لماذا تقول أنني بخير دونك ؟
أبدو جميلة وعلى ما يُرام في الصور، في الحقيقة أضع الكثير من مساحيق التجميل، أتجنب ظهور عيني بشكل مباشر وواضح، أبتسم، أبكي أولًا ثم ابتسم ، تظهر عيني لامعة كأنها غسلت للتو ، فيُظن من أثر السعادة – لا البكاء .
أتحاشى الغرباء ، لا أقابل أشخاصًا لا أعرفهم ، اكتفي بأصدقائي المقربين فقط ، أبكي في الشارع أحيانًا ، أصرخ ، صوتي يعلو دون إنذار ، وأرغب في العودة للمنزل بلا مقدمات .
أبدأ في الكتابة ولا أنهيها ، صفحات قليلة من كتب كثيرة ، خطط مؤجلة ، روح عليلةة تطير في الهواء مع أي نسمة بها من عبيرك .
.
تقول : ربما سأكون بخير ، أو علني كذلك وأنا من يرفض الاعتراف .
كل الصفحات التي بدأتها معك تأبى أن تكتمل ، وكل البدايات عصية علي وحدي ، ذهن شارد كغزال يبحث عن أمه ، وأنا لا أعرف ، مالذي علي فعله تحديدًا، وأريد البكاء – أغلب الوقت .
.
قد أكون بخير – فعلًا ؟
أو علني أجيد إدعاء انني كذلك ، كشخصٍ أعرفه ، شخص علمني أنه يجب أن نستمر ، يجب أن نظل نحاول ، نسعى ، حتى وإن كنا مكسورين من الداخل .
أرفض الاعتراف أنني بخير ؟
لا
كل ما أرفض الاعتراف به –
غيابك .
.
لا ، لست بخير ، وأقولها صراحة ، لست كذلك ، ولا أعلم إن كنتُ سأفعل ، لكن النار التي داخلي تهدأ وتشتعل فجأة
لكنها
أبدًا
لا تنطفيء
خفوت النار لا يعني انطفاءها، خفوت النار لا يعني أنها لا تحرقني
أنا امرأة مشتعلة
والخفوت/ الهدوء
لا يشبهني .
.
لم أتخلص منك بعد، حاولت وفشلت، تجاهلت وجودك، اعتبرت أنني لا أراك،
لكنني
بعد كل ذلك
وجدتك
داخلي .
مشغولة بك/ عليك ، ربما أكثر من ذي من قبل ، الأشياء تتساقط من رأسي، أنسى المواعيد التي رتبتها، أنسى ما أود كتابته
وأنت الغائب الأقوى عني
والأكثر حضورًا
بكل شيء
أيام ثقال
تمر ولا تمر.
.
اليوم ابتسامتي كانت عرجاء، حاولت الابتسام من قلبي وفشلت، عيني كلما تلاقت مع وجهي في عدسة الكاميرا – بحثت عنك
ذراعي الأيسر به ألم غير مريح، وقدمي اليسرى بها سخونة ما – لا سبب علمي لحدوثها ، وقلبي لا يتوقف عن اللهاث
خلفك
وأنا
افتقدك .
وتلك ليست حماقة مني ، ولا شيء يمكنني نكرانه ، أنا أسمع صوتك آتيًا من اللاشيء، أشم عطرك من اللاشيء ، ويدك ، يدك أشعر بها على كتفي من اللاشيء .
ربما أهذي فعلًآ ،
ربما ليس صوابًا
لا بأس
ما الصواب؟ ما الخطأ؟
كلاهما سيان
في غيابك.
.
في البداية ، غضبت منك ، ثم هدأت قليلًا، ثم حزنت لأنني غضبت منك وأنا لا أحب أن أفعل ، ثم أستأت قليلًا ، فهدأت مرة أخرى ، وهدأت أكثر ، ثم نوبات غضبٍ عابرة ، نوبات بكاء ، نوبات حنين ، نوبات تيه .
نوبات هدوء
ثم
سكون
سكون تام .
ثم كأنني لم أغضب، كأنني لم أستأ منك أبدًا ، وكأنك ما غبت
وكأنني أحبك منذ البداية مرة أخرى
مرة أخرى أكرر:
رائعٌ
كخطأ
نحب تكراره .
.
تعرف ، يمكنني التحول سريعًا ،
لو أنك غائبٌ ،
سأكون غيابك
لو أنك تريد الموت
سأموت قبلك
وأكون موتك .
.
تقول : علني بخير ، وأرفض الاعتراف بذلك ؟
تعال إلي
وكن حَكَمي
وانظر ،
لكن
يا علتي الوحيدة
على
الأرجح سأكون بخير فعلًا
ما إن
أراك .