بيتٌ واسع ..بحمامين

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

وفائي ليلا

 

وفي العام قبل الأخير

لم يستوِ على العرش

فرّ من الجامعة

وفي البدء

لم يكن هو

وهذا ما حاولتْ أن تُقنعه

كل البرامج التي خضع

الوقوف بالدور

احترام الأبوين

طأطأة الرأس

عدم التجشؤ

عدم التبول

عدم البصاق

 

عدم الحك،أو الضرب،أو الإنتقام

أو رفع عينيك بعين قاتلك

أو شتم أمك

أو التجرؤعلى أولاد الجيران

(أعضاء) أخواتهن وأمهاتهن

بالتحديد

أبانا الذي في السماء

لقد تخليت طويلاً

وصار لزاماً عليك

أن تنزل لترى

ساعدني

حُل مشكلة ديوني المستمرة

عدم تركيزي المُطلق

عدم نجاحي في بناء مستقبل زاهٍ

يليق بطقم (كنابايات حفر(

وبنت حلال

تختفي في الغرف المجاورة

حين يطرق الرجال أصدقائي بابي للزيارة

أبانا

الذي له المجد

والملكوت

اغفر لي كلما ارتكبت في حقك خطأ

بشكي بك

نسياني لك على الأدق

عدم انتباهي  لظاهرتك

تمتعي بالحياة بشراهة

اغفر لي عدم أخذك على محمل الجَد

وعدم تصديقي لكل ما حِيكَ عنك

من قصص مخيفة

رغم كل الجثث التي علقوها

في ذاكرتناعنك

ها أنا أنزل عن صليب الترف الذي اخترعت

كي يعطف الجمهورأكثر

ويبكي أشد

مصيري البائس

الذي يستحق الشفقة

لقد خدعتهم جميعاً

بجراحي التي كنت اُعمّقها

بمشرط الإنفعال

ودموعي التي كُنت استرق غفلتهم

وأقطّر في عيني

ماء مالحاً

لضرورة الدور

فأنا وكما تعرف

مثل كل الأنذال الذي حولي

سرقت قليلاً

انتهزت قليلا

رشوت كثيراً

خادعت أكثر

رميت كرات الذنوب إلى مرمى الأخرين

وحصدت التعاطف

كثيراًمن الأحضان التي تلقفتني

استخدمتها

وهربت

كثيراً من الأكف التي حمتني

أدرت لها ظهري دون اكتراث

أبانا الذي في السماء

ابنك الذي ليس متاكداً منك

وليس متأكداً منه

يطلب مزيداً من المغفرة

ويطلب بالمناسبة

بيتاً واسعاً

بحمامين

وبلكون

وحوض للسباحة كما الأفلام

ابنك الذي يلتقط الصور طوال الوقت

يريدأن يستمر باللعب

ولكن القصة صارت مُكلفة

فهلا سددت فواتيره

وهلا حميت قلبه الضعيف

وهلا زودته بمزيد من الأكاذيب

ليستمر

هلا سمحت له أن يكتب ذاك التجديف

دون أن تحاسبه

بك وبسواك

أبانا الذي مات… لنحيا

افعل له شيئاًعلى سبيل المعجزة

كي يركع لك

ويعترف

كي يوقد الشمع

دون احساس بالريبة

والشك

أبانا الذي يغفر

امنحني مراهقة في العشرين

تضحك عليّ من جديد

أدعوها على عشاء

وفيلم سينما

لكي ألمس ركبتها بالعتمة

صُدفة

وأترك أصابعي تتجرأ كتفها

صدفة

وتبتعد عني بتحفظ كاذب

صدفة

ونستمر بخداع بعضنا وقتاً أطول

بصُدف مختلفة

هي تقوم سرقتي بهدوء

وأنا بتمنية نفسي

بنهاية متوّجة

لسريرلا يحدث

أبانا الذي أحبك

هم ساهموا منذ الطفولة بهذه اللعبة

حين أغلقوا كل الأبواب

إلا بابك

دعني أسرّ في أذنك شيئاً

لقد خدعت الجميع

كي أنجو

وكتبت أربع مجموعات شعرية

تفوح برائحة الذات المُنتنة

لا أجرؤ إعادة قراءتها

دون أن أشعربالضجر

وصار لي اسم على الغوغل

أستطيع أن أتباهى به

مراهقة ما

حين أفكر بسرد انجازاتي

على هذه الأرض

محتفظاً بكرسي للاعتراف

يطمئنني

طوال الوقت

أبانا الذي يتربع في السموات العُلى

وله المجد

أستطيع أن أسرّ في أذنك

دون خوف  ولا وجل

أني سعيد أكثر مما كتبت

في دفاتري

وناجح أكثر مما أقول للآخرين

ومرِح

لا كما أصور في نصوصي

المتوقفة القلب

وأنني متعرج

أكثر مما أحرص

على خط الاستقامة

ونذل احتراف

بما لا يقاس

مع أخلاقي العالية

التي يحلفون برأسها المقطوع

طوال الوقت

أبانا الذي هناك

لقد قضيت وقتاً طويلاً بالنوم

وما زلتُ

هادئاً ولطيفاً

كما يُتوقع من مذيع عصري

أو نجم سينمائي ساحر

شذّبته الكاميرات

ورعته أضواء الشهرة

إلهي الذي يرعى هذا الكذب كله

ويحتمل هذا الخواء كاملاً

ولا يفتأ يطل من شباك

الرحمة والاتساع

ويقول لي تحمّل

قد أضعف يوماً

وأقول لك أحبك

فاغفر لي

قد أنهار يوماً

وأتمسك بك

فلا تدقق انتهازيتي

إلهي

يا صديقي الوحيد

صديقي الذي

أضغط زره عند الحاجة

فيحضر

وأدسه خلسة

في درج السر فيختفي

حين أريد

اغفر ازدواجيتي قليلاً

انتقائيتي قليلاَ

كيلي بمكيالين غالباً

أنا الواحد الذي شكلته

مجموع الأشياء المتناقضة

متورط في موقع الجريمة تماماً

وكل الدلائل

تشير اليّ

ولا دخل لي البتة

في كل ما يحدث.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعر سوري

القصيدة من ديوان يصدر قريبًا بنفس العنوان عن دار المتوسط 

مقالات من نفس القسم