في البداية خرجت القصاصة من بين يدي بنت تحب الرسم في الشرفة، وطارت القصاصة لتمر بكثيرين، تحولت ألوانها إلى أحلام يحلم بها الأولاد والبنات الذين يرونها. حتى الحيوان يتأثر بالألوان في قصة “قصاصة ورق ملونة”، لأن أول من يلمح القصاصة سيكون عصفورين. حتى تصل القصاصة في النهاية إلى ولد يريد أن يصنع من ألوانها شراعا جديدا لمركبه. لماذا انتهت القصاصة عنده؟ ربما لأن أحلامه حقيقية، ولأن القصاصة قطعت طريق الأحلام كله، لكي تصل إليه وتحول من كفاحه على قارب أبيه الشراعي إلى حقيقة وسعادة للمستقبل.
لم ترسم د. عبير حسن القصة من زاوية رؤية الإنسان وحدها. إنما اهتمت بزاوية رؤية العصافير التي ترى من السماء القصاصة تطير، وكانت بيوت المدينة مرسومة كلها بالمقلوب،. من هذه الناحية عالم العصافير، ومن الناحية الأخرى عالم الإنسان.
في أغلب الرسومات كان هناك عالمان مقابل بعضهما البعض…عالم الأرض الذي يضم الأطفال، وفي مواجهته في زاوية الصفحة عالم الهواء أو السماء حيث تطير القصاصة، وجعلت الفنانة بعض الصفحات في ركنها قرص الشمس الدائري ليبدو الركن مختلفا ويعبر عن كونه ركن للأفق والسماء. فركن الصفحة العليا غالبا هو الأفق. برز دور الألوان، وانعكس ذلك على العنوان بصفحة الغلاف الداخلي، حيث كانت كلمة قصاصة ورق بالأبيض، وكلمة ملونة بلون قوس قزح، تماما كما أن الورق أبيض والألوان الموضوعة عليه هي ألوان الطيف. وكان الغلاف الداخلي على هيئة مرآة بداخلها المدينة وعلى طرفها تطير القصاصة الملونة، لأن الحكاية عن المدينة كيف تبدو في مرآة القصاصة وهي تطير فوقها.
تقول د. عبيرحسن أنه لا يوجد شيء في الرسم اسمه عناصر غير مناسبة مع بعضها البعض…. لأن المهم هو كيف يتم توظيف عنصرين معا بأي نسبة وأي حجم. ويبدو هذا جدا في ألوان د.عبير حيث تختار ألوان غير مألوفة معا، لكنها تعطي بهجة، مثل البرتقالي والبنفسجي والأحمر. والبنت ترتدي بلوزة حمراء مع بنطلون بنفسحي .زخرفة الكائنات أيضا تضفي طفولية على العالم، لترسم القطة بجلد مزركش، وورود على السيارات.
الريح أو النسمات التي حملت القصاصة اهتمت الرسامة أيضا بتجسيدهم لأنهم البطل الخفي الذي يحمل القصاصة على مدار صفحات الكتاب، وكان العصفور أيضا حاضرا .
عن الكتاب
الكتاب: قصاصة ورق ملونة
المؤلف: د.عبير حسن
رسوم: د. عبير حسن
سنة النشر: 2015