هـــوان
أغمضت عينيها كي لا ترى ما يفعلونه بها… تحررت من القيد، تلاشى ضجيجهم، ركضت طفلة نحو زمانها القديم.. ها هم إخوتها وأبواها، غمرها حنانهم، عادت البهجة لروحها والأمان، فتحت عينيها مبتسمة، ذبحتها دموع أخيها وهو مساق عنوة إلي جسدها العاري…!
_____
تحليق
أمرته بعدم الخروج إلى أن تعود بالطعام. ابتهاج أنداده بالخارج أشعل الرغبة في قلبه، تذكر نواحها المتواصل منذ خروج أخيه الأكبر الذى لم يعد، دار حول نفسه، تناول السكين، مزق قماش الخيمة.. وشاركهم اللعب بعينيه. عندما عادت، وجدت نظرته تراوغ الرصاص المنهمر في سماء المخيم…!
_____
قوارِير
يحملونها وأمها عنوة في نهار الناس، يركُض الأب الكهل خلف السيارة المنطلقة، تلمحه الصبية وقد أصابته رصاصة تصُم أذنيها.
يعقدون قرانها، وأمها، فور الوصول إلى معسكرهم.
مع الرجل العاشر تموت الأم.. تصرُخ الأبنة التي تشاهد كل شيء، يُلهب صراخها شبقهُم.
لصغر سنها، وقِلّت عدد النساء، يزوجوها الآن كل يوم رجلين…!
_____
أمـــــان
يقبله الصغير وأسرع نحو الشرفة ليتلقى قبلته الطائرة.
توصيه زوجته على نفسه، وتطلب منه عدم التأخر، فاليوم عيد زواجهما. يقبلها على جبينها ويخرج، ثم يعود:
– بـ حـ بـ ك.
تجتاحتها الرغبة في ضمه إلى روحها، تقاوم نفسها:
– ستتأخر.
يضمها بابتسامة حنـــون ويخرج.
في الشرفة، تغتال قبلة الصغير، عبوة ناسفة…!
_____
ذهـــــــول
سقط منه ما وجده في صندو القمامة وهرع نحوها، كانت تنزف وثيابها ممزقة، أفاقت على لمسته، قبضت على سكين كان في متناول يدها.. طعنته متخيلة من أغتصبوها، شعرت براحة، ابتسمت وهي تلملم ساقيها، بعد لحظات أدركت أنه طفلها…!
_____
قــــدرة
الحلم، الذي نما في قلبِهِ الغض، غافله وهو منشغلٌ بحديثه مع صورة أبيه، وسبح في البراح، ولم يعد، إلا بعد أن حوّل كل الأسلحة إلى آلات موسيقية. لذا.. كلما شاهد أحدًا يحمل سلاحًا، ضحك ساخرًا…!