كبرت وكبرت معي خطاياي!

محمود قرني
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمود قرني

– 1-

     منذ أن عرفت الطريق إلى الشعر، قارئا له ثم كاتبا عنده، يترسخ يقيني بأن الأصل في الشعر عدم خضوعه لتاريخ تمليه المصلحة. فهو منذ أفلاطون يبدو بين أعلي تعبيرات الإنسان الحر باعتباره نشاطًا تلقائيًا لا تحكمه سوي محددات موضوعية تحتقر السياسة والأيديولوجيا علي نحو خاص. لكن يبدو هذا التعريف غير كاف لمن يقدسون فكرة الخلق الذي يجب أن يوافق المثال.

     وقبل سبعة قرون أو يزيد كتب “حازم القرطاجني” صاحب “منهاج البلغاء وسراج الأدباء” أنه:” قد ران الجدب على قلوب شعراء المشرق المتأخرين وأعمي بصائرهم عن حقيقة الشعر”. فلم يوجد فيهم على طول هذه المدة من نحا نحو الفحول ولا من ذهب مذاهبهم في تأصيل مبادئ الكلام وإحكام وضعه وانتقاء مواده التي يجب نحته منها، فخرجوا بذلك عن مهيع الشعر ودخلوا في محض التكلم”. ورغم أن “حازما” يعد واحدا من أهم مؤسسي النقدية العربية؛ إلا أن دعوته تظل واحدة من آثام الاتباعية التي لازالت تمثل سلطة شبه انتقائية حتى لو فقدت الحماية الفقهية. فتاريخيا تبدو المسافة بين الشعر والدين معقدة على قربها، وكان ابن عباس يقول:”إذا قرأتم شيئا من كتاب الله فلم تعرفوه فاطلبوه في أشعار العرب، فإن الشعر ديوانهم”. وكان إهدار النبي لدم كعب بن زهير قبل دخوله الإسلام واحدا من مظاهر هذا الاعتداد المخيف بأهمية الشعر ومن ثم قيام الضرورة على تدجينه. ربما لذلك لم يشفع للشاعر، بعد أن ضاقت به الأرض، سوى درته “بانت سعاد”.. التي يعلن فيها توبةً يشكك فيها النقد ويعتبرها أضعف حلقات قصيدته الفريدة. ليس هذا فحسب، بل مرت لحظات لم يضمن فيها الشعر صك الحرية حتى لصاحبه. ويروي لنا تاريخ الأدب أنه تم عرض الشاعر “سحيم” “عبد بني الحسحاس” على “عثمان بن عفان” وكان عبدًا أسود، وقالوا له:”إنه شاعر يُرغَبُ في مثله؛ فقال لا حاجة لنا فيه؛ لأنه إن شبع شبب بنساء أهله، وإن جاع هجاهم” ما دعا سحيم إلى القول: “أشعار عبد بني الحسحاس قُمن له/ يوم الفخار مقام الأصل والورق. إن كنتُ عبدا فنفسي حرة كرما/ أو أسود اللون إني أبيض الخلق”.

   ولم يكن مدهشا ألا ينتج هذا التجاور غير العادل بين الشعر والدين والتقاليد الاجتماعية الرثة إلا طرائد فقهية مثل:”أن الشعر داع لسوء الأدب وفساد المنقلب”.

هذا هو ميراث الشاعر الحديث من تركة ثقلت موازينها لازال كل شاعر حر يدفع ثمنها حتى ساعتنا تلك.

– 2-

     لا أعرف الأسباب الكامنة خلف مشاعر الهلع التي تنتابني تجاه تلك الأسئلة التي يكون موضوعها النشأة وتاريخ التكوين الأول. لم أجدني في أية لحظة قادرا على التعامل بالاحترام الواجب مع سيرتي الشخصية. لذلك تظل أسئلة من هذا النوع مخيفة ومربكة بالنسبة لي. ربما لأنني، إذا ما تحرَّيتُ الصدق، سأصطدم بتركة من المخازي لا يستطيع رجل شرقي إلا أن يفر أمامها ناكرًا أن يكون قد جمعه بها تاريخ، أي تاريخ. أما الوجه الآخر لتلك الحقيقة فهو اعتقادي في حالات كثيرة أنني لا أملك ما يستحق التذكر بالأساس، لكن ثمة هاجس، متوهم غالبا، يرتبط بأنني شاعر لا يستطيع العمل تحت سطوة الأفعال المضارعة. لا أكره شيئا في اللغة قدر كراهيتي للأفعال المضارعة. الفعل الماضي هو تعبير القوة الذي دفع رامبو للكتابة إلى ناشره ليخبره أنه موجود في الحبشة للبحث عن لغة لم تلوثها العادة! من هنا أعتبر الماضي هو المملوك الذي أرسلته الآلهة لرعاية الشعر، وربما لهذا السبب تحديدا أخشى أن يتسرب هذا الماضي من بين أصابعي ويخسر الشعر خبيئة لا يجب أن تكون ملكا لغيره.

– 3 –

     عوالم القرية التي ولدت فيها لم تكن الأكثر تأثيرًا. كانت الأسرة هي صاحبة الدور الجوهري في تكويني رغم أنها أسرة لم تكمل تعليمها. الأم تقرأ وتكتب إلا قليلا، أما الأب فغادر التعليم مبكرًا ليفلح في أرض أبيه التي كانت كبيرة نسبيا.

     لم تكن أسرتنا فقيرة كما لم تكن غنية، كانت ضمن “مساتير” الطبقة المتوسطة في الريف المصري. كان بعض وجهاء العائلة يعدون من أعيان القرية بل والقرى المجاورة. ورث أبي تركة معقولة وورثت عنه الكثير من تعففه وإبائه وأظنني ورثت كذلك سلامة فطرته. كنت أكبر إخوتي وكان أبي لا يترك شأنا يخصني إلا واقتحمه.

     هذا أقام علاقة متوترة بيني وبينه طيلة الوقت، ثم تفاقم الأمر عندما تبدي له أن اهتمامي بالقراءة والكتابة سيحولان دون إكمالي دراستي. كان محبًا للتعليم بشكل شبه مرضي وصديقًا لكبار الموظفين والوجهاء.. كريما لدرجة كانت موضع سخط إخوته وأعمامه، وكانوا دائما ما يتهمونه بأنه سيضيع تركته وينتهي به الأمر متسولا، لكن ذلك لم يحدث.

– 4 –

      طالما روي لي أبي، بفخار شديد، ربما لمئات المرات، ذات الحكايات عن بطولات منسوبة لجدي باعتباره أول ثائر في القرية يستطيع أن يطيح بعمدة حاصل على رتبة البكوية، في معركة بدأت قبل ثورة يوليو لكنها توجت مع انطلاقها، وانتهى الأمر بعزل عمدة القرية وإحالته لمحكمة الجنايات بتهمة حرق مزرعة مواشي يملكها جدي. كان العاصم الوحيد للعمدة المعزول أن يأتي ذليلا راكعا طالبا الصفح، وهو ما كان.

    كثيرا ما حكى لي أبي كيف أن فلاحي القرية لم يكن باستطاعتهم المرور أمام مجلس العُمودية دون الترجل من أعلى ركائبهم وتقديم التحية والانحناء، الاستثناء الوحيد من تلك المراسم كانت عائلة جدي وأشقاؤه ومن تناسل من نسلهم، فهو الشخص الوحيد المسموح له بالجلوس إلى جوار العمدة واضعا ساقا على الأخرى!

– 5 –

     وبعد أن كبرت منحني أبي حرية التنقيب في مكتبة صغيرة تركها جدي الذي لم يكمل تعليمه، لكنه كان يملك خطا جميلا وبلاغة قرآنية فريدة.

     طالعت في تلك المكتبة صحيح البخاري وكتاب “الأمالي” للإمام القالي وبعض أجزاء من كتاب “ألف ليلة” وبعض السير الشعبية مثل سيرة الأميرة “ذات الهمة”، وكان أطرف ما وجدته

بين أضابيرها بعض الشكاوي التي أرسلها جدي للزعيم عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر.

     كانت سلسلة شكاوي تحت عنوان واحد هو “صرخات في الهواء”، ثم يلي العنوان عادة بيت جميل من الشعر يقول:”لا تلم كفي إذا السيف نبا/ صح مني العزم والدهر أبى”. عرفت بعد أن كبرت أن البيت لحافظ إبراهيم.

– 6 –

     أعتبر دراستي للقانون بين أهم ما فعلت. فالقانون أعلي تعبيرات علم المنطق، وهو بدوره أعلي تعبيرات العقل الإنساني الذي أنضجته التجربة. فلا يمكن لعاقل أن يتصور العالم دون فكرة العدالة، وهي أفكار تشكلت لدى الإنسان في رحلة بحثه عن النظام ردا على شواغل البشرية التي دهست لحمها عجلات الحروب والفوضى والمشاعية والحروب الدينية ومظالم الإقطاع والأبوية والكهانة وأثرياء الحروب. وقد كان غياب فكرة العدالة دافعا من دوافع تنامي مفهوم القوة كأداة لحسم الصراعات، وأحب أن أتوقف أمام مقولة شيشرون:”القانون سيد؛ وإذا غاب القانون فلا سيد؛ وحيث لا سيد فالكل سيد؛ وحيث الكل سيد فالكل مسود، القوة تنشئ الحق وتحميه”. وقد كانت رؤية مؤسسي النظريات الاجتماعية الكبرى مثل جان جاك روسو وفولتير ترى أن تنامي مفهوم العدالة هو الذي استطاع أن ينقل البشرية من حالتها الغريزية “أي المشاعية” إلى حالتها المدنية.

     ولم تكن علاقتي بمفهوم العدالة على إطلاقه سوى جزء من مشاغلي بأزمة الوجود في أبعادها الماورائية. وقد خرجت من تلك الأزمة ولدي قناعات بأن جميع الأفكار العظيمة بما في ذلك

الأديان الكبرى نالت أكبر إساءة من البشر، وطالما تم استخدامها لإشعال الفتن وتوسيع الأطماع والحروب المذهبية والعشائرية لصالح الحكام والساسة ورجال المال. لذلك كانت الدولة الحديثة عدوة لكل المفاهيم العقائدية.

– 7 –

     انتقلت إلى القاهرة في نهايات العام 1987، عملت محاميا في شركة حكومية. كنت أخشى الصحافة والعمل بها، فقد كانت نصيحة كبار الشعراء لي أن الصحافة قاتلة للمبدع.

     بعد ذلك عملت بالصحافة لكن كان لدي من النضج ما يحميني من غوائلها ومن ارتباكاتها وامتيازاتها التي تستطيع خلق مراكز نفوذ ودوائر مصالح مدمرة في نهاية الأمر. كنت حريصا على ألا تكون الصحافة سببا في حصولي على امتياز من أي نوع، لأنني كنت أعلم أنني سأتركها يومًا ما. وقد حدث ذلك بالفعل بعد أن استقلت من جريدة القدس العربي بعد 14 سنة من العمل عقب أن اشترتها قطر. أنا الآن حر من كل ذلك. كسبت أشياء كثيرة وخسرت ما هو أكثر، لكن بقيَ لي الشعر متحصنا بنفسه لا بغيره.

– 8 –

     أعرف مثقفين عرب ومصريين يهيلون التراب بحركة شفاه على القوة الناعمة المصرية، وعلى القاهرة كمركز من أهم مراكز الإنتاج المعرفي في الثقافة العربية بل ربما في الشرق كله.

