مطمح الكتابة أمر يسير، لكن الجهد يكون في تقنية الكتابة ذاتها”.

كل الأشياء قابلة أن تكون موضوعاً للكتابة، لكن ما يجعل من النص المكتوب عملاً ناجحاً، حسب رأيي المتواضع، ولا أقصد هنا النجاح التجاري بل الفني والإبداعي أولاً. هو امتلاك مبدعه وسائل إنجاحه، عندما يغدو السرد مسترسلاً في غير مشقة، قادراً أن يترك لدى المتلقي أثراً إيجابياً، وقدرةً على طرح تساؤلات، واحتمالات وتصورات حول ما قرأ، واتخاذ موقف منها. وهو ما أشارتْ إليه راشيل كاسك، التي ذكرتها قبل حين بقولها:

” على السرد أن يشق طريقه حول الأشياء ولا يصطدمَ بها، كالماء الذي يتدفق ويمرُّ حول الحجارة التي تقف في طريقه، والنتيجة ستكون بمنح العمل شكلَه الخاصَّ به”.

على الكاتب، وهنا فعل الوجوب ليس ذا دلالة أخلاقية أو إلزامية، أقول على الكاتب أن يتعرف على جوهر حرفة الكتابة، وكيف يتشكل النص وهو ينتقل من المخبر الداخلي للكاتب إلى منتوج جاهز بين يدي المتلقي. في الثقافة الغربية يتحدث الكاتب عن حرفة الكتابة، ويطلع قراءه على محترفه الإبداعي، وتقنيات التأليف وفنياته وآليات السرد، حيث تغدو الكتابةُ عملاً احترافياً خاضعاً للتصميم ولخطة عمل،  في حين نحن، في الغالب، نتحدث عن حيواتنا الخاصة، وأسفارنا و…

هل ألتزم، أنا، شخصياً بمثل هذه القواعد الصارمة؟ ذلك أمر أتركه للمتلقي، لكن ما أنا متيقن منه أن كتابتي على قلتها وتواضعها، أحاول قدر الإمكان أن أفكر فيها بجد. أكتب وأنا واع بما أريد الكتابة عنه، أقرأ عن المواضيع والتيمات التي أريد توظيفها، أبحث وأجمع المعطيات عنها، ثم أشرع في عملية تجسيدها حسب ما أسعى إلى إنتاجه؛ قصة أم قصة قصيرة جداً أم رواية، ثم أغترف من معين اللغة ما يستطيع التعبير عن مقصديتي. في كل مرحلة أكون واع بما أريد الوصول إليه وتقديمه للمتلقي، ففي          ” الضفة الأخرى” وهو أول إصدار لي كان الهدف توظيف ” تكسير أفق انتظار المتلقي في جميع نصوص المجموعة إن لم أقل في أغلبها. وفي عملي الثاني الموسوم ب” أحلام معلبة” كان الرهان واضحاً من البداية، إن لم أقل قبل الشروع في الكتابة. فقد طرحتُ على نفسي سؤالاً هل يمكنني أن أكتب مجموعة قصصية كاملة، تكون في جميع نصوصها تيمة واحدة، تتكرر، وفاعلون أنفسهم يتكررون في جميع النصوص؛ أبٌ وأم وأخ وساردة أنثى، دون أن يحصل مللٌ للقارئ/ المتلقي.

وفي أطياف الفرح، تم الاشتغال على مقولة الطيف، عبر نصوص ما أشار إليها، صديقي المبدع عماد الورداني حين التقديم لها، أقول عبر نصوص تسير وفق إيقاع سردي منظم يبغي التوحد والانسجام ينهض على تناسل حكائي مقيم بين الفرح والحزن، وتخضع لاستراتيجية نصية تنهض على إحداث تعالقات دلالية وشكلية بين النصوص، وهي تسائلُ قيماً وجودية متحولة.

في حين في ” أُصيص الأحلام” وهي قصص قصيرة جداً استغرق الاشتغال عليها تسع سنوات، بعض النصوص كتبت بين سنة 2005 وسنة 2017.  فقد تمت العودة لقراءة لحظاتٍ من التراث العربي القديم والفلسفة اليونانية والإغريقية والفلسفة الحديثة، لاستنبات شخصيات فلسفية أو تاريخية وجعلها تعبر عن رهان إنسان معاصر لنا، يعيش لحظاتٍ صعبةً من تاريخه وواقعه في سقطاته وانتكاساته.. كبرومتيوس، وجوبتر، وزرقاء اليمامة، والعنقاء، وميركوري، وكيوبيد، ويولسيس وهيكاتي، وطائر السيمورغ، و ستراوس وغرامشي.

