شـبشـب حمـام

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

هيثم عبد الشافى

كنت أنتظر طوال عام كامل تدوين مشاداتى معها.. لا أحد غيرها يذكر تواريخها، للحظة انتهت واحدة بين محطات المترو، وأخرى على رصيف كورنيش النيل، وبالأمس عرف مقهانا الوحيد، فكرهتنا الكراسي هناك..!

كل هذه المرات.. كنت أقسو دفعة واحدة، وأعود آخر النهار فى رقة “حراجي القط” هذا العاشق المؤدب، وبعد عتاب خفيف ترسله رعشة العصبية فى عينيها، أعترف بأنى لا أكرهها.. فقط أكره المارة ونظراتهم الخبيثة لبطنها الطري، وأنى كلمت زوايا غرفتى عنها وانتظرت ليلتين لحظة مرورها لأحكي حلما لا يناسب المرحلة إطلاقا أهديتها فيه حذاءً جديدا وآخر لطفلها يشبهه تماما.

على حائطى بعض الخربشات:

39 يصلح لحذاء شتوى يصل لركبتيها .. 40 لـ شبشب الحمام فى أيام الحمل الأخيرة .. 38 أحبه ويناسب صندلها الشفاف.

كل هذه المقاسات أحفظها وأعرف جلدا يريح أصابعها المنحوتة، وخلخالا له جلجلة الرق البلدي ينطق بالدم والتك كبدايات رائعة لإيقاع صاعد هابط.

فى الليلة ذاتها كنت موهوما بصغر نهدها الأيمن، لما انهار  لثوان اعادته أكثر نضوجا، ربما ليلتها كان لامرأة تجاوزت الأربعين أو لفتاة تكره مرآتها وبلالين العيد وأشكالا هندسية على هيئة سوتيان يحمل الرقم 8.

كانت آلام الرئة تنتظرنى فى هذه الساعة، فانشغلت طويلا باعترافى الأخير أمامها، وكيف استقبلت هوسي بكل قطعة ناعمة لديها تزينها الحمالات والأشرطة الرقيقة، “بنت كلب” تعودت أن تدسها بعيدا فى درج صغير أسفل دولابها فتحرمنى رائحة مسحوق الغسيل بداخلها وأخرى لكتفيها لها تأثير صوت محمد عبدالوهاب قبل أن تهاجمنى محطات الراديو بوصلة إيمانية تسبق صلاة الفجر.

قرأ الأمام فاتحة الكتاب مرتين واختار اثنتين من قصار السور وسلم ونسى الدعاء، أدعو أنا لها.. فعلها جدى خمسة عشر عاما متصلة دون ملل، فعلمنى كيف يأتى الرجل بزوجه أمام الله.

 

أشد الغطاء عن وجهها الآن.. أتأمل صدرها وأراقب بهدوء عملية التنفس إلى أن أتورط مثله تماما فأطلب الستر والصحة وراحة بالها.

ـــــــــــــــــــ

 

قاص مصرى

مقالات من نفس القسم