     القاهرة في حديثي هذا ليست عاصمة للساسة المهزومين كما أنها ليست عاصمة حكامها بأي حال. القاهرة جميلة ومخيفة ومغرية ككل العواصم الكبرى.. ككل حاضرة تعزز فكرة الإنسان الحر وتقوض بالتالي صورة النسيج العشائري والقبلي .. وكما أحببت القاهرة تشردت في شوارعها أيضا، وامتهنت أحقر المهن مخافة أن أعود مهزوما إلى مسقط رأسي، فهذا كان

يعني نهايتي. كان أبي يراهن على تلك الهزيمة ليكرهني على العودة إلى قريتي. كان يحلم بأن أبقي إلى جواره، أن أكون محاميا كبيرًا يستطيع هو أن يوفر له كل أسباب النجاح، لكنني كنت قد اخترت مصير جلجامش الذي رأى، فقتلته المعرفة.

– 9 –

     كان جنوني بالشعر ومساجلات الكبار الذين تعلمت عليهم شاخصة أمام عيني. القاهرة كانت بالنسبة لي أعلى تعبيرات الثقافة المخترقة التي افتقدتها بعيدا عن مركزيتها القاتلة والساحرة.

     كانت الأطواق التي تحيط رغبتي في التجدد تقلص قدرتي على المغامرة في إطار ثقافة يبدو احتفاءها بأصالتها مشوبا بالمزيد من المبالغة. ومع أن القاهرة فتحت لي ذلك الأفق المجرب على مصاريعه إلا أنني لم أكن متحمسا للانخراط في صالونات كان يقيمها وجهاء في الحركة الثقافية في الثمانينيات والتسعينيات. كانت فكرتي عن استقلال نصي دون أن أتبع ظلال غيري فكرة ترتقي إلى مرتبة القداسة، فطالما رأيت مرتادي تلك الصالونات من أقراني وهو يسرفون في تقليد أصحاب تلك الصالونات. خسرت كثيرا جدا، وملأت أسماء أخرى فضاء عابرا، لكنني استطعت أن أصنع لنفسي موقعًا من نوع آخر، موقع لا يدعيه أحد ولا يستطيع.

     باختصار أنا لم آخذ من القاهرة أو من غير القاهرة سوى بقدر حاجتي.

– 10 –

     أنا ممن يخشون الاعتراف، رغم أنني أحببت ما يسمى بالشعراء الإعترافيين. ربما هذا ما يفسر قلة كلامي لفترات طويلة من حياتي. كنت أمارس الصمت معظم الوقت بين أفراد أسرتي، فضلت دائما الهجوع إلى غرفتي لدرجة دفعت أمي للهلع معتقدة، بدوافع المعتقد الشعبي، أن كل من انكبوا على أرواق غامضة على هذا النحو واستمروا في عزلتهم انتهوا إلى الجنون.

     كانت أمي تخشي عليَّ فعلا من الجنون، وكانت تبكي أحيانا من فرط خيبة أملها فيَّ.

     ثمة اعترافات ناقصة هنا عن بيئة طاردة وغير متعلمة كان على المرء أن يبرهن على فضيلة خشونتها، لكنني كنت أكره التفاصيل. كنت ومازلت ضدها. وكانت المسافة تتزايد بيني وبين كل النصوص التي حاولَتْ إعادة صياغة العالم عبر تفاصيله الصغيرة. هؤلاء لا يدركون أن ثمة رؤية أكثر شمولا تنتظم حماقاتهم وتخضعهم لتعريفاتها رغبوا في ذلك أم لم يرغبوا. هذه هي المعرفة التي أدرجت الإبداع كجزء من قوامها.

– 11 –

     لازلت مندهشا من معتقدات كثير من شعراء مابعد الحداثة التي تنتهي إلى أن الإبداع هو عطية الموهبة. وهو اعتقاد ينتهي بدوره إلى التسليم بفكرة الوحي ومدارجها الربوبية، أعني أنها في الأصل دعوة رسولية للتكيف. هذه المعتقدات، التي استكانت تحت مفاهيم النقدية العربية، انتهت إلى تقديم الشاعر المطبوع على الشاعر المصنوع، الأمر الذي دفع الكثير من الشعراء إلى الاعتقاد بأنّ المعرفة واحدة من ملوثات الشعر، وهذا ربما يفسر لنا كيف أن الكثير من أحدث النصوص تعمل تحت أسر رومانسية شديدة القدم والبِلى.

