ماريا

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 17
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

طارق هاشم

منذ ساعة واحده فقط

هربت ماريا من رواية النفق

أخبرها أرنستو ساباتو

أن الراوي سيقتلها

في الفقرة السابعه والثلاثين

كانت تحدثني وهي مرتابة

مازالت رعشتها تهدد سكينة العالم

قالت إنها لم تكن تعرفه

وثقت به دون شرط

ولولا أن أرنستو قد تراجع عن فكرته

لماتت هكذا بطريقة عبثية

اختار أرنستو أن يتخلى عن حيلته الدرامية

التي بنى عليها روايته

الجميع هنا كانوا ينتظرون موتي

دون أدنى شك

موتي بدعوى خيانة خوان بابلو

مع علمهم التام أنه موتور

وكاذب

نعم خوان بابلو أكبر متوتر التقيته في حياتي

هو يكذب حتى على الطير

خوان الذي قال إنه أحبني لدرجة

أنه ليس لديه مانع أن يضاجعني

حتى لو أصابني الإيدز

إلا أنه حين حل الوباء في مدينتنا

كان أول من أدار ظهره لي

هذا ما قالته ماريا

ماريا التي تحمل في صوتها رائحة البحر

وبراءة المجانين

عرفت مؤخراُ عذاب أن تحب

شخصا

ليس له سواك

قالت إن خوان عاش حياته بلا أصدقاء

كيف يستطيع إنسان بحق الآلهه

ـن يعيش وحيدا

هكذا دون ليل يألفه

أو صباحات يغني لها كل يوم

أو بحر يتحدث إليه كعاشق على وشك الجنون

بعد أكثر من عشرين عاما أدركت ماريا خطيئتها

كيف أحبت هذا المعتوه خوان بابلو

كيف أسلمته جسدها

بالسهولة التي يلقي بها عابر السلام على الغرباء

هي الآن تبكي جرحها المفتوح كباب ترك موارباً

لعجز في روحه

ماريا التي غافلت الراوي وهربت

لم تترك أية فرصة يمكنها ولو لساعة واحدة

أن تعود

ملت كونها أصبحت مجرد حيلة

يعلق عليها الراوي فشله

ذهبت بعد أن صارت وطنا

أنا كل شعبه

ذهبت هكذا كطيف عابر

بلا أبواب يطرقها

هكذا

رح ل ت

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم