حسني حسن
سيُغمض عينيه للمرة الأخيرة، فلا يعود لمطالعة وجه شمس الصباح وهي تشرق على صفحة وجه هذا العالم، وسيرحل البوذا دون عودة. لكن، وبالرغم من كل جهوده المضنية، وصاياه، وتعليمه، سيذهب وفي النفس، ويا للعجب! ظل من حسرة، تثقب القلب، وطعم مرارة، لا تخطئها ذائقته، في الحلق…
– هل وعيتَ الدرس جيداً صديقي أناندا؟
– بل هل وعيتَ أنتَ درس استحالة أن أعي، أو أي أحد غيري، الدرس أيها المستنير؟
وسيعجز البوذا عن الرد على تلميذه الأثير، وحينها لن يتبقى أمامه من خيار آخر سوى أن يستسلم لإغماض عينيه، بهدوء وصمت، لآخر مرة، ولا يعود يحلم إلا بظلمة الأكوان الشاسعة السحيقة.