النص الأدبي بين الوهم والحقيقة

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

ناني عبد الحكم

اللغة ومريديها يمكنهما أسر الأفئدة دون ابتذال او تصنُّع. الكلمات الحقيقية  لها القدرة على وصف المشاعر والأفكار بأقل الصور وأبسطها.

الفهم والتذوق - لما يكتبه المبدعين، معرفة ما مرَّ به القلم من أوجاع ليصل إلينا نص متماسك- هما أول الطريق للكتابة الجادة. في هذه الحالة لن تكون هناك حاجة لأن يتباهى الكاتب بنصٍ مليء بالأخطاء الإملائية الفادحة، ولن تكون هناك ضرورة لإدّعاء البطولة واحترافية التلاعب بالأحرف والكلمات.

لا يحق لأحدهم وصف الآخرين بضحالة وفقر لغتهم، إلا إذا توهّموا هم قوتهم في كتابة نص متناسق المعنى والمضمون، بل وصل بهم الأمر إلى التفاخر بقدراتهم الإبداعية واستخدام  كلماتهم الرنانة في التأثير على عقول الآخرين بوضاعة وخِسّه، ونصوصهم لا تحوي سوى مجموعة من الكلمات والجمل الأدبية غير المتوافقة تبدو كاستعراض لُغوي فارغ.

الأحرف المتراصة لا تُشِّكل بالضرورة كلمة ذات معنى، وبالتالي فإن الكلمات الكبيرة ذات المعانِ الخلابة إذا وُضعت إلى جانب بعضها، فلن تصنع نصًا أدبيًا يؤثر على العقول المُحبة للأدبيات بأشكالها المتنوعة. الفراغ الفكري ليس سُبة يمكن وصف الآخرين بها، إلا إذا قاموا بصنع هالة مزيفة من الأفكار المصطنعة عديمة الخبرة والتجربة.

في العديد من ورش الكتابة، والمواقع المهتمة بالكتابة الجادة هناك مقتطفات كثيرة لكُتّاب خاضوا من العمر والتجربة ما جعلهم أهل للنصيحة فكانت كلماتهم إلينا لكتابة نص متماسك المعنى والمضمون بلا أخطاء إملائية فادحة على الأقل: اقرأوا كثيرًا، افهموا ما أراده الكاتب، ادرسوا تراكيب الجمل وتعرفوا على الأقلام المختلفة بأوجاعها وأحلامها، ألمها، تجاربها... تعرفوا على أسباب وصول المبدعين إلى ما هم عليه. دعوا لمشاعركم أن تحيا حيوات وتجوب عوالم الآخرين. تفحصوا كل ما حولكم وحولوه داخلكم إلى قصة قصيرة. ابنوا من كل نظرة أو خطوة تخطونها عالم مواز، ثم اكتبوا تجربتكم الخاصة دون ادعاء أو مراوغة؛ فالنص الأدبي ليس فخًا تصيدون به المعجبين!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ناني عبد الحكم – صحفية – مصر

مقالات من نفس القسم