في محاضرة ألقاها الأحد الماضي بنادي الأدب بالمنصورة تحت عنوان “الأصل الواقعي لرواية دكتور جيكل ومستر هايد”؛ قدم الناقد ممدوح رزق عرضًا لدراسته المنتظر صدورها مطلع العام القادم، والتي تكشف بالأدلة المادية والتحليل النقدي عن الحدث التاريخي الذي استلهم منه روبرت لويس ستيفنسون روايته.
تشتمل الدراسة على تشريح دقيق لحياة ستيفنسون، وملابسات كتابة كل عمل أدبي له، خاصة رواية “دكتور جيكل ومستر هايد”، وكذلك جميع التفاصيل التي تتعلق بالأصل الواقعي لها، والمتمثل في حادثة مقتل الطبيب جورج باركمان على يد صديقه دكتور جون ويبستر عام 1849 بكلية الطب جامعة هارفارد في مدينة بوسطن الأمريكية.
قام ممدوح رزق في المحاضرة بشرح جميع أوجه التماثل بين الرواية والقضية، وكيفية استخدام روبرت لويس ستيفنسون لعناصرها على مستوى الأماكن، والشخصيات، وأدوارها، وحركتها، واللعب بالاختفاء، وأداة القتل، واكتشاف الجريمة، والوصول إلى الجثة، وتوظيف الخطابات، والفروق التشريحية، والأعمار، واستعمال الانتحار والشنق، والنزوات المشتركة، بالإضافة إلى استقصاء العوامل الاجتماعية على مستوى الحادثة والرواية.
في نهاية المحاضرة عقد الناقد ممدوح رزق مقارنة بين دراسته والافتراضات الأخرى حول الأصل الواقعي لرواية “دكتور جيكل ومستر هايد”، مستعرضًا تميز هذا الكشف عن تلك التخمينات التي حاولت أن تنسب الرواية لأشخاص ووقائع مختلفة عبر الزمن، حيث يرجع هذا التميز إلى أن الدراسة تحدد أصلًا واقعيًا يشتمل على جميع عناصر الرواية، وبصورة ترتقي إلى نوع من التطابق، في حين لم تتجاوز الافتراضات السابقة الإشارة إلى عنصر مشابه، أو مادة مقاربة لأحد معطيات الرواية، والتغاضي عن التفاصيل الأخرى لمضمونها .. ليس هذا فحسب بل إن هذا الكشف لا يكتفي بتضمنه لجميع عناصر “دكتور جيكل ومستر هايد”، بل يحتوي أيضًا على الطريقة التي تطورت بها أحداث الرواية حتى نهايتها.