وفي “سفر تحت الجلد” وهو آخر أعمالي المنشورة، تم الاشتغال فيها، على مقولة الطيف، وبعض الأمور البسيطة التي لا نلقي لها بالاً أو لا نعطيها قيمة، كالنافذة، وما تمثله كوسيلة للتواصل أو ما تخفيه من أسرار في الداخل، والخطوط والأشكال والألوان ودلالاتها.

تابعتُ في هذا “السفر” ملاحقة الطيف الذي وظفته في مجموعة ” أطياف الفرح” في قصص: ” لعبة الشطرنج”، و ” أنا وأهلي”، و ” جسدي والجسد”، و” شرخ الانتظار”، و ” ذاكرة مخرومة”، و” خوذة مينرفا”، و” خلف النافذة”، و” رأد الضحى”.

ووقفت عند شبكة العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، في مجتمع أبيسي تحكمه سلطة القهر؛ قهر الرجل/ الذكر وخنوع الأنثى. لكن، في الحقيقة، لا نجد الأنثى خاضعة خانعة مستسلمة. ففي ” طائرة ورقية” تقف الزوجة في وجه هذا التسلط، لكن الجدة ترى أن الأمرَ أمرٌ عاديٌ بل قدَرٌ لا مفر منه. ” هو ذا قدرُنا.. وعلينا أن نتعوَّدَ عليه” ص 19. الأب يغادر البيت بحثاً عن متعة خارج المؤسسة الزوجية، أبٌ مُصِرٌّ على تحقيق رغبته. ترفض الزوجة الأمر :” من جديد اقتربت منه.. أمطرته سبّاً ، وتلمَّظتْ كأنَّ ما فاهت به ترك طعماً لذيذاً في فمها” ص: 11.

عندما كنت أفكر في كتابة هذه المجموعة طرحت على نفسي سؤالاً، هل السرد القصصي أحداث تحكى، أم أنها أبعد من ذلك.. ما هي الأشياء التي علينا أن نحكيها ونحكي عنها.. ثمة أشياء بسيطة نعيشها أو نستعين بها في حياتنا، تصاحبنا كل لحظة وحين ولا نقيم لها كبير اعتبار، ولا نعطيها أهميتها التي تستحق. منها على سبيل المثال: النافذة والألوان والخطوط والأشكال، فحددت بعض العناصر التي سأبني عليها نصوص المجموعة، كالنافذة وخطي الطول والعرض والألوان و… وعندما بدأت أبحث عن كيف يتمثل الإنسان عبر مراحل تاريخية محددة النافذة، وجدت أنها كانت عند البعض في لحظات سابقة، خاصة عند  الأنثى/ المرأة تمثل وسيلة لاكتشاف العالم الخارجي، فهي وإن كان المجتمع الذكوري يسيجها داخل المنزل، ويحرم عليها، في بعض الأحيان التواصل مع العالم الخارجي إلا في ظروف محدودة وشروط محدودة أيضاً، في حين كان الرجال يستمتعون خارج البيت. النساء يظللن حبيسات المنازل فإن هنَّ لم يجتمعن مع الأحباب والصديقات يخترن الانزواء خلف النافذة للإطلال على الجزء الآخر من العام. واستطاعت المرأة أن تجعل من النافذة قنطرة تعبر عبرها إلى الخارج. وليس الخارج هنا بعدٌ فيزيقي فحسب، بل هو عالم نفسي واجتماعي فلولا النافذة لبقيت المرأة سجينة جدران بيتها وسجينة ذاتها.. أتذكر، أنني قرأت رواية” الثلج يأتي من النافذة” للكاتب السوري الراحل حنا مينة، كان ” البطل” اسمه فياض، وكان هارباً من السلطة ومتابع من طرف النظام يظل أكثر الأوقات مختفياً، ولا يتعرف على ما يجري في الخارج إلا من خلال النافذة، فتم اعتبار النافذة ” بطلاً” في الرواية.

” سفر تحت الجلد” تحتفي بالجمال، فعندما نفقد الحس الجمالي، عندما تلفظ المدينة عن جسدها رداء الجمال يحضر السؤال هل من علاقة بين الجمال والقيم الإنسانية؟ وكيف يمكن ترويض النفس على عدم الانصياع للقبح الماثل أمامنا، والذي خَيَّمَ على مدينتنا تطوان خلال السنوات الأخيرة وحَوَّلتِ الحمامةَ البيضاء إلى غراب أسود.

عُدْتُ إلى قراءة بعض أفكار سقراط عن الجمال، وكيف يرى أن الجمال الحسي يقود إلى الأخلاق،                     و” جورجياس”  وهو يرى أن الفنون والجمال تقدم للنفس البشرية لذة حسية. لأخلص إلى طرح سؤال:       ” كيف يستطيع الإنسان أن يحول القبح إلى جمال. فكان نص ” تمثال بجماليون”.

