“الظلام” كتاب من تأليف “لمونى سنيكيت” و رسوم “جون كلاسن ” فيه يتجسد الظلامو لكن دون أن يتخد شخصية، فيجعل البطل “لازلي” يخاطب الظلام فيلقى عليه التحية، يجعل الظلام يقوده خطوات نحو النور .فرُسمت صفحات الكتاب ممتدة ومعتمدة على خطوط سوداء صنعتها أقلام الحبر ليضاف لها بعض الألوان المائية الرائقة لتتبين مع الأجزاء المعتمة بفعل الظلام فقد يطل علينا “لازلى” في سريره بعد زيارة الظلام له في مساحة سوداء كبحر شديد العتمة . ونرى صفحات من خلال ضوء كشاف بيد “لازلى” يحوطها الظلام.
فيه يواجه “لازلى” خوفه من الظلام الذي يعرف أنه يسكن معه نفس البيت، فيصفه بالبيت الكبير ذي السقف المتعرج و النوافذ الملساء والباردة والسلالم العديد فيختفى الظلام هنا وهناك لكنه يقضى أغلب وقته بالبدروم. لذا فقد فكر “لازلى” بالذهاب لزيارة الظلام في غرفته قبل أن يأتيه بالزيارة !
“لازلى” طفل منمق يرتدى بيجامة زرقاء لا يظهر على ملامحه الفزع من الظلام، بل يمسك بكشاف النور بيده محاولا مواجهة الظلام ليجد الظلام يقوده عبر السلالم الكثيرة و لأسفل وأسفل ليصل إلى البدروم وليقترب أكثر وأكثر من خزانة ويفتح أحد أدراجها ليجد لمبة ! فذلك الصوت يحدثه طوال الطريق “ربما تخاف الظلام لكنه لا يخافك لذا هو دائما بالقرب منك” . ليقدم لنا الكاتب في هذه الصفحة تلك الأفكار الفلسفية معيداً إيانا إلى وصف البيت بنفس الجمل والأفعال متحدثا بصوت الظلام ” فبدون تعرجات السقف سوف تسقط الأمطار على سريرك و بدون النوافذ الملساء الباردة لن تستطيع أن ترى خارجها و بدون السلالم الكثيرة لن تصل للبدروم حيث الظلام . لنصل في النهاية إلى أنه من غيرا لظلام سوف يكون كل شيء مضيئاً و لن تعرف إن كنت بحاجة إلى “اللمبة ” . ليختتم الكتاب صفحاته بأن الظلام ظل يسكن مع “لازلى” ولكن لم يعد يزعجه ثانياً. “فلازلى” اقترب من خوفه فرأى ما خلف الظلام !
ريفيو
The Dark
Harper Collins publishing Ltd 2013
The Dark (Bccb Blue Ribbon Picture Book Awards)