وتطرح سؤالًا وعليهم البحث عن إجابته من الكتب على رفوف المكتبة، والسؤال هو: ما الأثر الذى تركته حقبتكم الزمنية على العصر الحديث؟ وكان من نصيب المجموعة التى ستقود أحداث الفيلم الحقبة التى تعرف بالعصور الوسطى أو العصور المظلمة، وهى الفترة التى شهدت قيام وازدهار الحضارة الإسلامية، وقد ألمحت المعلمة للأطفال بأنهم سيجدون بعض التحديات فى إيجاد صلة أو أثر للعصور التى تسميها المظلمة والعصر الحديث، فى إشارة إلى وجهة النظر الأوروبية فى هذه الفترة والتى تراها فترة ظلام ودمار وتخريب للعالم.
يبدأ الطلاب رحلة بحثهم وتتوجه مجموعة العصور الوسطى للبحث وسط إحساس بالملل وعدم الجدوى، فيلتقون بأمين المكتبة «بن كينجسلى» الذى يستفزه ما يردده الطلاب من تعبير العصور المظلمة، فيخبرهم أنه لم يكن فى التاريخ عصر بهذا الاسم، وأن هذه الفترة يجب أن تعرف باسمها الصحيح وهو العصور الذهبية ويقرر أن يصحبهم فى جولة للتعرف على أهم علماء الحضارة الإسلامية، وكيف أنهم قدموا العديد من الاكتشافات والاختراعات التى مازالت مؤثرة ومستخدمة حتى الآن.. فنتعرف على «ابن الهيثم» العالم الذى أدت أبحاثه على العين وكيفية إبصارنا للأشياء إلى اختراع ما يعرف بـ«الحجرة المظلمة» التى هى أساس فكرة الكاميرا ومن بعدها السينما ونشاهد محاولة «عباس بن فرناس» للطيران التى سبقت محاولات الأخوين «رايت» بألف عام، ونرى أبا العمليات الجراحية الحديثة الطبيب والجراح «أبا القاسم الزهراوى» الذى يعرفنا على بعض الأدوات التى اخترعها ومازال الجراحون يستخدمونها حتى الآن مثل خيوط الجراحة المصنعة من أحشاء القطط والحيوانات. ولا يقتصر الأمر على علماء من الرجال فهناك «مريم الأسطرلابية» التى اخترعت الاسطرلاب وهو الجهاز الذى نعرفه الآن باسم البوصلة، أما «الجرزى» العالم الذى اصطحب الأطفال فى هذه الجولة وقام بدوره (بن كينجسلى) أيضًا فهو صاحب اختراع آلة إخبار الوقت وابتكار جهاز يحول الحركة الدائرية إلى حركة مستقيمة تحرك الآلات، ولولا اختراعه لما أمكن حدوث الثورة الصناعية، تتغير وجهة نظر الأطفال وينبهرون بما شاهدوه من حقائق لم يكن يعرفون عنها شيئًا ويدعوهم أمين المكتبة إلى نشر تعبير العصور الذهبية بدلًا من عصور الظلام.
وأما الفيلم الثانى فهو أيضا روائى قصير بعنوان: كيف تنقذ طفلك من الفشل.
ويدور حول طفل يعانى تدنى درجاته الدراسية ورسوبه فى كل المواد، ويتكون لدى الطفل إحساس بأنه أغبى من زملائه وأنه دون مستواهم، لكن والدته تقف إلى جواره وتقول له: لست ولدًا غبيًا، أنت ولد ذكى، أنت فقط لا تعرف كيف تستغل ذكاءك، وبدأت فى تشجيعه ليذاكر أكثر لأن «الدراسة الكثيرة لا تؤذى أحدًا» شجعته على حفظ جدول الضرب، فبدأت درجاته فى التحسن تدريجيًا، وضبطًا للوقت قررت عدم مشاهدته للتليفزيون سوى برنامجين فى الأسبوع، وزيارة المكتبة وقراءة كتاب أسبوعيًا وكتابة تقرير عنه، تقول الأم لطفلها: «حاول أن ترى أبعد مما أمامك، يمكنك أن تملك العالم هنا»، وتشير إلى رأسه. تحسن مستوى الطفل وارتقت درجاته حتى أنه فى نهاية العام صار الأول على مدرسته.
عندما شاهدت الفيلمين متجاورين زمنيًا انتابنى شعور بأننا نحن شعوب العالم العربى والإسلامى هذا الطفل متدنى الدرجات الذى يسخر العالم –وهو محق – من غبائه وكسله وقذارته، وأننا نحتاج إلى أن نكتشف طاقاتنا وإمكانياتنا التى عرضها فيلم الاختراعات، وأن نحسن استخدام ما لدينا، ولن يتم هذا بالتباكى أو بالتفاخر، ولكن بالدراسة والعمل وأن نبذل جهدًا حقيقيًا على مستوى كل فرد أو جماعة لأن كل ما نزرعه نحصده، وكل يؤتى ثماره عملًا كان أو كسلًا.