للألوان والأشكال حَيِّزٌ مُهمٌّ في هذا ” السَّفَر”، فالخط العمودي والخط الأفقي والمربع والمستطيل تَمَّ استحضارها كعناصر أساسية لتشكيل نصوص سردية بغية الوصول إلى طرح سؤال بسيط ومعقد في آن،  هل تستطيع العواطف الانسانية أن تتعارض وتتقابل انطلاقاً من قناعتنا بتفضيل شكل على آخر أو لون على آخر، فيسعى كل طرف أن يجهد نفسه للبرهة مثلاً على أن المستطيل أفضل من المربع بدليل أن الأبواب والنوافذ والطاولات والكتب تأخذ قيمتها وقوتها من شكلها المستطيلي، أو أن المربع له قيمة أكبر لأنه يتم استخدامه كوحدة زخرفية في الأعمال الفنية. وأن الخط العمودي يفضل الأفقي بدعوى أنه يمثل الانضباط عند اصطفاف الجنود، أو العمودي يفضله حيث يتخذه النمل ، مثلاً في سيره في خط مستقيم، وعمودي كتحليق الطيور. أم أن الخط الأفقي عند الصلاة يمنح الفرد خشوعاً وقوة وتماسكاً وأن تأمل الأفق يضفي على الذات اطمئناناً وراحة، للوصول إلى تساؤل أساسي  ألا نخشى تبعاً لما سبق أن تصبح عواطف الإنسان مربعة أو مسطحة أو مستطيلة، أم أن هندسة القلب تختلف عن باقي الأشكال الهندسية؟

” ضحكة صفراء”، ” كذبة بيضاء”، ” أيام سوداء”، فقلت لِمَ لا تكون الأحلام زرقاء، فكان نص         ” حلم أزرق”، كانت مستشفيات الأمراض العقلية في أوربا في فترة تصبغ باللون الأزرق، فما علاقة اللون بالحالة النفسية، وهل يدل على الجنون أم يسعى إلى التخفيف منه. وفي القرآن الكريم، في سورة طه الآية 102 يقول تعالى وهو أصدق القائلين: ” يومَ يُنْفَخُ في الصُّور ونحشُرُ المجرمين زُرْقاً”. فحضر السؤال عن علاقة اللون الأزرق بالإجرام.

نقطتان أخريتان هما فقدان حاستي البصر  و/ أو السمع لدى الطفل وكيف يتعامل مع العالم المعطى، ففي نص ” قوس قزح” حاولت أن يكون السرد من طرف فتى فقد حاسة البصر، وكيف يسعى إلى توطين نفسه على هذا الوضع الجديد، بعدما أضحى شديد الحساسية وهو جالس مع أسرته وهم يشاهدون البرامج التلفازية أو مع إخوته وهم يتابعون برامج الأطفال وصوت التلفاز مكتوم.. فيقف عند النافذة يُطلُّ إلى الخارج باحثاً عن قوس قزح (مفارقة). أو الطفل السارد الذي يحكي عن أخيه الذي يصغره سناً، كيف فقد حاسة السمع ولا يستطيع التواصل معه في غياب النور، خاصة في غرفتهما عندما تطفي أمهما حبابة النور فينقطع خط التواصل بينهما..

أقول هذا وأنا أستحضر قول جانيت وينترسون:

” لا يهمني ما يدور في رأسك، لأنه إذا لم يُكتب على الصفحة فلن أوليه أي اعتبار. إن الاتصال بين عقلك وعقل القارئ هو اللغة، والقراءة ليست عملية تخاطر”.

وقبل هذا وذاك، إن الكتابة لا تستقيم لك إلا إذا وجدْتَ إلى جانبك من يُقَوِّم ويُوَجّه ويُصحِّح، وأنا جد محفوظ لأني محاط بأصدقاء بمعاولهم الجمالية يُشَذِّبون ويبنون حتى تستطيع حروفي المتواضعة أن تقترب من هامش الجمال، فشكراً لهم جميعاً.

وأختم بما قاله محمود درويش في ديوان ” لماذا تركت الحصان وحيداً:

” وفي الصحراء، قال الغيبُ لي اكتب! فقلت على السراب كتابة أخرى. فقال: اكتب ليخضَرَّ السراب.. فكتبتُ من يكتبْ حكايته يرث أرض الكلام، ويملك المعنى تمامًا”

…………………..

*ورقة قدمت في عيد الكتاب الدورة 20، تطوان 18/04/2018، ضمن فقرة: قصاصون يتحدثون عن أعمالهم

 

مقالات من نفس القسم