فريسةً لظلامٍ ما

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

ومثل كل الذين حكوا في الزنزانة

عندما طال بهم الوقتُ

حكى النورُ أيضا

مطأطئ الرأسِ..

 بين ركبتين داكنتينِ،

والكلمات من فمهِ تذوب وتنسالُ

كقصديرٍ يغلي:

أنا أيضا حائرٌ يا رفاق

حائرٌ مثلكم

أنطلقُ وأمتدُّ،

لا أعرف إلى أين

ولا أعرفُ لماذا..

أشعتي تمضي

بحزمٍ وأسىً

مثل مجندين في طابور عرضٍ يشهدُه القائدُ

مُجندين صارمين

لا يعصون أمرًا، ولا يلتفتون

إن حجبَ أحدَهم حاجبٌ

سقط، وأكمل رفاقه الطريق

طريقهم المستقيم الذي لا يعرفون له نهايةً

إلا عندما يصلون إليها فعلا فيموتون

الأشعة تواصل وتواصل

في الطريق

تفضحُ عريانًا

تعرّي آثمًا

وتنير لضالٍّ

إنها تقتل آلاف الظلمات دون أن تفرّق بينهنَّ

تشقُّ أحشاءهنَّ بآليةٍ وصلابة

دون أن تعرف أيهنَّ خَيِّرَةً

وأيُّهنّ استحقّت القتل فعلا

أنا النور الذي لا يرى

ولا يجب أن يرى

النور الذي يمضي ويمضي

ليسقط في الأخير

فريسةً لظلامٍ ما

ظلامٍ هرِمٍ أسنانه سقطت

أو آخرَ وليدٍ ليس له أسنان البتة

أنا أيضا مثلكم ربما اشتعلتُ مجانًا

وبلا هدفٍ واضحٍ

أنا أيضا نبتةٌ في خرابٍ

وجنديٌّ في معركتكم الباسلة

معركتكم التي لابد أن تكللها الهزيمة..

 

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم