جاتسبي العظيم وتقويض الحُلم الأمريكي

جاتسبي العظيم
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

4ـ البُّناة العظام

جاتسبي العظيم وتقويض الحُلم الأمريكي

ممدوح فرّاج النابي

نُشرت رواية “جاتسبي العظيم” (The Great Gatsby) للكاتب الأمريكي فرانسيس سكوت فيتزجيرالد (1896- 1940) التي أعادت دار الكرمة (2017) نشرها مؤخرًا، وكانت دار المعارف نشرتها من قبل عام 1971، بترجمة محمد مستجير مصطفى؛ أوّلَ مرَّة عام 1925، ومع إخفاقها في طبعتها الأولى إلّا أنّ ناشرَها كان لديه يقين بالنجاح الذي سيَحْدُث لاحقًا، فكتب رسالة للمؤلف عقب الإخفاق جاء فيها «مهما يكن من أمر، أعتقد أنّ في إمكاننا أنْ نكون على يقين بأنّ هذا الكتاب الرّائع سيفرض نفسه ما إنْ ينجلي غُبار تلك العاصفة النقدية التي واجهته وتبدو مليئة بالهراء».

الرواية هي ثالث أعمال فيتزجيرالد، بعد “هذا الجانب من الجنة“، ثم “الجميلة والملعون“، ومن أعماله “الليلة الناعمة“، وقد تلت جاتبسي العظيم، ثم له عمل أخير، لكن لم يكتمل بعنوان “حب التاجر الأخير”.

تحقّق ما توقعه الناشر فحظيت الرواية بشهرة عالية وعالميّة، فصارت “إحدى أهمّ الوثائق الأدبيّة التي أرَّخت لعقد العشرينات الصاخب” وكذلك «واحدة من أكثر الروايات التي كُتبت تمثيلًا لجوهر أمريكا» على حدِّ وصف مجلة «تايم». وعندما ظهرت الرواية عام 1925، كتب الشاعر ت.س.إليوت لمؤلفها:”لم أقرأ من قبل قصة أخاذة مثل هذه القصة“.

وصلت نسخ الرِّواية إلى خمس وعشرين مليون نسخة، كما أنّها تُرجمت إلى 42 لغة مختلفة، بما فيها اللغة العربية التي جاءت في ترجمات مُتعدِّدة وصلت هي الأخرى إلى خمس ترجمات، أولها ترجمة نجيب المانع بمراجعة جبرا إبراهيم جبرا، وقد صدرت في بغداد 1962، ثم ترجمة محمد مستجير مصطفى والتي صدرت عن دار المعارف عام 1971، ثمّ ترجمة أسامة منزلجي عن دار المدى عام 2004، وتلاها ترجمة هاني سمير يارد ومحمد عبده الحطّيني، وقد صدرت عن عالم الكتب الحديث الأردن 2008، وأخيرًا ترجمة الهيئة العامة لقصور الثقافة سلسلة المئة كتاب بتوقيع سارة العناني 2017.

من الأشياء اللافتة أن رواية الأمريكي سالينجر “الحارس في حقل الشوفان“، التي قام بترجمتها غالب هلسا عن دار المدى، كانت توجه اتهامات لجاتسبي العظيم، من أنها كانت سببًا في صناعة القنبلة النووية.

إخفاق الحلم

تستدعى هذه الحفاوة بالرواية التي عبَّرت عن إخفاق الحُلم الأمريكي، التساؤل عن جمالياتها التي جعلت منها واحدة من الروايات المهمة والملهمة! بالنظرة الأولى لموضوع الرواية، نكتشف أنه بسيط للغاية، وبمعالجة كلاسيكية، عبر مراوحة بين سرد التأمّل والاسترجاع. الرواية في شكلها الخارجي تبدو رومانسية إلا أنها تتجاوز الرومانسية إلى الرمزية ولنا أن نضع شخصيات ميس بيكر وما ترمز له من تحرّر، وشخصية ميير ولفشايم اليهوديّ الذي يرمز لسطوة المال وموت المشاعر، وفق سياق فترة العشرينيات.

الرواية كانت بمثابة رصد لمظاهر التغيُّرات التي طرأت على حياة الفرد الأمريكي، ومثلما تناولت المظاهر السلبية التي ظهرت في المجتمع، كالجريمة والعصابات والفساد، عبرت في جانب منها على ما هو إيجابي، كالاختراعات، وما تمتعت به المرأة من مكانة، خاصة ما هو متعلّق بقضية تحررها. فقد أعطى المؤلف مساحة مهمة داخل الرواية للمرأة قد تعادل عدد الشخصيات الذكورية. كما أعطى لها حقّ الرفض على نحو ما سنرى من ديزي التي حاول جابستي إغرائها بالمال كي تعود له من جديد، بعدما حلّ عليه من ثراء، إلا أنه ترفض.

         الرواية تتناول عبر راويها الأساسي “نك كاراوي” الشّاب الثلاثيني خريج جامعة ييل ومحارب سابق خلال الحرب العالمية، القادم من قلب الغرب الأمريكي الأوسط ليعيش في نيويورك، ويمارِس مهنة المال والمصارف، شخصية جاتسبي الغريبة، عارضًا لمظاهر الحياة التي يحياها، وعلاقاته مرورًا بماضيه، انتهاء بفاجعة قتله وانهيار أحلامه التي لم تتحقق، وإن كانت تعبيرًا عن خفوق زمن الأحلام جميعًا.

         لم يعرف أحد مَن هو جاتسبي، قال بعضهم إنه كان جاسوسًا ألمانيّا ، وقال البعض إنه ينتسب إلى إحدى الأُسر المالكة في أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية. أشاع عن نفسه بأنه رجلٌ بلا ماضٍ ولا تاريخ، وقد خلق هذا العالم الثري والمزخرف لا لكي يترك أثره في العالم المحيط، أو في زوجته وأولاده، وإنما كي يؤثّر في فتاة أحبَّها بعُمقٍ، الغريب أنها بادلته الحب، إلا أنها اضطرت لتركه وتزوجت غيره.

يبدأ الفصل الأول الذي هو أشبه بسيرة ذاتية للراوي “نك”، حيث يُركِّز فيه على شخصيته وعائلته الثرية وقدومه إلى نيويورك. كما يقدم – أيضًا – مَسحة تعريفية لشخصياته التي ستستمرُّ معه إلى نهاية الرواية وهي: ابنة عمه ديزي وزوجها توم بوكانان صديقه من أيّام الكلية، وأحد أقوى المهاجمين الذين لعبوا الكرة في نيوهافن، وأسباب مجيئهم إلى الشّرق بعد أن قضوا عامًا في فرنسا، وجوردان بيدكر أو ميس بيكر لاعبة الغولف التي يُمنِّي نفسه بعلاقة معها، وصولاً إلى جاي جاتسبي وقصره الفخيم.

رجل بلا ماضٍ

         يستفيض الراوي بعد ورود اسم جاي جاتسبي من خلال الشخصيات في الحديث عن جاره الذي يقيم في القصر الفخم، وصاحب الحفلات الصاخبة التي يقيمها كل ليلة، يروي عن قُرب عن عادات الرجل الثري الذي يبدو غريبًا في تصرفاته وأيضًا في طلباته. اللافت أن كل المعلومات عن هذه الشخصية المُبهمة التي تظهر في الفصل الثالث فقط بعد دعوة نك لإحدى حفلاته وإن كانت بغرض استغلال علاقة نك بديزي لترى قصره من بيت القريب، تأتي وفقًا لتصوّرات مَن حضروا الحفلات ولا تربطهم به صلة، باستثناء ما يرد على لسان مس بيكر، ثمّ  يحدث التّطوّر في رسم الشخصية التي تحمل الرواية اسمها في الفصل الثالث، عبر وصف العالم الذي تعيش فيه، فيسهب الراوي في وصف القصر الذي يشهد سهرات ليالي الصيف التي تنساب الموسيقى منه، وما يمتلكه من سيارات فارهة مختلفة الأنواع ما بين الرولز رويس، والستيشين، وضيوفه المتعددين، وما يقدمه لهم من مشروبات عبر شبان وشابات “يرفرفون جيئة وذهابًا كالفراشات”، في إشارة للانتهازية التي بَدت تُسيطر على رجال الغرب.

         تأخذ الرواية مسارًا آخر عبر علاقات هذه الشخصيات ببعضها، وكذلك تاريخ بعضهم فتعرض لصورة أخرى عن المجتمع الجديد، وشخصياته. وأهم ملمح في هذه الصورة أنه مجتمع انتهازي حافل بالشائعات التي تروَّج بطريقة إطرادية؛ فحياة جاتسبي حفتها الإشاعات، و”نك” مرتبط بقصة حبّ مع فتاة في الغرب، وديزي زوجة توم بأنها كاثوايكية وهذا ما يحول وقوع الطلاق بينهما على حدِّ إشاعة مسز ويلسون العشيقة السرية لزوجها.

يستغل جاي جاتسبي الإشاعات لترويج تاريخ كاذب عن نشأته وعائلته التي توفيت كلها – كما يدَّعي – وحصل على ميراث منها، وحالة الحزن التي اعترته، فاضّطر لأن يعيش كمهراجا في كل عواصم أوروبا باريس والبندقية وروما، يجمع الجواهر خصوصًا الياقوت ويصيد الوحوش، ثم دراسته في إكسفورد، وبطولاته في الحرب العالمية والنياشين التي حصل عليها، وعمله في صناعة الدواء ثم في صناعة البترول لتوفير المال لشراء هذا المنزل. وإن كان يتضح – في النهاية  – كذب هذا التاريخ، وأن ثمّة ماضيًّا يصرُّ على إخفائه. كما تتوقف الرواية عند الحياة اللاهية التي يعيشها الناس في الغرب، فتوم يتجوّل مع عشيقته ميرتيل زوجة صاحب الجراج ويلسون التي تنتمي إلى وادي الرماد، بما يُمثِّله مِن تناقضٍ حَادّ لجزيرة جزيرة “لونغ أيلاند”.

          كانت الحياة التي يعيشها جاتسبي أشبه بالخواء، فهو دائم إقامة الحفلات لأشخاص لا يعرفهم، ويغدق عليهم ببذخ. تكشف أحداث الرواية عن علاقة قديمة بين جاتسبي وديزي، قبل خمس سنوات، ومع قدم العلاقة وزواج ديزي بتوم إلا أن جاتسبي لم ينسَ الماضي، فطيلة السنوات الخمس كان يقرأ إحدى صحف شيكاغو عسى أن يقع بالمصادفة على اسم ديزي.

الغريب أنه أثناء انشغاله بتكوين حاضره يسعى لاستعادة ماضيه، معتقدًا أنَّ كلَّ شيءٍ يمكن الحصول عليه بالمال. فالقصر الذي اشتراه جاتسبي كي تكون ديزي أمامه عبر الخليج، ثمّ يبدأ بالتقرُّب إلى ابن عمّ ديزي “نك”، ويدعوه إلى إحدى حفلاته بعدما فقد الأمل في أن تأتي هي، ولمـّا لم تأتِ قرَّر أن يطلب هذا الطلب من نك عن طريق جوردان.

في الحقيقة كان إغراء المال هو وسيلة جاتسبي لإقناع ديزي بعودة الحبِّ الضائع بينهما، فتحايل على ميس بيكر ونك في تدبير لقاء له بديزي، وعندما تحقَّق له من خلال منزل صديقه نك الذي يناديه بأيها الصديق العجوز، تبدأ حفلة الإغراءات، فيتجولان في قاعات الموسيقى من طراز ماري أنطوانيت، وقاعات جلوس من طراز عصر النهضة، وحجراته المتعدِّدة التي تزهو بالأزهار الحديدة، وحجرات الزينة وأحواض السباحة، وحجرات حمَّام ذات مغاسل غائرة.

يمعن الراوي في وصف مشاعر جاتسبي وديزي في منزله ولحظات التباهي وهو يفتح صوان الملابس والحلل، وكأنه يريد أن يثبت ثراءه لهذه الحبيبة القديمة، وبعد البيت أخذهم في جولة في الحديقة وحمام السباحة والطائرة البحرية

الانتهازيون الجدُّد

         لا تخلو نهاية الرواية التي تأتي وكأنها أشبه بالنهايات الدراميّة من فلسفة عميقة تكشف عن أسباب شهرة الرواية؛ حيث تتصاعد ذروة الأحداث بعد الصدام الذي تمّ بين توم وجاتسبي، عقب إخبار جاتسبي له بأنه يحب ديزي، ويجب عليه أن يتخلَّى عنها لأنَّها لا تُحبّه، وهو الأمر الذي رفضه توم، وإن كان في ذروة الاحتدام والصِّراع بينهما تبدأ تلمحيات توم عن مصدر ثروة جاتسبي، وشكِّه بأنّه ما هو إلّا مجرد “مُجرم” متستر جمع ثروته الهائلة من عمليات تهريب الكحول ونشاطات “غير شرعية” أخرى، وهي التهمّة التي كانت تتردّد من رواد حفلات جاتسبي في قصره.

وإزاء تدافع الاتهامات والشكوك ضده يضطر جاتسبي لأن يُدافع عن نفسه فيكشف عن أصله الفقير المتواضع، فيحكي قصة لقائه بالصُّدفة مع الثري العجوز “دان كودي“، وكيف أسدى له خدمة بإنقاذ حياته من غرق مُحتم، فيرد له هذا الأخير الجميل باصطحابه برحلة بحرية، فكان خلالها وصيفًا ورفيقًا وبحًّارًا وسكرتيرًا بل وسجَّانًا لمدة خمس سنوات، وعنه ورث المال بوصية مقدارها خمسة وعشرين ألف دولارًا، وبهذا المال بدأ رحلته العصامية المثابرة للثراء كما سجلها عبر خطة يومية كان ينفذها منذ هروبه من بيت أبيه مفلسًا.

         الإغراء بالمال كان وسيلة جاتسبي لإقناع ديزي بالتخلِّي عن زوجها، إلّا أنّها تراجعتْ عن قبول العرض، ضمن قائمة التردادت التي كانت صفة أصيلة لها منذ أن رفضتْ إتمام الزواج من “توم” ثمّ في اليوم الثاني صارت مهوسة به. التحوُّل الخطير هو تفكير توم في التخلِّص من جاتسبي، وهو ما يعكس حالة العنف التي تبدت لتحقيق الفردانية، فديزي تقتل ميرتيل عشيقة زوجها السّرية بسيارة جاتسبي الكوبية، وهي الحادثة التي يستغلها توم نكاية في جاتسبي، ويذهب ويخبر زوجها ويلسون بتفاصيل الحادثة التي قُتلت فيها زوجته، وبالفعل يذهب ويلسون مُتسلِّلًا إلى حديقة جاتسبي ويقتله بالمسدس ثمّ ينتحر لينتهي طموح المال بهذه النهاية المأساوية التي تُجسِّد صراع المال والمشاعر. فالانتهازية التي يبديها أصحاب الأموال، برغبتهم في السَّيطرة على ما في يد غيرهم.

         مع نهاية الفصل الأخير تتصاعد حدّة انتقاد الراوي لهذا المجتمع الجديد، ورجاله الانتهازيين، فيقدم مرثية لهذه الطبقة الجديدة في صورة مشهد وفاة جاتسبي الذي لم يُشارك فيه سوى ثلاثة أشخاص، مُقارنة بمشهد الحفلات التي كانت تُقام في القصر، فينطفئ الزخم الذي كان عليه القصر من الأضواء الصّاخبة التي تُضيء المكان، والموسيقى والعربات الفخمة التي تنقل الضيوف إلى القصر، وتحلّ حالة من السّكون بعد مقتل جاتسبي. فيقول الراوي: “لقد آمن جاتسبي بالضوء الأخضر، بالمستقبل الصاخب الذي يتناقص أمامنا عامًا بعد عام. ولقد أفلت منا هذا المستقبل في ذلك الحين، لكن ليس بالشيء المهم، فغدا سنجري أسرع، وسنمد أذرعتنا إلى مدى أبعد… وذات صباح جميل، وهكذا نسير، وقواربنا تواجه التيار، لتحملنا دائمًا إلى الخلف  نحو الماضي”.

ثمّة عبر وتأمّلات أراد نك أن يقولها كتعبير عن سخطه ونقمته على هذه الحياة الجديدة، وهو جوهر الرواية. فالراوي في تأمُّلاته بين مشهدي البداية والنهاية يُعبِّرُ عن حياة الوهم والكذب التي يعيشها الأثرياء، فما يُحاط بهم مِن أصدقاء وما يُبدى لهم مِن مَودة في الحقيقة ليس لهم وإنما لما يملكونه مِن ثراء وجاه. ومن ثم يعود بعدها نك مُبديًّا أسفه على هذه الحياة الأكذوبة، مُعترفًا بحقيقة الخواء والفراغ الروحي والانحلال الخلقي الذي يتميِّز به هؤلاء الأدعياء وحياتهم. فالسَّعادة كما رأها الانتهازيون تتحقق بالفردية والاستعراض واللأخلاق. فجاتسبي الذي امتلك المال والثراء والرفاهية لم يصل لتحقيق حُلمه الرومانسي القديم باستعادة ديزي، إلّا باحتياله بكلِّ الطُّرق غير المشروعة للوصول إليها؛ تارة بالمال وتارة بالخديعة والخيانة، وتارة ثالثة بالإغواء.

          من الأشياء المفيدة أن فيتزجيرالد ضمن الرواية أجزاء من حياته الشخصية. فجعل من زوجته زيلدا رمزًا للمرأة في العشرينيات، بل أطلق عليها لقب أول أميركية تتبع أسلوب الفلابر (نوفو ريتش)، وقد وصل به الأمر إلى أخذ مقتطفات من مذكرات زيلدا ناسبًا أحداثها لأبطال قصصه، وهو ما أجَّجَ الخلافات بينهما.

         الجدير بالذكر أن الرواية أُنتجت للسينما أكثر من مرة، كان أول فيلم عن الرواية عام 1926، وكان صامتًا، من بطولة وارنر باكستر ولويس ويلسون ووليم بويل ومن إخراج هربرت برنون. أما فيلم عام 1974 كان هو الأكثر شهرة من بين الأفلام التي صنعت عن قصة الرواية، وهو من بطولة أدى روبرت ريدفورد (الذي أدى دور جاتسبي)، ومايا فارو في دور ديزي بوكانان، وسام وترستون أدّى دور (نك كاراويه). النسخة الخامسة كانت عام 2013 وكانت بميزانية ضخمة، ومن بطولة النجم ليوناردو دي كابريو.

تبقي رواية جاتسبي العظم واحدة من الروايات الخالدة التي دشنت لعصر الجاز والجيل الضائع.

مقالات من نفس القسم