نفخت في الرماد، حتى قامت عاصفة كبيرة.
بقيت لحظة مشدوهة مزحتي الثقيلة أخافت الكل، وأنا خفت…
في غمرة الفوضى
كل من حمل سلاحاً، مات بطلقة طائشة.
كل السياسين، الأغنياء والمهمين، غادروا بسرعة على أجنحة طائرة أكلها السمك.
الودعاء الطيبون ممثلو الحرية والناطقون باسم الانسان، القائمون على خياطة اللغة وصناعة الرأي، تجمعوا في بناية قديمة بحلق الواد وتابعوا بمثابرة عملهم النبيل في بث وهمي متواصل، يستمعون فيه لبعضهم البعض إلى ما لانهاية ..
أغلبهم انتحروا بعد ساعات ..
بينما انشغل الجميع، قصصت حدود الخريطة ، بالمشرط،
حاولت أن لا ترتعش يدي من شدة الإثارة، أن لا أحيد عن الحدود وأجرح الجزائر
بلطف شديد، سحبت مؤخرتها من القارة، نفضت عنها الغبار، داعبت واحاتها
وأنا أفكر: أرميها في البحر، وتصير كلها جزيرة،
أم ألصقها بقارة أخرى فيها شمس وفاكهة و شوكولا؟
كانت ثقيلة، ملمسها مثير في يدي، كتلة موسيقى دافئة
أحسست بالسعادة والنشوة، قربتها من أنفي لأشمها، ارتبكت، أفلتها للحظة
سقطت مصادفة البناية في حلق الواد، بعض القصور، السفارات، البنايات الفخمة للشركات العالمية….
…..سقط الكثير …
راقبت ذلك بأسف وذنب خفيف
صارت أخف بيدي، خفيفة جداً، قربتها من أنفي مجدداً، مرت نسمة خفيفة، حملتها بعيدا ..
بأسى ممزوج بالدهشة، رأيتها تركب الريح ..
تركتني خلفها، وحيدة، مفغورة القلب .