“لماذا تطن البعوضة في آذان الناس؟”.. قصص فلكلورية غرب أفريقية

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

البومة غاضبة ولن توقظ بصوتها الشمس ليأتي يوم جديد، فقد تعودت الشمس أن تصحو عندما تنعق البومة الأم، وإذا لم يأت نهار جديد ستبقي الغابة في ظلام دائمًا، لذلك فالحيوانات كلها غاضبة أيضًا، ويبحثون عن سر غضب البومة. 

يكشف التحقيق أن كل حيوان قام بتصرف خاطئ، حتى ماتت ابنة البومة، والبومة حزينة، فهي قد طارت لتحضر الأكل وعادت بعدها لتجد إحدى صغارها ميتة، فيخبرها البوم الصغار أن القرد هو من قتل البومة الصغيرة. وهذا هو سبب غضب البومة.

تجتمع الغابة ويعرفون أن القرد لم يقصد قتل البومة الصغيرة، إنما كان يهرب من فوق الشجرة خائفًا فانكسر غصن الشجرة وسقط على العش. وبداية كل ذلك كانت كذبة قالتها بعوضة صغيرة، وهذه الكذبة جعلت حيوانات كثيرة تتصرف تصرفات خاطئة، منهم القرد الذي سقط خطأ على عش البومة، فقتل البومة الصغيرة.

هذه حكاية شعبية من غرب أفريقيا، حكتها الكاتبة فيرنا آرديما في كتابها الصادر عام 1975، بعنوان “لماذا تطن البعوضة في آذان الناس؟”،  وقصص الحيوان هي قصص فلكلورية بامتياز تقدم قيمًا مهمة رغم أنها تحكي بطريقة شعبية بسيطة. كما بدا في القصة أن كذبة صغيرة أدت إلى الموت. كما أنها قدمت نموذجًا ديمقراطيًا للغابة التي يحقق فيها الأسد وتجتمع الحيوانات كلها تطالب بأن يحصل المخطئ على عقابه. وحينما هتف الجميع لأجل العدل، نعقت البومة، فطلع النهار.

سيحرك الإحساس بتأنيب الضمير البعوضة الكاذبة لتبقى تطن حتى الآن في آذان الناس، هل أنا أخطأت؟.. هل أنا أخطأت؟  تلف على كل أذن تسألها حتى اليوم السؤال نفسه.

تغير القصة في الضمائر بشكل مختلف، فالسحلية، تتحدث عنها الكاتبة بوصفها ذكراً، أما بالنسبة للأرنب، فهو يقدم باعتباره أرنبة وليس أرنباً، والملفت في ذلك أنه يقدم للطفل فكرة وجود الجنس والجنس الآخر في الحيوانات عكس الصور المعتادة عن أن الأرنب هو ذكر مثلاً.

ما يميز القصة الشعبية أيضًا أن صوت البومة الذي يستاء منه الجميع، هو الصوت نفسه الذي تستيقظ بسببه الشمس فيأتي يوم جديد ويبدأ الأمل.

الكاتبة فيرنا آرديما، هي كاتبة أمريكية من مواليد 1911، وتوفيت عام 2000، تعودت على استلهام القصص التراثية والفلكلورية من ثقافات بعيدة عنها ومختلفة لتمنح الأطفال قصصًا متنوعة، فقدمت قصصًا من المكسيك، واهتمت بشكل خاص بالفلكلور الأفريقي. عُرفت محليًا بسيدة الحكاية، وأصيبت بجلطة دماغية، أقعدتها على كرسي متحرك في 1992.

أما بالنسبة للرسوم فقد قدم الفنانان ليو وديان ديلون أعمالاً يدوية قيمة، كانت تعطي إيحاء بالطابع الفلكلوري والمجتمعات البسيطة. واستعمل الفنانان الألوان المائية، موظفين الفرشة، وتقنية الرش. والفنانان زوجان رسما معًا العديد من المجلات والكتب وحصلا على جوائز معًا.

وقد حصل كتاب “لماذا تطن البعوضة في آذان الناس؟” على عدد من الجوائز، منها ميدالية كلديكوت في 1976، وجائزة بروكلين للكتب الفنية لكتب الأطفال في 1977.

 

عن الكتاب

الكتاب: لماذا تطن البعوضة في أذان الناس؟

المؤلف: فيرنا أرديما

رسوم: ليو وديان ديلون

سنة النشر:1975

 

 

مقالات من نفس القسم