عمّار ذياب
اتكأ على حافة السرير كي ينزع ساقه الصناعية، طوى القصيدة، وألقى نظرة نحو بقايا الأوراق الممزقة، فهو يحتاج إلى راحة بعد جولاته مع الورق، تصفح موقعه الإلكتروني لبعض الوقت، انتزع القصيدة من حافة السرير، على مرأى ضحاياه الورقية لينشرها على موقعه الخاص، يترقّب ردة فعلهم إزاء فعلته، تلقى العديد من المديح و التصفيق،نصف ابتسامة تعلو وجهه، ردَّ على جميع من علق على عبقريته، فرحاً مرحاً، منهم من أطلق عليه “شاعر فحل”، ومنهم من بجّل حروفه بدموع الفرح، وآخر أطلق الأهازيج.
لم يحتمل تلك الفرحة، لتلتمع عيناه بدمعتين ألقاهما قرب تل ضحاياه المهنئين، حياءً رد عليهم برفع يده لتحيتهم، ألقى نظرة على صفحته، لم يجد أحداً قد تفاعل مع قصيدته، الأوراق مازالت تلقي الأهازيج، فما كان منه إلا أن أطلق النصف الآخر من ابتسامته، ليعيد القصيدة مكان ساقه الصناعية كي يستطيع المشي مرة أخرى، ليجمع المهنئين في كيس القمامة و يلقي بهم من شباك غرفته.