قال وهو يتأمل ظلاً خفيفاً للقمر: ستفعلينها، سوف تتزوجين وربما خجلت من نفسك حين تتذكرينني وأنت في حضن زوجك، تلك سنة الحياة.
-افعل شيئاً يجعل الظروف تتغير، يجعلنا زوجين، اشتغل أي شغل
أما لمشاكل علاقتنا تلك من نهاية ؟
– تنهي علاقتك بزوجة لاتحبها حتى ترتبط بي ثم تخطبني ونخوض معارك ليرضأ اهلي فإذا بك تخونني مع أخريات أقل شأنا وجمالاً مني
-الم ننته بعد من شكوكك تلك؟
-شكوكي؟ وماذاعن فتاة الصيدلية؟ وماذا عن تلك الطبيبة العانس؟ وزميلتك القديمة الأرملة؟
-ماعلينا هاهي قد خربت من أصلها، فلاداعي لحساب الملكين هذا، اليوم تركت عملي الذي كان سيمول زواجنا الميمون.
-وتسخر من زواجنا؟
-أنا لا استطيع أن أعاند قدراً، نحن لسنا لبعضنا البعض.
– الخطوبة والمشاعر، الطلاق من أم أولادي وغضب أهلي علي، فقداني لعملي وتحديك لعائلتك ، كل ذلك لايكفي هناك في اللوح المحفوظ في لوح القدر نحن لسنا زوجين .
كان شخصاً غريب الاطوار بالنسبة لي أحيانا كنت اشعر أنه ملاك نوراني الطلعة، وأحيانا أراه شيطاناً أعظم، خاصة حين كان يخونني مع أخريات ولا يجتهد حتى في أن يخبئ آثار ذلك عني.
تمر امرأة تشحذ فأدير رأسي عنها بينما يبحث هو عن فكة ليعطيها.
يعلم انني لا اؤمن بمد اليد وإعطاء المتسولين ويؤكد لي دائما: لو كانت هذه مهنتهم فعلينا ان نيسرها لهم.
اذن فهو الفراق ؟
يزحف الظلام على المدينة فيما يسحب يده من يدي ويحاول ايقاف تاكسي ليركبني اياه، تتلألأ دموع في عينيّ يحاول ان يتجاهلها، قلبي يدق بسرعة.
بعد ركوب التاكسي أوقفه وأجري مسرعة خلفه ارتمي في حضنه ويلفنا الظلام يضحك لصبيانيتي مداعبا خدودي يصحبني لنتناول شايا على الكورنيش ونظل نتحدث طويلا، تأتي امرأة تبيع اللب وتدعو لنا بالزواج يلمح هو نظرة الحزن في عينيّ.
ـ خلاص من بكرة هاشتغل أي حاجة، لن أفكر لن أرسم، جربي وسترين سأقف في متجر أو حتى أبيع البطاطا، العالم واسع كبير، احلمي احلمي ولايهمك.
أضع يدي على فمه: وهل تعاند القدر من أجلي؟
ـ نعانده سويا ماذا سنخسر؟ لو هزمنا سنستسلم لكن لن يكره أحدنا الاخر، أم تنوين أن تكرهيني؟
في الليل أبكي وحدي على فراشي، وأنتظر خيانة أخرى من خياناته لكي أستطيع أن أتركه بوجع أقل.
………………………….
* من المجموعة القصصية “رقصة مؤجلة” الصادرة أخيراً عن قصور الثقافة.