نحن قلقون
من الأشجار الغاضبة
التى تتخلى عن أوراقها الصفراء
وتتعرى أمام العصافير
نحن قلقون
عندما يبح صياح الديك
ويميل الظل
نحو الأصيل
نحن قلقون
لأن عواصفنا
لا تحمل أسماء كغيرها
نحن قلقون
عندما نفقد حس الانتماء
ونشك في هويتنا
ومحتارون بين الوطن والمهجر
نحن قلقون
حين يضعون في فنجان قهوتنا
حبوب منع الكلام
ويكممون ألسنتنا
بالإسمنت والفولاذ
ثم يزجوا بنا
إلى مقابر تحرسها الأموات
نحن قلقون
عندما تتوغل المرارة
في قاع أفواهنا
وتجشم الكآبة
على قلوبنا
نحن قلقون
تطاردنا كوابيس الزمن المظلم
وفي أعناقنا مشانق العميل المذعور
ونجر وراءنا الخيبات والانكسارات
نحن قلقون
من شعراء اليوم
الذين لا يزالون يهيمون
في أودية الحب والغرام
ويخافون أن تآكلهم الذئاب
ويدلون دلوهم دون هوادة
رغم الأيام العصيبة
الملتهبة بالكراهية والحروب والإرهاب
هل أنساهم شيطان الالهام
عن كتابة قصائد النخوة والمقاومة
وآلام الإنسان العربي
أم ألهاهم النبيذ اللذيذ
حتى صاروا
في حاناتهم كالعفن القاتم
نحن قلقون
السيلفي أضحى نرجسية العصر
الميت يأخذ صورا
لموكب جنازته
نحن قلقون
من حفاري القبور
يوم يعلنون الإضراب عن الحفر
معاويلهم الصدئة وفؤوسهم المهترئة
يوارون أجسادا بلا أكفان
في مقابر بلا سكان
نحن قلقون
عندما يفتحون جراح الوطن
ويدسون فيها ملح اليأس والإحباط
ما أفظع إرهاب الأنظمة التي تحكمنا
نحن قلقون
حينما نمشي تحت المطر
وتتبلل دموعنا بلون الماء
ونتساءل كم منديل ورقي يكفي لتجفيفها
وهل صداقة التماسيح
تؤلف بين القلوب؟
……………
*شاعر من المغرب