     هذا لا يعني أنني أفتئت على بداياتي التي تنامت في حاضنة التقليد مع شعراء الرومانسية انتهاء بمحمود حسن إسماعيل وشعراء الديوان ثم العودة للشعراء العذريين فالشعر الجاهلي. فقد أحببت شعراء العصر الأموي، وهو العصر الذي يطلق عليه النقد “عصر البكائين”.

     بعد ذلك تطورت معرفتي بالشعر الحديث في مختلف تكويناته واتجاهات مصريا وعربيا ثم الشعر المترجم، ربما معظم ما ترجم من شعر إلى العربية، وكذلك جانب من المعرفة النقدية والفلسفية وبعض من العلوم الاجتماعية والسياسية وهو ما مكنني من ممارسة النقد والتفكير غير الاحترافيين في عشرات المقالات. هذا أمر ربما أخرجني من أسر الصورة النمطية للشاعر والشعر معا، بعد أن تعرضا لحالة استئصالية مريرة في الثلاثين عاما الأخيرة. لست مفكرًا ولا ناقدًا طبعًا، ولم أر أبدًا أنّ الشاعر يمكن أن يكون أكبر من نصه، لكنني أرى

 أنه إذا كان الإنسان طفل يهذبه الألم، كما يقول:”ألفريد دي موسيه”؛ فإنّ الشاعر وعلٌ تهذّبه المعرفة.

– 12ـ

     لست خصمًا لأحد. خصمي الوحيد هو نصي.

– 13ـ

     وأخيرًا.. يبدو أن السؤال الأصعب الذي يمكن أن يواجهك به قارئ عابر هو أين موقع الشعر في أيامنا؟! العقلاء طبعا سيقولون لك إنّ الشعر مازال حاضرًا، وسيضيفون أنه سيظل كذلك ما بقي الإنسان. وأنا طبعا أتمني أن أتقاسم مع هؤلاء العقلاء برجهم الآمن هذا. لكن هذا يعني أن نؤمن، دون سخرية، بمفهوم العرب والشرقيين عموما للشعر باعتباره كتابا مقدسا كما يقول بورخس. لكنني لا زلت أتصور أن علينا امتلاك جسارة التشكيك في تلك القداسة، ليس لأنّ الشعر تنازل عن ميراثه المقدس ولكن لأن معظم من يكتبونه ينقسمون إلى فريقين أولهم وأكثرهم سطوة هؤلاء الذين لازالوا يتغذون على أطعمة الكهوف، وثانيهما يتعامل مع الشعر باعتباره صرعة يتسولون عرضها في بيوت الأزياء الراقية لكن ذلك للأسف يحدث أمام جماهير لا تعبأ بهم.

     أما النقاد الذين اصطفوا بين الفريقين فقد وصفهم أرشيبالد مكليش بأنهم يبدون كجغرافيين يصفون للناس جبالا لم يتسلقوها أبدا. وبلغة أيامنا فإن الشعراء وقعوا صرعى مراياهم فاختصروا قضية الإنسان في إطار فلسفات فردية، تعاظمت معها عزلة الشاعر وتعاظم معها تآكل الحس التاريخي وتعمق طابع المنفعة حيث تم التعامل مع الشعر باعتباره نوعا من اللعب، من هنا لم أصدق في أية لحظة أن الشعر أغنية يسلي بها الشاعر نفسه كما قال شيللي.

     فقد ساهم إيمان الشعراء بمثل هذه المقولات في تعميق العزلة التي يعاني منها الشعر والشاعر في آن.

……………….

*تنشر هذه الشهادة بالاتفاق مع مؤتمر قصيدة النثر المصرية ـ الدورة السادسة

مقالات من نفس القسم