سلسلة التسعة

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 28
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمود نجيب

1-

عادة لا أفكر فى خذلان من أحبهم. ولا أفكر فى كيفية تعاملى مع تخاذلهم. لذلك أستمر بالصمت وهذا لا يغير من الأمر شيئا، ولكن الصمت كان صديقى دائما..النوافذ فى المقهى لا تعطينى نسمات الهواء التى أريدها والورود التى تأتى للمرضى تٌذكرنى بهذا الاختناق. والتزامى مع من أحب يٌشعرنى بالثقل والقلق.

أُفضل الكوميديا السوداء وأغنية أدمنتها مؤخرا عنوانها “أنا والشيطان”. يغمرنى شعور بالغرابة عندما أعطى رأيا فى شئ ما. أسرتى المتدينة توافقنى الرأى من داخلها، لكن لا تصرح بذلك علنا. يبتسمون فحسب لأنى ربما كنت جريئا لإعلان موقفى من شيء لم يجرؤوا على فعله فى مثل سنى.

ظننت أنى رجل قادر على عبور الممرات ببراعة ولكنى وبكل براعة أيضا أتكاسل فى المنتصف..هكذا يحرمنى العالم من الخوض فى مزيد من الحماقات..مراهقتى كانت جيدة نوعا ما وأفضل ما فيها أنه لا صوراً كثيرة لي، ولم أملك كاميرا للقيام بذلك.

كثيرا ما أشعر أنى أسقط سقوطا رديئا..عادة السقوط من أعلى يكون سريعا لأنه مع الجاذبية..ولكن لا أشعر بذلك..هذا السقوط ممل جدا..أشعر أحيانا وكأنى على حافة العالم ونقطة المكان تساوى صفر..الصور كلها باهتة لا أستطيع الرؤية كما ينبغى..ليست الرؤية وحدها مشوشة..الأشخاص كذلك..الأيام كذلك.

أحاول التصابى مرارا، ولكنى وعلى مايبدو قد كبرت، وكل المحاولات للرجوع لهذا الشعور تفشل كل مرة..على كل حال أنا هنا..بين كثير من التخبطات..إضافة إلى أن قدمى مازالت تؤلمنى بشدة..ولكن دعنى أخبركم أنى أفتقد حازم..حازم كان المثالية عندما تتجسد فى انسان غالبا..والانطوائية أيضا ولكنى كنت أحبه..هو مناسب تماما لدراسة الطب وتدارك أعباءه..وأنا مناسب تماما للسخرية من الدواء..أفتقده كثيرا ولا أعلم لماذا أكتب ذلك الآن.
أحب عازفى الكمان وأكره من يتظاهرون أنهم يتقنون عزف الكمان..أٌتقن الإحباط وهذا ما يزيد من نشاط أظافرى وأسنانى..أفترض دائما أنى شخص غير مرحب به..وهذا لتجنب المفاجآت غالبا..أذكركم مرة أخرى أنى أكره من يتظاهرون أنهم يتقنون عزف الكمان.

يقول غياث المدهون..لا أستطيع الحضور، فالمسافة بين واقعى وذاكرتى تؤكد أن اينشتاين على حق وأن الطاقة المنبثقة من اشتياقى تساوى حاصل ضرب الكتلة فى مربع سرعة الضوء، لا أستطيع الحضور لكننى قادر على الغياب، نعم أستطيع الغياب بمهارة عالية، وقد أصبحت محترفا فى الآونة الأخيرة، وصار لى أجندة أرتب فيها مواعيد غيابى، وصار لى ذكريات لم تقع بعد، أستطيع الغياب كما لو أننى لم أكن، كما لو أننى عدم، كما لو أن الهواء لم يدخل رئتى من قبل ولم يكُن لى أعداء، كما لو أننى فقدان ذاكرة مُركز، كما لو أننى غيبوبة تنتقل بالعدوى..أحسد غياث على هذه الكلمات لأنى لم أستطع الإتيان بمثلها.

أفتقد أشياء كثيرة ذهبت للأبد..وأتقن إفتقادى لها..أعلم بشأن قدراتى المحدودة ولكن لا أحب أن أواجه نفسى بها مرة واحدة..هذا سيٌزيد الأمر سوءا..لم يتسع المجال لأحدثكم عن الفيكسوفينادين..هو رائع كمضاد للحساسية وكصديق أيضا حينما يتطلب الأمر..أكره الموت..أو على الأحرى أكره أن أكون غائبا على الرغم من أنى لا أستطيع الحضور كذلك.

2-

مقدمة حزينة إلي كل الكتاب البارعين الذين كتبوا علي استحياء..وإلي كل الممثلين الموهوبين الذين لم يجدوا فرصة للظهور للنور..وإلي كل المغنين العابرين وليس هناك ألبوم كامل باسمهم..وإلي كل لاعبي كرة القدم الذين استنفذتهم الإصابات وعطلت مسيرتهم..أحبكم جدا رغم أن الويكيبديا لا تذكركم.

كل الأفكار الجيدة التي أتت في لحظات وقررت الكتابة عنها لكن حين عودتي نمت من كثرة الإرهاق..ثم نسيتها وذهبت بلا رجعة..كل أماكن الباص الشاغرة التي امتلأت حينما اقتربت منها..كل الأغاني المفضلة التي أطفأتها في المنتصف…وكل فرص الظهور الرائعه التي قتلها الخجل..وكل أحاسيس الأسى والسخرية تجاه شاب كتب فى يوم ما “من انهارده دى بلدك انت ماترميش زبالة متكسرش إشارة متدفعش رشوة متزورش ورقة” كل ذلك يصيبنى بالإحباط أحيانا..وبالحزن أحيانا..وبالضحك بصوت عال..غالبا.

البحث عن الأشياء يزيل الملل..والعجز عن تحقيقها يدوم لفترة أطول..ومساحيق الغسيل لا تعطي لثيابنا بياضا ناصعا كما تدعى الإعلانات..ربما بقاءها باللون الرمادى يعطى منطقية أكثر حين نواجه العالم.

على مايبدو أننا سخرنا من أنفسنا أكثر مما ينبغى..وتحدثنا بجدية وحزن أكثر مما يجب.

أشارك معاناتى مع صديقى عشوائيا فى الهاتف ليسمعنى شخص عابر فى الطريق أنهى كلامه بأن كل هذه المشاكل التى نمر بيها علاجها ركعتين فى مسجد سيدى كذا..وأكمل حديثه ب”ادعيلنا نروح الكعبة أهم حاجة”..ثم أطفأ السيجارة وأكمل مشواره تاركا إياى فى أزمة ربع العمر المبكرة.

الشمس لا تشرق فى كهوف..الاجتهاد فى الطريق الخاطئ..يعطينا استكمالا للطريق الخاطئ ولا يجعل الأمور أفضل كما نظن..الخيارات السيئة تظل سيئة..والكهوف تظل موصدة.

هناك آمال رغم كل شئ..ورغم كل شئ أيضا أغشية جيوبى الأنفية بخير..الفلوتيكازون بارع كصديق..الأصدقاء أيضا يموتون..وهذا محزن للغاية.

الرؤية معتمة..التوتر يزداد غرابة..الضباب يسود المشهد..النكتة تزداد قبحا..الآراء والمعتقدات تزداد سوءا وتطرفا..يبدو أنه وضع لايٌحتمل.

غدا الجمعة..اليوم الرسمى لتمادى الخطباء فى إقناعنا أن الأوضاع ما زالت جيدة..واليوم الرسمى لقصة الرجل الذى كان يتقاضى خمسة دينارات ثم قللهم لأربعة ثم لثلاثة..اليوم الرسمى لاستجداء الرضا والقناعة والتصالح مع إحساس الدونية المستمرة..الفقراء يدخلون الجنة..وماذا عن الحمقى يا شيخ ؟

من الأشياء السيئة أيضا..أن موت أحدهم يذكرنا بموت الآخرين..وكأنها ليست فاجعة مستقلة بل تزيل الغبار من على الكوارث القديمة وتذكرنا بها إسرافا وبدارا..تراكم الذكريات والأحزان يستنفذنا أحيانا.

النسيان جيد فى حالات الانهيار..الأخطاء الطبية المكررة هى ثالث أكبر سبب وفاة فى العالم..وأخطائى هى أول سبب فى حالات الندم المستعصية.

المشقة مستمرة.

مشقة.

3-

لا أتذكر الكثير من أحداث الطفولة..ولا أتذكر كثيرا ممن مررت بجانبهم عشوائيا فى المستشفيات..بجوار قسم الأشعة..الأب الذى أغمى عليه بعدما رأى يد ابنه المكسورة فى يد طبيب العظام الذى لم يحرك ساكنا..على كل حال لا أتذكر كثيرا ممن أحببتهم أو على الأقل أتظاهر بذلك.

الواحدة والنصف ليلا..هناك هدوء شديد..وحماقة أشد على أية حال.

الإنتظار يضيف الملل إلى النهاية..والكلمات الحاسمة تزيل التردد والإحتمالات التسعة وتسعين لكل حدث..قد يكون هذا السبب فى أنى شخص ال”ربما ولكن وممكن وانتظرنى”.. نسبية أينشتاين أضرتنى كثيرا هنا.

كنت أحب القطار وأكره السيارة..لأننى رأيت حادثا على الطريق السريع فى صغرى..مشهد الزجاج والدم ما زال فى ذهنى..احتمالية الهلاك بالسيارة أكبر وزمنه ثلاث ثوان..اتضح فيما بعد أيضا أن للقطار هنا حوادث أفظع وفى زمن أسرع، فكرهته هو الآخر..أحببت المترو على أمل ألا يخذلنى.

لم ينتظرنى الزمن كثيرا عندما احتفلت بأهداف الوقت بدل الضائع..ولا أعلم لماذا مر بهذه السرعة.

أخاف من السقوط السريع..وأؤمن كثيرا بنظرية الجبل الجليدى..وأحزن بشدة حينما أرى ضحية تحكى قصتها مع مأساة الثاليدوميد..وأنصت إلي الأحاديث العابرة..بإمكاني جدا أن أصنع العقبات..وأتخطاها..وأفرح بذلك كثيرا وأكافئ نفسي بعقبة أخري..الإنتصارات الوهمية تليق بي أحيانا..أدوية البلاسيبو ليست سيئة كما كنت أظن.

الدعوة عامة..وأحزانى خاصة على الأرجح.

الدافع الأكبر للزواج غالبا هو فضولنا في رؤية الأطفال..ربما يحملون نسخة أفضل من الحظوظ في الحياة أو أننا لم نكن جيدين بما فيه الكفاية وعجزنا عن تحقيق مانريد وننتظر منهم شيئا..وما يحزنني كثيرا أن حظوظهم تكون أسوأ في كل مرة..علي كل هناك آمال.

 

ماذا لو علقت الطائرات الورقية فى الأشجار إلى الأبد؟

 

الموسيقى لها القدرة على إبطاء الوقت وتمريره..الحروب لها القدرة على قتله..أما أنا فبارع فى إضاعته والدليل أنى أكتب الآن..أشعر بإرهاق عام..الآمال والخيارات ليست متاحة كثيرا عند استخدام السلم الكهربائى..أعلن استسلامى للتيار مثل اليابان فى الحرب العالمية..على الرغم من أنى لا أؤمن بعودتى.

 

تبادل الأدوار ضرورى لصلاحية الأيام..ولكن لا أريد أن أكون الشخص الذى يتلقى خبر وفاة عزيز.

لست جيدا فى إعطاء النصائح عن الحب..لست جيدا فى إعطاء النصائح عموما..لست جيدا فى العطاء ذاته بشكل أشمل..لست جيدا أيضا..ولكن الخلل يصيب الأيام والذاكرة والمعتقدات.

الأشياء السيئة تحدث.

يقول أحدهم فى مذكراته..“أرجو أن يكتشف القارئ في صفحاتي شيئا جديرا بذاكرته، أما الجمال فشائع في هذا العالم.”

4-

يقولون إن الموتى يزورون الأحياء ويعرفون أخبارهم..المرضى يكذبون كثيرا..كنت قد اعتدت على ارتداء شرابات قطنية سميكة ولكنها بليت..فارتديت شرابا عاديا وبعد يوم طويل وجدت جرحا عميقا فى قدمى مجهول المصدر..وبعد تفكير مطول اكتشفت أن الخلايا ميتة والأصدقاء يكذبون.

تصيبنى حسرة شديدة تجاه كل من أردت معرفتهم والتحدث إليهم..ولكن لم تأت فرصة مناسبة..وكأنى أحصل على صفر من عشرة فى كل مرة أرى فيها شخصا.

 

لم يكن بالإمكان أفضل مما كان.

كانت محاولة جيدة عندما كتب أحدهم أن اللبن المسكوب كان يملأ نصف الكوب الآخر..ولكن بكل أسف..الكوب مكسور…محطم تماما..هناك محاولات غريبة أيضا لإفساد الأمثال والجمل..“فاقد الشئ لا يعطيه ؟ فيكتب لا هو أكثرهم عطاء..البعيد عن العين بعيد عن القلب ؟ فيكتب لا هو قريب أكثر للقلب..اكسر للبنت ضلع يطلعلها اربعة وعشرين؟ فيكتب لا يطلعلها تسعة وتلاتين” لا أعلم لماذا نرى هذه الاجتهادات عموما ولكن نحن هنا لتمرير الوقت.

الأرق هو قطعة من عذاب جهنم غالبا..النوم ساحر..كل الآلام تزول..كلها.

 

تمزيق الأوراق فعل سهل جدا وممتع جدا..وشرير كذلك..وذلك يفسر حب الأطفال الغريب له..هم متشابهون ومتفقون علي سهولة الشر.

 

الفروق الحاسمة عادة ماتظهر بسبب مواقف صغيرة جدا..مابين الأشياء الجيدة والعادية خطوط سهلة الإزالة..ومابين العادية والسيئة نفس الخطوط..مهما كانت مرونة الأشياء وقابليتها للتفاوت يظل هنالك فرق عشوائى صغير بإمكانه قلب اللوحة البيضاء إلى سواد كلى..لا نراه عادة ولكنه يظهر…بدون مقدمات.

فى ألبوم الصور أضحك كثيرا عندما أرى صورة لى مع إخوتى..كنت على كرسى حتى أصبح فى نفس طولهم..وكنت أرتعش كثيرا..وتم التقاط الصورة على ذلك الوضع..هناك صورة أخرى فيها براءة وخوف أيضا..كل ذلك يثير تعاطفى معى..الغريب أننى كبرت وهناك طرق أسهل للتصوير..يتم التقاط الصورة..وبها نفس نظرات الخوف..وذلك يصيبنى بالحزن.

بكل صدق سوف أفتقد أصدقائى فى الجامعة وكل من اعتدت رؤيتهم عشوائيا وكل من أحدثهم عشوائيا وكل من أعرفهم شكلا ولم يصادف أنى خضت معهم فى حديث حتى..كلنا نتعلق بمن معنا دون قصد…تقول إيمان مرسال، فى لعبة الاستغماية يفقد اللاعب بصره ويكون عليه أن يمسك الاجساد الهاربة منه بتعقب حركتها أو شم رائحتها..عندما تخفى الأم وجهها خلف إيشاربها البيتى تتخلق تلك اللحظة المرعبة فى ذهن الطفل بأنه فقدها إلى الأبد ولكن لحسن الحظ عادة ما تكشف الأم وجهها سريعا وعادة ما يضحك الطفل بصوت أعلى كلما تكرر الرعب.

لكن ماذا لو اختفت الأم حقا ؟ وتحول ضحك الطفل إلى بكاء؟

هذا ما أتصوره تماما حينما تمر الأيام..وتتغير الوجوه والأماكن.

 

هناك جدار فى المنزل قد تأثر بالأمطار..والصخر يتأثر بالأمواج الشديدة..ويبدو أن الواحد منا قد يجد صعوبة بعد ذلك حين يصف شيئا صلبا.

أفكر كثيرا بمصر وبقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها..ولا أعلم لماذا لا تبادلنى نفس الشعور..هل هى تفكر مثلى فى ذرات اليورانيوم؟

سوف يكون شيئا فى غاية الإنسانية والبراعة حينما نقول خيرا أونصمت.

أو نصمت.

نصمت.

5-

يقولون إن العباقرة والبارعين غالبا ما يكونون سيئين في تواصلهم اجتماعيا مع الآخرين..ماذا عن غير البارعين والسيئين في تواصلهم أيضا؟ ماذا عن الأوطان؟

لا أعلم ان كانت الطفيليات سعيدة بتطفلها داخل أجسام الآخرين..هل تقوم هي الأخري بتحليل دوري ويظهر لها إنسان بوزيتف ؟

لا يوجد ترياق للهموم..ولا يوجد حل سريع لإزالة الآثار الجانبية للحياة عموما..ولا يوجد ريموت لإيقاف اللحظات الجيدة واسترجاعها.

أريد أن أتبادل أطراف الحديث مع أول فتاة جميلة أراها صدفة..قد يبدو مشهدا جميلا ولكنه سوف ينتهى بالملل غالبا.

 

أمارس رياضة الضغط كل دقيقة تقريبا..في ذهني.

أخبرني أحدهم قصة طويلة انتهت بانتصار الشر..ااااه أريد أن أحطم رأسه الآن..نصف ساعة يحكي في قصة يظن أنها غريبة ومليئة بالحكمة..وأنا أومئ برأسي وأقول امممممم..أريد أن أخبره أن انتصار الشر هذا يحدث كل يوم وليلة..وأنها ليست استثناءات عموما.

كم صورة تذكارية تمزقت؟

 

أذكر أني قرأت في كتاب التاريخ أننا حصلنا علي جائزة نوبل للسلام..ثم أذكر أن نوبل نفسه اخترع الديناميت..أكتم ضحكاتي علي أية حال.

انتهيت من امتحان لي منذ دقائق.وانا في طريقي تذكرت أني نسيت الكارنيه..فكرت في العودة لأخذه ولكن تكاسلت..لا أعلم ولكن تكاسلت..يبدو أن هذه ليست المرة الاولي..فقد أعطيت قلبي لفتاة ذات مرة ونسيت إحضاره حتى الآن.

 

أحب كثيرا أن أتحدث إلي المهاجرين والمغتربين..لأنهم لايثقون في الحياة ولا الأشخاص..هم يشبهوني في هذا الأمر..ولكنهم أكثر خبرة.

الرأسمالية مضحكة ونحن مثيرون للشفقة.

يضحكني كثيرا من يقول إن الطب في مصر كارثة..ثم يصمت..لا الهندسة كارثة أيضا..الصيدلة كارثة..التعليم.كارثة..السياحة كارثة..مصر نفسها كارثة متعددة الكوارث..كارثة سيندروم.

مما كٌتب عن سفيتلانا ستالين بنت الديكتاتور جوزيف ستالين..تتجول أميرة شابة في أروقة قصر أثري قديم، محاطة بأقرباء ومشرفات ومربيات يحبونها، والدها حاكم محبوب لبلد قوي وكبير، وهي الابنة الوحيدة والمدللة، وتعيش في عالم مليء بالأحلام والسحر.

إلا أنها بعد أن تكبر تبدأ في ملاحظة أمور لم تنتبه لها من قبل، فتأتيها جدتها قائلة «أين روحك؟ لن تعرفي مكانها إلا حين تؤلمك». وتوصيها والدتها وهي تضع أصبعها على قلبها «هذا هو المكان الذي يجب أن تدفني فيه أسرارك»، وقبل أن تحتفل بعيد ميلادها السابع، تنتحر الأم بإطلاق رصاصة على قلبها من مسدسها..وتقول فيما بعد «لا تستطيع أن تندم على قدرك، مع أنني أشعر بالندم لأن والدتي لم تتزوج نجارا».

لا أعلم لماذا أتيت بهذه القصة الآن ولكنى شعرت بالخذلان حينما استمعت نصف ساعة كاملة لقصة انتصر فيها الشر فحاولت الإتيان بأخرى أكثر تشويقا عن أزمة الهوية.

دائما هناك الألوان الرمادية ومبادئ الشك وعدم التأكد..عدم التأكد.

 

عدم التأ….كد.

 

6-

في كل فرحة هناك شخص عزيز غاب عنها..وفي كل ميعاد يتغيب شخص مهم عن الحضور..في كل المناسبات هناك ركن مفقود..وكأننا نتحدث عن غرفة بثلاث جدران وبيت بثلاث حوائط وبلا سقف..قابل للانهيار في أي لحظة.

 

الذكريات والثقوب السوداء ومثلث برمودة..الفقد والموت والاشتياق..أن تذهب بلا رجعة..هناك دراسة تقول إن المخ يظل واعيا بعد الموات لبضع ثوان أو دقائق حتى بعد توقف القلب.. وإن الميت يدرك لحظة وفاته والإعلان عنها..لا أعلم مدى صحة الكلام تحديدا ولكنها دراسة مرعبة فى المطلق..مثل الذكريات.

كل شاب الآن يفكر في المعادلة والسفر لأوروبا..والمعادلة لا تفكر به..ههههههههههه.

 

ليس لدي موهبة الرسم..ولكن لدي ملكة التصور والتخيل..أتصور شيئا في ذهني وأعجز عن رسمه..لذا تخيلت أني فنان متقاعد وريشته تبكي.

أخبروني أن هناك مناطق في العشوائيات تبيع ثيابا بالية تم ارتداؤها مسبقا..وبسعر زهيد..الكيلو بكذا..ولا أعلم لماذا لا يوجد مناطق مثلها لبيع القلوب المحطمة ؟

الالتزام مرهق..مرهق كثيرا..فى طبيعته ثقل غريب..وليس هناك معادلة لضمان متغيراته.

فريقى المفضل يخسر دائما..لذلك هو يشبهنى.

صديقى أخبرنى أنه لم يلق صديقه المسيحى منذ فترة طويلة ثم رآه صدفة وكانت معركة شديدة بين واحشنى والله وواحشنى صدقنى.

 

الأطفال يتسرب إلى عقولهم فكرة وجود الأشباح عندما يشاهدون فيلما..هذه الهيئة مخيفة فعلا..ثم تخبرهم الأمهات أن يطمئنو وأن الأشباح لا وجود لها علي الإطلاق..فيؤمنون بمقولة الأم..وبعد زمن طويل يدركون أن الأشباح متواجدة طول الوقت لكن بأشكال أخرى..وأن البشر مخيفون أكثر..وأن الأم قد تخطئ..وأن الحياة ليست للضعفاء بشكل عام.

 

الاختلاف فى الرأى يفسد للود قضايا عموما.

هناك حكمة من تواجد الفتيات الجميلات.. وهو أن ندرك أننا لن نصل إلي كل شئ نريده.

الأطفال يبكون كثيرا أثناء مرضهم وأوجاعهم وأرقهم..الكبار يبكون مثلهم لكن في صمت.

 

أحب كثيرا رواية يوم رائع للموت..عشر ثوان تفصل بين الحياة والموت ولكن الكاتب كان يتلاعب بالزمن ببراعة وكأنه ساحر كما كان يفعل إدوارد نورتون بخدعة بذور البرتقال..لحظة رائعة مرت سريعا وتمنينا لو كانت أطول وأخرى مملة وكأن الكون يتصبب عرقا فى سبيل زوالها..المهم أن البطل منذ أن وطأت قدمه الحياة كان يعجز عن اتخاذ أى قرار ولكنه شخص منذور للبؤس والشقاء فقرر الانتحار وظن أنه سيفلت من قبضة القضاء ويجعل من موته قرارا يتخذه بنفسه دون تدخل القدر لكن ينتهى به الأمر الى كسر فى ذراعه وعندما تتحسن الأحوال وتعود إليه حبيبته ومهنته وتبتسم له الدنيا يموت إثر بضع مكسرات وقفت فى حلقه أثناء ضحكه وهو يسخر من رسالة انتحاره التى كتبها سابقا..ليصف لنا سمير قسيمى أنه لم يكن يوما رائعا يصلح للحياة ولا يوما سيئا للموت..كان يوما وفقط.

آآآآآه أشعر كثيرا أنى هذا البطل فى كل يوم.

 

أحب أن أرى الناس صدفة وأركز فى معاناتهم..لا أعلم لماذا ولكن ربما نتبادل الأدوار قريبا..وربما لسبب ما نحن نتشارك الحزن صدفة..ونحمل مشاعر صامتة.

لا أعلم لماذا رفضت السماوات والأرض والجبال حمل الأمانة وأشفقن منها..ولا أعلم لماذا حملها الإنسان وهو ظلوم جهول..ولا أعلم لماذا الإنسان فى كل مرة يثبت أنه ساذج ومثير للشفقة.

ظلوم وجهول وساذج ومثير

للشفقة.

7-

لماذا لا توجد أمصال للحزن بشكل عام،لترويضه قليلا حتى لايقتلنا؟ ويتم إعطائها لنا عند سن شهرين وأربع شهور وست شهور منذ الولادة.

 

أفقد الثقة فى العلم أحيانا..تحاوطنى أوراق كثيرة..كثيرة جدا وبها كلام علمى عن علاج السرطان..وميكانزمات دقيقة جدا للقضاء على المرض وأثناء قراءتى لها يموت شخص عزيز بنفس المرض.

 

الحزن شئ بديهى..ولكنى غاضب..غاضب وبشدة..المادة أخبرتنا جميع أنواع السرطانات والعلاجات..ونسب النجاح ونسب الفشل..ولكن ليس هناك ما يخبرنا أن نتخطى الحزن وفراق حبيب.

 

آآآه المادة سيئة جدا يا بروفيسور…تعطينى إحساس الأمل ثم تسلبه..مدة قراءتى لهذه الأدوية فاق السنة..ومدة قراءتى لكلمة death ثانية..والثانية هى التى تحدث في الواقع.

 

المادة يطلقون عليهاtheraputic أى العلاج والدواء..ولكن لم تسنح لى الفرصة لسؤال أحدهم..ماذا لو فشلت جميع الطرق؟ هل نطلق على المادة death ؟

ولماذا لاندرس مادة تسمى Death ؟ على الأقل نتعود على سماعها بدلا من الصدمات المتكررة؟

 

لماذا لا يوجد ترياق لفراق الأشخاص ؟ ولماذا ينتقى الموت أفضل من فينا؟

-8

يبدو أن كل من نعدهم أذكياء ليسوا بالذكاء المٌبهر الذى توقعناهم به..ويبدو أن كل العاديين ليسو على هذا القدر المٌنفر من العادية والملل..ويبدو أن كل الأشياء مؤقتة والإنسان مَطَّاطي أكثر مما نظن.

 

تبين مؤخرا أن كل من نبادلهم الحب والاهتمام لم يبادلونا بنفس القدر..وتبين أيضا أن كل من وضعناهم فى قائمة المقربين جدا لم يضعونا فى قائمة المقربين جدا..وتبين أن كل من نتذكرهم عشوائيا لا يبادلوننا هذا التذكر..وتبين فى نهاية الأمر أننا خطوط متوازية..لا تلتقى أبدا.

الكلاب تسير والقافلة تعوي علي الأغلب.

 

أكثر الأشياء التى تؤرقنى حاليا..أن أضع نفسى فى منعطف شائك للغاية بحجة أن ذلك لفترة مؤقتة من الزمن إلى أن تتحسن الأوضاع،مفاجأة،الأوضاع لا تتحسن..المنعظفات الشائكة ليست لفترة مؤقتة ولكنك تظل عالق بها للأبد ولا توجد ضمانة للحماقات..اللحظة التى تكتشف فيها مدى تورطك قاتلة..لا أتمنى هذه النهاية السيئة أبدا.

 

.يقول غياث المدهون ليس للمحكوم بالإعدام آمال ولكن رغم ذلك،ليس للجلاد آمال كذلك.

بالرغم مما وصل إليه الإنسان من تحضر،تظل قرارات اللحظة الواحدة مخادعة..ولا توجد كبسولات حتى تشعرنا بالتأكد وتخبرنا أن هذا هو الطريق الصحيح.

 

الماضى مرتبط بالالتزام والخفة معا..بالبساطة والعفوية الشديدة..الضغوط مستمرة وتتمدد مع الزمن..المستقبل مرتبط بالثقل..تقول سارة عاشور..سقط الكون فوق كتفيه فجأة.

عموما لا توجد صفة ذميمة فى الحياة مثل الغباء..بإمكانك أن تتعامل مع شخص عنيد..عصبى..كاذب..على الأقل أنت تعرف عيبا وبوسعك أن تتجنبه بشكل ما..لكن لا يمكنك تجنب أذى الغبى..الغبى يٌلحق الأذى بمن حوله أضعافا مضاعفة..لا إراديا سوف يصيبك الضرر..ولن تتحمل وجوده فى نفس الحيز.

دائما أعانى من مشاكل مستمرة مع أى شخص ليس بمكانه،مهما كانت نواياه وقدراته..أتحدث مع صديقى عن دكتورة فى الجامعة..ويخبرنى أن شرحها سئ..ثم أقول له بكل سذاجة ولكن أخلاقها طيبة ليصدمنى بواقعيته فى الرد..”طيبة؟ طيبة تفتح دار أيتام..طيبة تتعامل معاها وتقول كلام حلو..انما متشرحش فى الكلية..معندهاش القدرات انها تعمل كده”

حقيقة هذه من المرات القليلة التى عجزت فيها عن الرد واكتفيت بايماءة رأسى.

لا يهم كم أنت كفء فى جوانبك الأخرى من حياتك..المهم هل أنت متمكن فى مكانك؟

عند الناس لبس غريب تجاه هذا الأمر..حبك لمدرب كرة القدم السئ لا يشفع له قدراته السيئة فى إدارة المباريات..هو سئ ويظل سئ..وأنت تحبه هذا شئ آخر.

 

.افتقدت يوما ظننت أنى فيه قريب للمثالية. ثم فقدت أياما لأتذكر كم كنت قريبا. ‏اشتريت الكثير من الورود وقمت بإزالة الغبار من المكان ثم رميتها. توقفت فى منتصف الطريق تائها ‏لم أواصل ولم أصل ولم يصل من سبقنى. نظرت بنصف عين إلى السماء وبالأخرى رأيت الشجر غاضبا. التقيت برجل أخبرنى أنه يراني يوميا على عجلة من أمرى فى صباح كل يوم. استدرت لأكمل حديثى معه فلم أجده. فانضممت إلى أصدقائى. أتظاهر باستكمال حديثى معهم وضحكت بصوت عالٍ على نكتة لم أسمعها جيدا.

مازلت أخجل من أمى حينما أنكر شيئا قد حدث بالفعل وهى بكل سهولة تعلم بمجرد النظر؛ تعطينى ما تبقى من ابتسامتها بعد معرفتها شيئا مهما حاولت اخفاءه ثم ‏أسير بما تبقى من ابتسامتها.

 

الإنسان لديه القدرة الكاملة لتبرير فشله و عدم التزامه تجاه الأشياء والانحياز لنفسه حتى آخر اللحظات،وإنكار المسئولية والخطأ بامتياز وإلقاء اللوم على الأطراف الأخرى،وذلك ليس لملائكيته،ولكنه دائما يخاف من المواجهة..يبدو أن مزايا الإنسان تتضائل فى كل مرة يتم ذكره.

ولكن على كل لا نملك الكمال ولسنا بهذا السوء..لا نبرع فى الخطأ عمدا ولكن أحبتنا أوقاته وكرهتنا تخوفات أخرى..كما أننا لسنا بخير..تماما.

ندرك الأشياء بعد مرورها وتدركنا آثارها بعد مرورنأ…أحب وصف الفتور ولفظة فاترة لأنها مناسبة جدا للعلاقات الميتة التى نتظاهر بأنها مستمرة خوفا من مظهرنا أمام الاخرين ووصفنا بالخيانة والتقصير إلى أن نتحمس ونتخذ قرارا حاسما ثم نجعلها أكثر فتورا..بين الإبهام والسبابة أضع مللا ثم أدهسه من حين إلى آخر..أشعر بالبرد مساء وأكره هذه الرعشة رغم حبى لتساقط الثلوج ومنظرها..قلوبنا ليست من الأكريليك وهذا سئ أيضا..الموت؟ قريب..أقرب من الحرب وأبعد من السلم..أقرب من تسكعى مساء بعد ليلة لم أربح فيها مباراة بلايستيشن واحدة وأبعد من إجادتى لكتابة شئ أردته.

-أكتب عادة لإزالة التوتر ولكنه غالبا مايضيف توترا إلى التوتر..هل الكتابة جيدة؟ هل هذه اللفظة مناسبة؟ وبهذا يكون هنا  توتران يتنافسان على عقل واحد..فأهلا بك..اذا كنت تقرأ فأنت تقرأ كلمات شخص متوتر للغاية.

أتجنب التقصير تجاه الأشياء إذا قمت بها..أكره النقصان عموما..وأريد أن أبذل مابوسعى لتجنب الندم.

مفاجأة…

يصيبنى شعور أسوأ أنى مازلت مقصرا..وأندم أنى لم أقدم الأفضل..وأتحسر أن ضميرى ليس كضمير بابلو اسكوبار.

مؤخرا اقتنعت أن فقدان الذاكرة ليس شيئا سيئا..أريد أن أفقد الذاكرة لفترة..أريد لرأسى ان يرتاح قليلا..النسيان جيد على أية حال.

 

عند عقد المقارنات يتبين أن جيلنا أكثر صراحة ووضوحا ووقاحة..والجيل الأكبر أكثر وقارا ونفاقا وخوفا..لذا تستطيع وبكل سهولة أن تخمن أن الجيل القادم سيصبح أكثر خوفا ونفاقا ووقاحة..ومؤشرات الخسارة تتغلب فى النهاية.

 

العالم سيء لوجود الإنسان به..مصر مٌضحكة لأن الإنسان بها.

كانت فكرة ألكسندر جراهام بيل فى اختراع التليفون هى نقل الصوت البشرى عبر الأسلاك..لذا قام الأطفال الصغار فى البيوت بتمزيق الأسلاك من منتصفها..وقامت الدول الاستبدادية بتهديد الشعوب ومنعهم عن الكلام.

كنت أريد الجلوس في المنتصف دائما إذا خرجت في مجلس مع أصدقائي، وإذا طلب من جماعة أن تبدي رأيها، أردت أن أكون ثالث من يتحدث، وإذا مشيت وسط جنازة فأنا لست من المتذيلين ولا المتصدرين، لكن دعني أخبرك أنني لم أتمكن من شئ يوما وأنني لست من المتأكدين الواثقين دوما.

في صغري لم أتميز في موهبة أحبها ولم أكن أذكى الطلاب وأدهاهم ولم أكن أمهر لاعب في الساحة، لم أكن رقم واحد في شئ ولا حتى أوقات اللهو العادية.

صحيح أن بإمكاني أن أكون ثاني الترتيب أو ثالثا في أحدهم، لكني لم أصل لقمة في شئ بعينه، لأدرك أن جميعنا نسير وراء أكثرهم تأكدا وأكثرهم تمكنا وثقة، ثم أترك مساحات لأوقات العجز بينما تحيطني دوائر النقصان والقلق لتخبرني أني لست متمكنا تماما في شئ ولا حتى في كتابة هذه الكلمات.

كنت أرى كثيرا صورا للأمهات الفلسطينية فى مواجهة الاحتلال..يجلس شاب ويصمم صورة مؤثرة تنم عن كثير من الألم وبها صراخ الأم..ويكتب عليها..غزة تستغيث فهل من مغيث؟

المهم لا أعلم أين ذلك الشخص ولكنى متأكد أنه صمم منها الكثير لسوريا واليمن و……… ويبدو أن الاستغاثة صارت جماعية وتورث للكل ولا يوجد أحد رغم ذلك.

الكل يستغيث فهل من وريث؟

 

فى جعبتى كثير من الشك..كنت أود تكملة هذه الجملة بتشبيه من أجزاء الملك والوزير فى لعبة الشطرنج ولكنى لا ألعب الشطرنج..وبذلك أصبحت فاشلا فى الشطرنج والكتابة.

الإنسان سبعون بالمئة ماء..ثلاثون بالمئة حماقة.

 

قبل بداية الحرب العالمية الثانية بأيام..هتلر كان مرشحا للفوز بجائزة نوبل للسلام عام 1939..ههههههههههههههههههههههه.

 

إن الإنسان خٌلق هلوعا..إن الإنسان لفى خسر..إن الإنسان ليطغى..إن الإنسان لربه لكنود..بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره..كانت هذه اقتراحات محرك البحث عندما كتبت”إن الإنسان” فقط..ويبدو أن هناك إجماع على الإتجاه المتبع بعد كلمة انسان.

 

تقول إيمان مرسال: يبحث الواحدُ عن الحبّ ثم لا يعرف ما الذي يصنع به. تقبضُ اليد على اليدِ ثم تخاف أن يقيّدها ما تقبضُ عليه. يتردد في الأذن صوتُ بعينه ثمّ لا تحتمل أن تحتفظ به يومًا آخر. كأنّي أحدّق في عتمة الرحم بحثًا عن البويضة السعيدة، أنتظر معها عقودًا ملتصقة مثلها بالجدار، لحظة النضج والتحرر، الدفء والتحقق، الالتحام والخلق ثمّ لا أعرف إذا كانت الحياة تحتاج حقًا طفلاً آخر أم لا. الحبّ مرة أخرى، ياللوهم الرائع الذي نصنعه ونتقنه.

ونصنع وهما ونتقنه.

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم