نسرين البخشونجى
كفيف لثلاثة أيام هى العمل الإبداعى الثانى للكاتب باسم شرف بعد مجموعته المسرحية الاولى جزمة واحدة مليئة بالأحداث. تحتوى على 35 قصة قصيرة تختلف موضوعاتها و إن كانت فى معظمها تحمل بعداً فلسفياً و أسلوب الكتابة المسرحية.
بعض قصص المجموعة ترصد أحداثا حقيقية حدثت فى الأونة الأخيرة مثل قصة “مقابلة مع السيد ياهو” و التى يجد القارئ فيها أسماء بعض المثقفين الذين توفوا منذ فترة قريبة كأسامة الديناصورى و تظاهرات عمال مصنع الغزل و النسيج بالإضافة للشاعر حلمى سالم صاحب قصيدة “شرفة ليلى مراد التى أثارت ضجة وقت نشرها.
قصة “حوار مع أمين شرطة” بها رصد للتجاوزات التى تحدث من بعض ضباط الشرطة بأقسام البوليس و كيف أنهم يأخذون بعض الشباب دون جرم من أجل كتابة محاضر جديدة, أحداث القصة تدور بداخل ميكروباص. كذلك قصة “رامى” يناقش الكاتب قضية سفر الشباب غلى الخارج بطرق غير شرعية و كيف يموتون فى الغربة دون أن يعلم ذويهم.
“السيد وزير الداخلية” إحدى القصص المميزة فى تلك المجموعة و تحكى قصة أمرأة ثمانينية دخل أبنائها الذكور وحفيدها يوسف المعتقل و من قبلهم زوجها دون سبب غير انها تعرضت لمحاولة إغتصاب بعد زواجها بسنة تقريباً فقرر زوجها الإنتقام لشرفة و قتل الضابط..و منذ ذلك اليوم لم تعش مرتاحة.
“رحلة بعد الستين” و قصة كاتب مشهور, كان يكتب الكوميديا و قرر العدول عنها حين تذكر ان فى يوم وفاته ستذيع المذيعة الخبر ثم يعرض مشهد من أعماله الكوميدية فيضحك الجمهور و ينسوا نبأ وفاته…و فى النهاية نكتشف ان يوم وفاته كتب الخبر على شريط الأخبار فى وقت إذاعة مسلسل إبن الأرندلى, و هى أحد المفارقات التى صنعها الكاتب ببراعة فى الكثير من قصص المجموعة.
قصة “مصاحبة رجل كفيف” التى تحمل المجموعة أسمها تتحدث عن منطق فلسفى بديع و هو بصيرة الإنسان التى لا تعنى بالضرورة قدرته على النظر بقدر ما هى تكمن بداخله حتى و إن كان كفيفاً.
“و جئت مرة” و هى القصة التى تشعر و ان تقرأها أنها تلامس واقع الكاتب و أنها عبارة عن مونولوج بينه و بين ذاته.
عالم الإنترنت كان أحد الموضوعات التى برزت جلياً فى المجموعة من خلال عدة قصص مثل “يمكن الكيبورد معلق” و التى يتحدث فيها عن شخص ينتظر رسالة إلكترونية من فتاة لكنها لم تصله بعد, و قصة رسالة للسيد ياهو” و هى مزيج من الفانتزيا و الواقع” و أخيراً “الرسالة الرابعة من أمرأة مجهولة” و التى تحكى عن علاقة صداقة بين فتاة تقول أنها سورية و شاب يتراسلان عبر الإيميل.
تيمة الوحدة تظهر بوضوح فى تلك المجموعة تماماً كما كانت فى مجموعته المسرحية السابقة جزمة واحدة مليئة بالأحداث. فمثلاً جملة ” الوحدة شرف الوحيد” فى أول قصص المجموعة بعنوان “لست وحيد”, ” للوحدة تمارين نمارسها كل يوم للحفاظ علي رشاقتنا وجمال وحدتنا” فى قصة “أراد أن يفعل شئ ففعل”, كذلك مقطع ” عادة ما تفكر في كتابة لحظة ترضي بها قارئ, الكتب تتكاثر والتراب يعيش فتجلس وحيدا تقرأ ما كتبه الأصدقاء, الكتابة تحتاج للأسف لقارئ ليس لكاتب” من قصة ” عادات تحتاج لرجل موجود. يؤخذ على الكاتب إقحام بعض الألفاظ التى تتسم بالسوقية فى بعض القصص مثل قصة ” شهاب هيدخل النار”. المجموعة مكتوبة بعناية بين سنة 2005 و سنة 2009م وقد ذكر المؤلف فى بعض القصص الأماكن التى كتبها فيها و صدرت عن دار العين للنشر و التوزيع.