أديب كمال الدين
في هذه الأبجديةِ التي لا أوّلَ لها ولا آخِر،
أنا مجرّدُ حرفٍ هاوٍ.
نعم، فالاحترافُ لا يليقُ بنقطتي.
*
أنا حرفٌ أضاعَ نقطتَه
في هذا الليل الذي لا أوّلَ له ولا آخِر،
فاحتجَّ على نَفْسهِ وعلى نقطته
ثُمَّ احتجَّ على الليل
ثُمَّ احتجَّ على الاحتجاج.
*
بينَ الهلْوَسَةِ والشِّعر
خيطٌ رفيعٌ من البكاء.
*
في المقبرةِ
رأيتُ الموتى ينامون هادئين جميلين
مثل مجانين فقدوا ذاكرتَهم وعناوينهم.
*
على شاطئ البحر،
كلّما ازدادَ عُري النساء
طالتْ لحيةُ البحر.
*
جلسَ الملكُ المجنونُ على شاطئ البحر
ومدَّ قدميه في الماء
فشعرَ ببرودةٍ مُنعشة.
التفتَ إلى وزيره
وأمره بتكريمِ البحر!
*
الحرفُ رسالةٌ هائلة
عادتْ إلى مرسلِها لعدمِ الاستلام
بعدَ أن بقيتْ في صندوقِ بريدِ الكون
عمراً تجاوزَ عمرَ نوح.
*
وحشتي اتّسعتْ حدّ الألم
فاضطررتُ إلى اختصارِ صحرائي الشاسعة
إلى حبّةِ رملٍ واحدة.
*
هكذا فأنا مجرّدُ هاوٍ في هذه الحياةِ العجيبة.
نعم، الاحترافُ لا يليقُ بالشعراء.













