وفاء بنت سالم
تداوي
حيث ولدتُ في بلدةٍ بدوية
أسوارها الجبال، وحليتها الرمال البحرية،
وأحمر الشفاه فيها خلات بلون الحلم
ورائحة الطفولة..؛
لم يكن لي الحق في قولِ كلمةٍ وهمية
كان الصمت شفاء والكلام مرضٍ لا دواء له.
حيث ولدت،
ليس لي دوراً كبيرًا
كان حظي أني إبنة تحمل الرقم ال.. من
بين ال28 فردًا يحفظهم أبي وأنسى
أيهم يكره اسمي كي أبقى في قلب أبي حية.
حيث ولدت،
لم يُنجيني حبُ الأرض من صدمة الوطن المجفف،
ولم يخفف تشوهي من حجم خراب الأحلام المفترسة
في أرضِ الحكايات والمغامرات الكبيرة.
كنتُ أُهرول كطفلٍ أضاع طائرته
بحثًا عن كسرة عفوٍ من عينِ والديه،
وكما قال درويش “ومن سوء حظي”
وكان سوء حظي أني بكيت،
كمحارةٍ لفظتها الكلمات ،
ومن سوء حظي أني أبكي بذور أرض
وأعلم أن جفافها بالشرِ آت..
ومن حسن حظي
أني شفيت من الكذبات.
***
غربة
كنتُ أخشى الغربة والحياة خارج أرض حوتني.
لكنني يا إله العالمين أنا غريبة في وطني
يعضني الحكماء بأضراس الدين،
ويدوس على صدري دعاة الصبر
وهم في سباتٍ باطل.
عقدين وثالث جر البياض فيّ
وأنا للآن أهمس للصغار أن الوطن روح،
ولم أخبرهم أن الروح تموت من يباس
في موطنها.
وأن الزمان منفصل هنا
والمكان ليس لنا،
وأسئلة الحياة لا ماء يرويها،
فكل شيء وهمي هنا لا زائل فيه سوانا.
واليوم..
أُكلم وجهي المستدير وأصابع يميني
هل ينفصل الزمان من جسدٍ غزاه الشيب،
والشيب يا وجهي وطن بطعم الدم
ورائحة اللبان في كفوفِ البائساتِ،
ونحن في أرضٍ غزتنا واستباحت
دمعنا..!
……………………….
*شاعرة من سلطنة عمان