أنا التي تستيقظُ في شِمالك

فيرا بافلوفا
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عشر قصائد للشّاعرة الرّوسية: فيرا بافلوفا

الترجمة من الإنجليزيّة: تحسين الخطيب

1

هَا قَدْ وُلِدَ شاعرٌ آخرُ
حينَ رأيتُ حياةَ الحياةِ،
وموتَ الموتِ:
الطّفلَ الذي وَلَدْتُهُ.
كانت تلكَ بدايتي:
الدّمُ يسفعُ أُرْبِيَّتِي،
الرّوحُ تُحوِّمُ، والطّفلُ يصرخُ
بين ذراعيّ المُمرّضة.

2

فطرتُ فؤادكَ.
حافيةً أمشي الآنَ على
الكِسَرِ.

3

أبديّةٌ: لا حَيَّةٌ ولا مَيّتةٌ.
قَدَرِيّةٌ هِيَ الأبديّةُ.
لِنعانقَ بعضنا. ذراعيكَ
كُمَّا سُتْرَةِ مجانينَ،
حِزَام نجاةٍ كي نظلّ عائمين.
ملعونونَ الشّعراءُ الغنائيّونَ:
قلّما ينطقونَ
غير أنّ العِنَاقَ هو أوّل شيءٍ
يقومونَ به، دوماً.

4

تعلّم أنْ تنظرَ إلى الأَبْعَدِ.
إنْ تكونَ أوّلَ مَنْ يَفْتَرِقَ.
لا تقدرُ الدّموعُ أنْ تُذِيبَ العُزلة
لا الرُّضابُ، ولا السّائلُ المنويُّ.
وعلى طاساتِ العُرْسِ المُذَهَّبَةِ،
على الأكواب البلاستيكيّة التي للبغايا،
تستطيعُ العَيْنُ، إنْ كانتْ حاذِقةً،
رؤيةَ المُرِّ الذي تَبقّى مِنَ العُزلةِ.

5

برقّةٍ، على سطحٍ رقيقٍ،
كُتِبَتْ أفضلُ أبياتِ شِعْرِي:
بِطَرَفِ لساني على حَنَكِك،
بأحرفٍ بالغةِ الصّغَرِ على صدركَ،
على بطنك . . .
ولكنّي كتبتها برقّةٍ شديدةٍ
يا حبيبي!
فهل أمحو بشفتيَّ
علامةَ تعجُّبك؟

6

للنّائمينَ في الأرضِ
حِسُّ الطَّيْرِ بالطّريقِ.
موتى، ينامونَ وقد ارتدوا أحذيتهم،
على أُهْبَةِ أن ينهضوا ويمضوا
إلى القَرنفليّ وغيرِ الضّروريِّ،
إلى الأَرِقينَ الحفاةِ
الذين عقدوا لهم
أربطةَ آخر زوجٍ من الأحذية.

7

لِمَ أُرَتِّلُ قصائدي عن ظَهْرِ قلبٍ؟
لِأنّي كتبتها عن ظهرِ قلبْ،
لأنّي أعرفُ ذلكَ السّأمَ
عن ظهرِ قلب. لكنّي أكذبُ على القَلَمِ،
هيّابةً أن أصفَ كيفَ رَهَوْتُ
على طُولِ متاريسِ الحُبِّ القصيّةِ،
حافيةً، أرتدي بذلةَ يوم ميلادي:
لُزوجةَ المشيمةِ والدّمّ.

8

وحينَ يُخفّفُ الأسى الأخيرُ
جميعَ آلامنا،
ألحقُ بكَ، إلى هناكَ،
في القطار التّالي،
ليس لِأنّني أفتقدُ قوّةَ
تأمُّلِ ما آلَتْ إليهِ النّهايةُ،
ولكن، ربّما نسيتَ أن تُحضِرَ
أقراض الدّواء، ربطةَ العنقِ، وأمواس الحلاقةِ . . .

9

وَحْشَةٌ في الشّتاءِ،
نَبْتَةٌ في الرّبيعِ،
حشرةٌ في الصّيفِ،
عصفورةٌ في الخريفِ.
وفيما تبقّى من الوقتِ امرأةٌ أنا.
10
بورتريه بصورة جانبيّة

أنا
التي
تستيقظُ
في
شِمَالِك.

مقالات من نفس القسم