هيرمان هسه
ترجمة: ريهام مرسي
في هذا العام المشؤوم، يأتي الخريف باكراً
أمشي ليلاً في الميدان، وحدي
يهب المطر
تحرك الرياح قبعتي، وأنت؟ وأنت يا صديقي؟
ربما أنت واقف، تشاهد القمر المنجليّ
يتحرك في شكل قوسي فوق الغابات
ونيران المخيمات، حمراء في الوادي المظلم
ربما أنت مستلقٍ في حقل من القش، نائما
يسقط الندى البارد على جبينك وسترة المعركة
من الممكن أن تكون الليلة على ظهر خيل
في أبعد موقع للجنود
تحدق خارجاً، متجولاً بمسدس في قبضتك
مبتسماً، تهمس إلى الحصان المنهك
أتصور باستمرار أنك تقضي الليل كضيف في قلعة غريبة تحتوي على حديقة
تقوم بكتابة خطاب على ضوء الشموع، وتنقر على مفاتيح البيانو من النافذة
تحاول تذكر صوت ما
وربما تكون صامتاً، أو ميتاً بالفعل، واليوم لن يسطع الضوء في عينيك الجادّة
ويدك البنية تذوي، وجبينك الأبيض ممزق
آه ليتني
ليتني، لمرة واحدة، في ذلك اليوم الأخير،
أظهرت لك شيئاً من حبي، كنت خجلاً ومتردداً
ولكنك تعرفني، أنت تعرف، فتبستم وتومئ برأسك
الليلة أمام قلعتك الغريبة،
أنت تومئ لخيلك في الغابة المبللة
وتومئ إلى القش المتراكم، وتفكر فيّ وتبتسم ربما قد تعود من الحرب في يوم ما
وتسير معي في إحدى المساءات
ويتحدث شخص عن لونغوي ولوتيش ودمركيرش،
حيث نبتسم في مهانة
وكل شيء سيكون كما كان من قبل
ولن يتحدث أحد عن قلقه
أو حنينه ليلا في الحقل
أو عن حبه
بمزحة واحدة سنخيف القلق،
الحرب،
الليالي السيئة،
وإضاءة الصيف للصداقة الخجولة
إلى الماضي البارد الذي لن يعود