أَنْتِ مِن النَّار، وأنا من الماء

أَنْتِ مِن النَّار، وأنا من الماء
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

فرانسوا باسيلي

أَنْتِ مِن النَّار

وأنا من الماء 

لم يعد هذا زماننا 

ولا مكاننا 

ولا لنا في وطنٍ لقاء 

نورٌ علي نور 

جسدٌ علي جسد 

وجمرةٌ بلا انطفاء 

لا تقبضها يد

لا الأرض، لا البيوت، لا الأشياء  

بقيت لنا 

ولا نحن لها 

فبأي سحرٍ أخرج الأشياء من لا شيء 

أو أخرج اللا شيء من أشياء 

أَنْتِ من النار 

شعلةٌ تخبو علي الأسوار

وأنا من الماء  

زهرة لوتس علي نهرٍ بلا مصب 

روحٌ طريدٌ، مضطرب

لا أرض لي هناك 

أوهنا 

كل الطيور قد آوت لعشها 

فأين آوي أنا؟ 

لم يعد هذا زماننا 

اجمعي ما بقي من ذكريات 

وحكاياتٍ لم تعد لنا 

ولا لشهرزاد 

ولنترك البلاد 

أَنْتِ من النار 

وأنا من الماء 

ورغم هذا فقد

كنا علي موعد 

لم تكن الأرض قد تكورت بعد 

ولا ربوة النهد 

قد اعتلت صدر الجسد 

حين هوي النجمان 

نجمك في نجمي 

وتوارت الأوطان 

عن حلم عينيك، وحلمي 

ورأيت أحرف اسمك 

حاضنةً اسمي 

في صفحة الأبد 

فقلت إنك النار التي تقيمني من الرماد 

وأنا الماء الذي يعطش دون حد 

كنا علي موعد 

وكانت البلاد 

في انتظارنا 

والحلم في أعيننا 

والعشق عالياً

وعارياً

نجمي ونجمك صاعدان من رقاد 

تباركت مصر التي أتت بنا 

في مركب الشمس إلى الميلاد 

وفي مياه النيل 

قد تم العماد 

وتباركت مصر التي طردتنا  

من القري، وعلقتنا

عرايا في الميادين 

على يد الأشهاد. 

……………

نيويورك 2017

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم