بعد نصف سنة
بدون موضوع
مرحبًا!
بعد 10 ثوان
رد:
تنبيه. لقد تم تغيير عنوان البريد الإلكتروني. لا يمكن للمتلقي استدعاء بريده على هذا العنوان. ويتم محو الرسائل الواردة أوتوماتيكيًّا. في حالة وجود أسئلة يمكن التوجه بها إلى مسؤول الشبكة.
بعد ثلاثين ثانية
رد:
ألا يتوقف ذلك قط؟!
بعد 10 ثوان
رد:
تنبيه. لقد تم تغيير عنوان البريد الإلكتروني. لا يمكن للمتلقي استدعاء بريده على هذا العنوان. ويتم محو الرسائل الواردة أوتوماتيكيًّا. في حالة وجود أسئلة يمكن التوجه بها إلى مسؤول الشبكة.
بعد ثلاثة أيام
رد: سؤال
طاب مساؤك يا سيادة مسؤول الشبكة. كيف حالكم؟ شهر آذار بارد، أليس كذلك؟ ولكن بعد ذلك الشتاء معتدل الحرارة لا يحق لنا الشكوى على ما أظن. وبالمناسبة، لدي سؤال: لدينا صديق مشترك، اسمه ليو لَايْكَه، أضعت عنوان بريده الإلكتروني الحالي. هل تتكرم وتتفضل و… شكرًا
مع خالص امتناني الافتراضي.
إيمي روتنر
بعد 10 ثوان
رد:
تنبيه. لقد تم تغيير عنوان البريد الإلكتروني. لا يمكن للمتلقي استدعاء بريده على هذا العنوان. ويتم محو الرسائل الواردة أوتوماتيكيًّا. في حالة وجود أسئلة يمكن التوجه بها إلى مسؤول الشبكة.
بعد ثلاثين ثانية
رد:
هل تأذن لي بنقد هامس؟ أنت في حاجة إلى بعض التنويع والتجديد.
أتمنى لك وَرْدِيَّة هادئة ولطيفة!
إيمي روتنر
بعد 10 ثوان
رد:
تنبيه. لقد تم تغيير عنوان البريد الإلكتروني. لا يمكن للمتلقي استدعاء بريده على هذا العنوان. ويتم محو الرسائل الواردة أوتوماتيكيًّا. في حالة وجود أسئلة يمكن التوجه بها إلى مسؤول الشبكة.
بعد أربعة أيام
الموضوع: ثلاثة أسئلة فحسب
يا سيادة مسؤول الشبكة، بصراحة: أنا في مأزق.
أحتاج العنوان الحالي للسيد “المستخدم” ليو لَايْكَه. أحتاجه فعلًا! أنا في حاجة مُلِحَّة لأن أطرح عليه ثلاثة أسئلة:
1) هل لا يزال على قيد الحياة؟
2) ألا يزال يعيش في بوسطن؟
3) هل هو في علاقة افتراضية إلكترونية؟
إن صح 1) فأودُّ الاطمئنان عليه.
ولكن لو صح 3) فلا يمكنني أن أسامحه أبدًا.
يحق له أن يكون قد حاول في نصف السنة هذه إعادة علاقته مع مارلينه خمس عشرة مرة، يحق له أن يكون قد أحضرها إلى بوسطن يوميًّا. يحق له أن يكون قد أسرف كل ليلة في الشراب على دِكَك البارات المخملية الرخيصة في بوسطن، وأفاق كل صباح على صدر شقراء من شقراوات الباربي. يحق له أن يكون قد تزوج ثلاث مرات ورُزِق من كل زيجة بثلاثة توائم. شيءٌ واحدٌ لا يحق له: لا يحق له أن يكون قد وقع في حب امرأة لم يرها! إلا ذلك! لا بد أن يظل ذلك حدثًا استثنائيًّا. أحتاج إلى هذا اليقين كي يخفف من وطأة الليالي. فريح الشمال لا تكف عن الهبوب، ونسيم الصبا عزيز المنال!
عزيزي مسؤول الشبكة. يمكنني أن أتخيل، على وجه التقريب إجابتك. ولكني أرجوك: “تعالَ على نفسك” وأبلغ لِيُو لَايْكَه رسالتي فأنت ولا شك على صلة وثيقة به. وقُلْ له أن يكتب لي. افعل ذلك! ستشعر عندئذ بتحسن. والآن يمكنك أن تتلو صلاتك.
مع خالص التحية.
إيمي روتْنَر
بعد 10 ثوان
رد:
تنبيه. لقد تم تغيير عنوان البريد الإلكتروني. لا يمكن للمتلقي استدعاء بريده على هذا العنوان. ويتم محو الرسائل الواردة أوتوماتيكيًّا. في حالة وجود أسئلة يمكن التوجه بها إلى مسؤول الشبكة.
بعد ثلاثة شهور ونصف
الموضوع: رجاء إعادة توجيه الرسالة
مرحبًا لِيُو
هل لديك مستأجرون جدد في شقة رقم 15؟ إذا كنت في بوسطن، فأحذرك. لا تندهش من فاتورة الكهرباء. فقد تركوا الأنوار مضيئة طوال الليل.
طاب يومك، وطابت حياتك!
إيمي
بعد دقيقتين
بدون موضوع
مرحبًا
بعد دقيقة
بدون موضوع
أين أنت يا حضرة مسؤول الشبكة؟
بعد دقيقة
بدون موضوع
هل عليَّ أن أقلق أم أُمَنِّي نفسي؟
بعد إحدى عشرة ساعة
الموضوع: عدتُ من بوسطن
عزيزتي إيمي
حِسُّكِ مدهش. عُدتُ إلى أرض الوطن منذ ما يقرب من أسبوع. فيما يتعلق بالكهرباء، فهذا استهلاكي. إيمي، أتمنى لكِ، آه، ماذا أتمنى لك بعد كل هذه المدة؟ أي شيء سيبدو -على أغلب الظن- مبتذلًا. الأفضل، وإن كان قبل موعده بخمسة شهور: أطيب التهاني بمناسبة عيد الميلاد المجيد والعام الجديد. عساكِ بخير، بمقدار الضِّعف، على الأقل، مُقارنةً بي.
وداعًا
لِيُو
بعد يوم
الموضوع: حائرة
ما هذا؟ أكان هذا شيئًا؟ وإن كان هذا شيئًا، ومهما كان، أكان هذا مرة أخرى؟ لا أصدِّق.
إيمي
بعد ثلاثة أيام
الموضوع: مذهولة
ليو، ليو، ماذا حدث لك؟ ماذا فعلت بك بوسطن؟
إيمي
بعد يوم
الموضوع: خِتَامًا
عزيزي ليو
ما تمنحني من شعور منذ خمسة أيام أسوأ من أي شعور منحتني إياه من قَبْل. وقد منحتني مشاعر سيئة. أدركت بفضلك درجة السوء الذي يمكن أن تبلغها المشاعر السيئة في الواقع (وكذلك المشاعر الجميلة). ولكن هذا الشعور لم أعرفه قبل ذلك: أصبحتُ مصدر إزعاج لكَ. تعود من بوسطن، تُفعِّل برنامج الـ Outlook وتستمتع بالاستعادة الإلكترونية للوطن. فتحطُّ أولى الرسائل المشوِّقة من مُشترِكات الجرائد عن طريق الخطأ. مادة لمغامرات وجدانية جديدة مع نساء مجهولات، ومن يدري، لعل بينهن واحدة غير متزوجة؟ ثم: آه تكتب واحدة اسمها إيمي روتنر. يبدو الاسم مألوفًا لك على نحو ما. ألم تكن هذه التي كدتَ تحصل عليها في فراشك بمهارة يحسدك عليها ملوك الإغراء؟! هذه التي كانت على وشك أن ترتمي بين أحضانك، وفي آخر نفحة من نفحات موهبتها العقلية قُدِّر لها أن تظلَّ بعيدة عنك، نجت من شِباكِك في اللحظة الأخيرة. والآن، وبعد تسعة شهور ونصف نسيتَ فيها المرأةَ وما سبَّبَتْه لكَ من إحباط. وها هي تكتب لك، وتظهر على غير انتظار في صندوق البريد. فتتمنى لها -بكل خفة ظل، يا ليو، كما في الأيام الخوالي- في عز الصيف أطيب التهاني بمناسبة عيد الميلاد المجيد والعام الجديد. وسلام! لقد حصلت على فرصتها. وثمة أخريات ينتظرن. إنها تزعجُكَ، وتضايقُكَ. فالتجاهل أفضل حل، ألستُ محقة؟ ستتوقف. وها هي تتوقف، أعدك!
ملحوظة: تقول عساي بخير “بمقدار الضِّعف على الأقل” مُقارنةً بك؟ للأسف يا ليو لا أدري كيف حالك. ولكن حالي لو تحدثنا بالمقادير فهو أسوء من حالك بعشر مرات على الأقل. ولكن لا تشغل نفسك بذلك.
إيمي
ملحوظة: شكرًا على إنصاتك لي مرة أخرى. يمكنك الآن أن ترسل لي مسؤول الشبكة الظريف مرة أخرى. فعلى الأقل يمكنني أن أتحدث معه عن الطقس بأريحية.
بعد ساعة
رد:
كان يجدر بي ألا أردَّ عليكِ يا عزيزتي. وها أنا قد جرحتُكِ (مرة أخرى)، لم أرغب في ذلك. أنتِ لم ولن تكوني مصدر إزعاج لي. أنتِ تعرفين ذلك. إن صح ذلك، فلا بد أن أصبح أنا نفسي مصدر إزعاج لنفسي، لأنكِ جزء مني. أحملكِ معي عبر جميع القارات والعوالم الشعورية، بوصفك أمنيةً، بوصفك وهْمَ الكمال، بوصفك المفهوم المثالي للحب. هكذا كنتِ عشرة شهور معي في بوسطن، وهكذا عدتِ معي إلى بلدنا.
غير أنني، يا إيمي، قد استأنفت حياتي الحسية الملموسة. أمرٌ كان لا بد منه. تعرفتُ على امرأة في بوسطن. من المبكر القول… إنك تعرفين عما أتحدث، ولكننا نريد أن نحاول. لديها فرصة عمل هنا. وربما تنتقل إلى هنا.
في تلك الليلة المرعبة، حين فشلت محاولة أول وآخر لقاء فشلًا مأساويًّا، أنهيتُ علاقتنا الافتراضية نهايةً قاسية. وقد اتخذتِ أنت أيضًا -وإن كنتِ لا تزالين ترفضين الإقرار بذلك- قرارًا. وساعدتُك أنا في تنفيذه. لا أدري كيف حالك اليوم مع بِرْنَهَارد وأسرتك، ولا أرغب في معرفة ذلك، لأن ذلك ليس له علاقةٌ بنا. بالنسبة لي كان لا بد من فترة الصمت هذه. (وعلى أغلب الظن كان عليَّ ألا أقطعها) كانت ضرورية كي أحافظ على تجربتنا، كي أحافظ على علاقتنا الافتراضية الحميمة مدى الحياة. لقد بالغنا حتى لم يعد ثمة مساحة للمزيد. ليس ثمة مجال لفصل جديد، ولا سيما بعد مرور ثلاثة أرباع العام. أرجوكِ أن تشاطريني الرأي يا إيمي! فلنحتفِ بما كان. ونتركه كما هو. وإلا فإننا سندمره.
عزيزك ليو
بعد عشر دقائق
رد:
ليو، رسالتك تحفة، أكثر من رائعة. تستعيد كامل لياقتك في وقت أقل من القليل. “إيمي، أنت وهْمُ الكمال، ولكني لا أرغب في أي علاقة معك”. أفهم. أفهم. أفهم. غدًا المزيد. يؤسفني أنه ليس في مقدوري أن أوفِّرَ عليك ذلك.
ليلة سعيدة.
وهْمُ الكمال
بعد 22 دقيقة
الموضوع: خِتَام لائق
طيب، سأحتفي بما كان. وسأتركه كما هو. لن أدمِّرَ شيئًا. أحترم موقفكَ، عزيزي صديق لوحة مفاتيحي السابق ليو -“حتى لم يعد ثمة مساحة للمزيد”- لايكه. سأرضى بأنكَ تريد أن تحتفظ بذكرى جميلة عني وعن “أمرنا”. ورغم أنني أشعر بصفتي “وهْمَ الكمال” بعدم الكمال وبالتحرر من الوهم، فإنني على أية حال “مفهومك المثالي” عن الحب، وإن كان مع سِنْدي -اسمها ولا شك سِنْدي، أراها أمامي وهي تهمس في أذنك “I’m Cindy” وتضحك، ثم تقول: “but you can call me Cinderella” وتضحك- فمع سندي لربما تحقق إذًا أكثر مفاهيم الحب كمالًا بالمقاييس الأرضية. يمكن تحققها ويمكن تجربتها. أما أنا فستحملني -للمحافظة على التوازن الطبيعي بين الجسد والروح- معك حيثما حللتَ بصفتي “أمنية”. وبالطبع أتفهم تمامًا أنك حريص على ألا يثقل عليك حملي فتُصاب بفتق!
حسنًا، يا ليو، سأخفف الأمر علينا، وسأخفف الأمر عليك. سأتخفف! سأتوقف عن الكتابة لك (قريبًا)! أعدك.
هل يحق لأمنيتك أن تعبر عن أمنية وحيدة، أخيرة؟ ساعة واحدة فقط. ساعة واحدة وجهًا لوجه. صدقني لن تجد مادة حافظة أفضل لتجربتنا. ذلك أن النهاية الوحيدة المعقولة لعدم اللقاء هي اللقاء. لا أطلب شيئًا منك. لا أنتظر منك شيئًا. لا بد أن أراك مرة واحدة في حياتي. أراك، أتحدث إليك، أشم رائحتك. لا بد أن أرقب شفتيك وهما تنطقان: “إيمي”. لا بد أن أتطلع مرة إلى حاجبيك، وهما ينحنيان أمامي، قبل أن يُسدل الستار.
عزيزي ليو، معك حق. لا يوجد فصل جديد ذو معنى. ولكن يوجد ختام لائق. أرجوك أن تحقق لي ذلك. ذلك فقط!
وهْم الكمال
بعد ثلاث ساعات
رد:
پَامِلا
بعد دقيقة
رد:
؟؟؟
بعد 30 ثانية
رد:
اسمها پَامِلا، وليس سِنْدي. أجل، أعرف، يبدو سيئًا، من الخطورة بمكان أن يفرض الآباء إرادتهم حين يتعلق الأمر باختيار أسماء بناتهم. ولكن شكلها مختلف تمامًا عن اسمها. بكل صدق.
ليلة سعيدة يا إيمي.
ليو
بعد 40 ثانية
رد:
عزيزي ليو
لأجل ذلك “أحبك” جدًّا! أرجوك اغفر لي تلميحاتي المتهجمة. أشعر بالضعف الشديد، الشديد جدًّا، جدًّا.
ليلة سعيدة.
إيمي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مترجم مصري
رواية “الأمواج السبعة” هي الجزء الثاني من رواية “نسيم الصبا” .. صدرت مؤخرًا عن مشروع كلمة بأبو ظبي.