هوامش شخصية عن منصورة عز الدين

مقاطع قصيرة من يوميّاتي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

ربما لا تكون هذه الكتابة عن منصورة عز الدين فعلًا، إنها أقرب لأن تكون عن منصورة كما أشعرُ بالامتنان لها، كما أتمثلُها أنا، وأرجوها أن تسامحني على هذه النرجسيّة الزائدة.

 في أواخر عام 2013 كنتُ أعرف عن منصورة عز الدين لأول مرة، يُدهشني الاسم “منصورة” فأتأمله كثيرًا، أحاول إرسال طلب صداقة فيخبرني الفيس بوك أنْ سأبقى مُتابعة فقط، فمنصورة لديها أكثر من خمسة آلاف صديق، أكتفي بموقع المُتابعِة وأقرأ المنشورات أولًا بأول.

في مُنتصف عام 2014، كانت منصورة تُرسل لي طلب صداقة، في واحدة من أجمل لحظات الفوز، راسلتُها شاكرة لا على الإضافة فقط، لكن أيضًا لأنها واحدة من عدة مُحكمِّين منحوني جائزة عن نص قصير، جائزة حضور معرض فرانكفورت.

كنتُ أهاب حضورها، ومازالت. أسعد حين ألمح إعجابًا منها، أو حين تُعلِّق على منشور خاص بي، بينما أسير أنا خلف منشوراتها كُلها، أحملُ إعجابًا بروحها، الواثقة كما ينبغي، الجميلة بهدوء، المُنضبطة بالنسبة لي، لا تتحملُ قط بعصبية طائشة – مثلي أنا- لا تتعالى أبدًا رُغم أن أسباب التعالي لديها، كاتبة مُختلفة، قُرئت وتُرجمت وكُرمت وسافرت وحصلت على جوائز.

في مُنتصف سبتمبر الماضي، كانت جريدة القاهرة قد حصلت على نصوصنا الفائزة عن طريق معهد جوتة، وقررت نشر نصي ونص أسماء الشيخ وتم ذلك فعلًا ولم نكن نعرف، في “أخبار الأدب” كان هُناك نص آخر لي من المُقرر نشره ضمن ملف عن كتابة المرأة الجديدة في مصر، وكان هذا يعني أن يُنشر نصان لي في أسبوع واحد، وعرفت بالمنطق أن القائمين على أخبار الأدب ربما يرتأون أن هُناك مَنْ هي أحق مني بالنشر والتقديم، لأن النشر الذي حدث في “القاهرة” قدمني فعلًا، كنتُ منزعجة أُحس بالخيبة، لن أكون ضمن مَنْ تقدمهم منصورة عز الدين في أخبار الأدب، منصورة نشرت النص فعلًا، دعمتني ودعمت نصي، دون أن تكون قد جمعتنا جلسة واحدة أو حتى مكالمة تليفون – أنا لا أعرف مثلًا كيف هو صوتها- وأعتقد أن هذا في مكان مثل مصر، حيثُ تحدث الأشياء لأجل المصالح أو العلاقات، أمر يستحق الامتنان بسببه.

أتابع كل ما تقوله منصورة عز الدين عن الكتابة في حواراتها، وأشعر أنها ترد على أسئلة مُعلّقة في رأسي لا أجد لطرحها صيغة ملائمة، هي في مكان آخر، يتنبأ، ويُخبرني أن عليّ استكمال الكتابة، برغم كُل شيء، يُخبرني ذلك دون حتى أن تدري، لهذا سعدت جدًا حين وجدت كتابي معروض إلى جوار “جبل الزُمرد” في مكتبة تنمية، ابتسمت وأنا أخبر نفسي أن منصورة ليست أديبة جميلة فقط، إنها أديبة مُلهمِة أيضًا، وهذا أجلّ بكثير.

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم