غادة حقيقية

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 34
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام
هدى عبد القادر

اكتب منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، كان لدي خوف عميق من موضوع الاختلاط بالكتاب والكاتبات وأنه وسط مليء بالهجوم للهجوم والنقد للتشويه وأنه خالٍ من المحبة والصداقات الحقيقة بل ينز بالشللية والنفاق!

عندما صار لي حساب على الفيس وقمت بإلغاءه أكثر من مرتين أبقيت على الأخير ومنه تعرفت إلى غادة J

أحببت كتابتها أحببت روحها أحببت نقاشاتها الفرعية مع الأصدقاء وقبولها بالنقد والحوار البناء، ثم فوجئت بها بعد فترة لا تتعدى الشهرين تتابعني بحب ودفء نادرين، تعلق على كتابتي وتدخل (انبوكس) لتستكمل نصائح طيبة لي عن أدائي ثم فاجأتني برغبتها الجميلة في التعرف عليَّ وعلى عملي أكثر وأنني يجب وفوراً أن أقوم بالنشر، فرحت جدا بمبادرتها اللطيفة ووقعت في خوفٍ عظيم!

كنت خائفة جداً ان تكون غادة التي على (الفيسبوك) لا تشبه غادة الحقيقية التي سأراها، كنت أخشى أن أفقدها قبل أن أتعرف بها، كنت أشعر بحزن كبير سابق لأنني فقدت أناساً كثيرين بنفس الطريقة وأن الجميع ليسوا أبدا حقيقيين وأنهم ينتحلون صفات وكلمات لا تمت لهم بصلة، تشجعت وذهبنا في موعد ومعي كل ما أمكنني طباعته كي نقرؤه سويا وأستمع إليها وأنا أضع قلبي في صندوق مخاوفي وأُحكم غلقه كي لا يطير من الحزن.

فوجئت وفرحت للوهلة الأولى لطلتها قادمة بمشيتها الطيبة وبسمتها الحانية، صوتها الجميل وكلماتها السريعة جدا التي تريد أن تلتهمها منها دون أن تفقد حرفاً حرفاً…

قلت لها فوراً: “الحمد لله إنك طلعتي أنتي! أنتي حقيقية أوي يا غادة وأنا بحبك!”.

ضحكنا وتحدثنا وأعطتني نصائح غالية، فتحت أمامي أبوابا على الكتابة وعالمها، لم أتخيل أن أدلفها دون حقيقتها هي شخصياً!، عرفتني بأناس على قدر عالٍ من التواضع والجمال كتابة وأخلاقاً، وجدت وسطهم جميعاً المكان الذي حلمت به دون أن أجرؤ على الذهاب إليه.

غادة إنسانة صبورة غير متكلفة تعرف متى تسكت تماماً ومتى تنتقي كلمات كالدواء لموضع آلام الآخرين، تعرض تجربتها الإنسانية والشخصية والشعرية بشكل أهم ما فيه أنه يمد يد المساعدة للآخرين بشكل أو بآخر، أعتقد أنني مهما كتبت عنها لن أوفيها حقها فعلاً.

أنا أحمد الله كثيراً أنني عرفت غادة وتأكدت أنها حقيقية 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم