شعر: جاريد سينجر
ترجمة: لبنى أحمد نور
أصعب شيء قمت به في حياتي
هو الدخول تحت الدش
أن تحمل جسد شخص تحبه
أقدم على الانتحار للتو
أمرٌ سهل!
كل ما عليك فعله هو أن تظل هناك
تنتظر وصول المسعفين
وتأمل أن تخيب ظنونك
تبتهل ليكون ما يزال ثمة شخص لينقذوه
عندما تضربك الصدمة
يصبح ثقل الجسد المحمول لا شيء
ورغم كل ذلك الثقل الذي يلقيه على جسدك
تشعر كما لو كنت تحمل كتابًا على الشاطئ
أعتقد أن علينا أن نعيد تعريف كلمة «مأساة»
لتصبح: ذلك الذي يستحيل تجاوزه
ما لم تكن محظوظًا للغاية
سيحدث لك
في ذلك اليوم
عندما تبدو كل أحلام يقظتك السعيدة
ضئيلة
وتبدو كل كوابيسك
مريعة
في اليوم الذي تجد فيه
أن أسوأ الاحتمالات التي يمكنك تخيلها
قد حدث بالفعل
عندما يقدم صديق تحبه على الانتحار
عندما يصاب قريبك بالشلل
على الأرجح إلى الأبد
أيًّا ما كانت مأساتك
من فضلك، اعتبر بي
لأن الرجل المجنون وحده
يحاول أن يفعل المستحيل
وبعد موتها
كنتُ بالفعل ذلك الرجل المجنون
حاولتُ أن أتجاوز انتحارها
ولما فشلتُ في ذلك
لم أفعل أي شيء
ظللتُ بقذارتي لمدة ثلاثة أسابيع
إلى أن أتى صديق عزيز
دخل إلى غرفتي حاملًا منشفة
آملًا ألا أكون مهمة مستحيلة أخرى
وقال لي:
ستدخل تحت الدش الآن!
ذلك الدش
هو أصعب شيء قمت به في حياتي
لا يمكنك أن تتجاوز فقد أحدهم
لكن، يمكنك أن تدخل تحت الدش
ويمكنك أن ترتدي ملابسك
ثم يمكنك أن تلتقط مفاتيحك
ثم يمكنك أن تذهب لشراء البقالة
ثم يمكنك أن تغسل ملابسك المتسخة
ثم تجد أنه قد مرت عشر سنوات
وهم ما زالوا ميتين
وأنت سعيد
لا أومن بالرب
لكنني أومن بالمعجزات
بأن الأشياء تكون كبيرة جدًّا
إلى درجة أنها تبدو مستحيلة
ولكن عندما تفعلها شيئًا صغيرًا فشيئًا صغيرًا
تنجزها
الدخول تحت الدش معجزة
الضحك معجزة
أن تكون هنا معجزة
هذا هو الشاهد من الأمر
كلنا نيأس
كلنا نختبئ
كلنا ننغمس في
أيًّا ما كانت البلوى التي ننغمس فيها
لكن، إذا كنتَ محظوظًا
إذا كان ثمة معجزة
تدخل تحت الدش
تنهض من مكانك
وتستمر في القيام بأشياء صغيرة
إلى أن يصبح العالمُ
مكانًا أقلَّ ظلمةً بقليل