حكاية الطائر الأبكم
مروى علي الدين
يُحكى أنَّه، في قديم الزمان قامت حرب طاحنة، بين الحيوانات والطيور، فدعا ملك النسور بني جلدته، ودعا الأسد كل ذي ظفر وناب إلى الحرب. أوقفت الحيرة الوطواط في منتصف الغابة، لا يدري إلى أي فريق يذهب : "عندي جناحان مثل الطيور، وعندي أسنان مثل الحيوانات، إلى جانب من أقف يا تُرى ؟" نظر إلى جناحيه، وإلى أسنانه، واختار أن يقف إلى جانب القوي. لكنه لم يُقرر بعد من القوي، ومن غير المُمكن أن يتخذ قراره قبل أن تبدأ الحرب. وعزم على الانضمام إلى جانب المُنتصر! . اختبأ الوطواط وقت المعركة، وما أن انتصرت الحيوانات، حتى قدم الوطواط نفسه إلى الأسد. وبين كر وفر، تكسب الطيور جولة وتخسر جولة أمام الحيوانات، ويعود الوطواط إلى ملك النسور، فيقدم إليه نفسه على أنه طائر . حتى قاربت الشمس على المغيب، وأنهكت الحرب كلا الفريقين . حتى بدأا في التفكير في إنهاء الحرب، أما الوطواط فوقع في ورطة، أن لا أحد منهم أراح ظنه في كونه الطرف القوي المُنتصر. وأوقع الوطواط نفسه بنفسه في الشرك، يُهنئ كل ملك أمام الآخر فيقول لملك الطيور، السلام جميل، لكن الطيور كانت الأقوى، ثم يعود فيُصافح الأسد ويهتف بأن الحيوانات كانت الأقوى، حتى حاقت به خديعته، واحتاروا في أمره، فاتفق كلا الفريقان على قص لسانه !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كاتبة مصرية