قصـائد لـ نهى عبد الرسول
نهى عبد الرسول
اتخذنا المنازل غطاءً لنا
مثل الملابس
فلا يظهر منا سوى السطح
والباب والنوافذ
وربما فناء صغير تزينه نبتة
والأدخنة
وروائح الطعام
وضوء مربع أو مستطيل
أو شكل يكمل اللوحة التي يرسمها الستار
حين يحل الظلام.
ظننا بأننا لا نظهر
ولكننا ظهرنا في هيئة المنازل
ربما تبدأ جميعا قريبًا في السير
وتلتقي
بدلا عنا، وتتبادل هي التحية
ثم نقودها مثل الآلة
مثلما نقود سياراتنا
أو المدرعات في الحروب.
في الأنبوبة الاسطوانية
هناك بشر مصفوفون بعناية
كقطع حلوى ملونة
في علبة مستطيلة ـ
علبة هي ما نطلقه أيضا على الشقق الصغيرة ـ
هنا تفتح الأبواب مرة كل دقيقة
الوقت محسوب بدقة
هناك بشر في علب أخرى
لا تفتح أبدًا.
****************************
الجناح الناقص
تحكي لي عن اللوحة المكتملة
عن واجهة المنزل ذات النوافذ المتوازية
والألوان المتناسقة
عن كل التفاصيل الحاضرة
وتغفل أن تذكر الجناح الناقص في التمثال
الذي يزينها
ربما عن عمد وربما لم يسترع انتباهك
ففيم يهم جناح ناقص
لجماد ليس مقدرا له الطيران؟
ربما أغفلته لأنك تهتم بالروائح
والآثار التي تمتصها الأماكن
وترقد في الزوايا ويعبق بها الهواء
تهتم بالأشباح
فتثبت غياب الشيء بحضور كل شيء آخر
بينما يجلس غيابي ويحتل أكبر غرفة بالمنزل
كالمدفأة
تأتنس إليه من حين لآخر
حين تسأم تأمل الواجهة في ضوء المساء الخافت
وربما هو مجرد ذلك الجناح الناقص
لتمثال ملاك لن يحلق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصريّة