أعتقد أن ثمة سببان معينان، الأول كسلي الذي لا علاج له، والثاني أنني شكاك جداً وأراقب بحذر كل ما أكتب، وبالتالي، من الأسهل أن أراجع قصة، لصغر حجمها، عن مراجعة رواية.
بمعنى آخر، الواحد منا يكتب الرواية بالتتابع، بعدها ينتظم هذا التتابع في عقل القاريء أو في عقل المؤلف، في المقابل، يستطيع الواحد منا أن يراجع قصة تقريباً بنفس الدقة التي بها يراجع سونيته: يستطيع الواحد أن يراها ككل واحد. على العكس من ذلك، لا يمكن رؤية الرواية ككل واحد عندما ننسى تفاصيل كثيرة، عندما تُنظم هذه التفاصيل نفسها في عمل خاص بالذاكرة أو النسيان أيضاً.
بالإضافة، أعتقد أن ثمة كُتّاباً-تحديداً أفكر في اسمين لا يمكن تجنبهما بالطبع، أفكر في رويارد كيلبينج وهنري جيمس- استطاعوا أن يحمّلوا القصة كل ما يمكن أن تحتمله الرواية.
بمعنى، أعتقد أن القصص الأخيرة التي كتبها كيلبينج ممتلئة جداً مثل روايات كثيرة، ورغم أنني قرأت وأعدت قراءة وسأواصل قراءة “كيم”، إلا أنني أعتقد أن بعض قصص كيلبينج الأخيرة، مثل Dayspring Mishandled“” أو ربما ““Unprofessional أو ““The gardener محمّلة بإنسانية، بتعقيدات بشرية، مثل كتاب “كيم” ومثل روايات كثيرة.
بهذه الطريقة، لا أعتقد أنني سأكتب رواية، مع أنني أعرف أننا في زمن يتطلب روايات من الكُتّاب.
يسألونني باستمرار متى سأكتب رواية، وعزائي أنني أفكر في أنهم ذات مرة كانوا يسألون الكُتّاب:”وحضرتك، متى ستكتب ملحمة؟” أو :”متى ستكتب دراما من خمسة فصول؟”، والآن تخلوا عن هذه الأسئلة.
أعتقد، بالإضافة لذلك، أن القصة نوع أقدم من الرواية وربما تعمّر، ربما تعيش أكثر من الرواية.
لكنني هنا أنتبه أنني أكرر ما قاله مؤلف آخر مفضل بالنسبة لي، ويلز، وبمناسبة ويلز أقول عنه ما يمكن أن يقال عن هنري جيمس، أعتقد أن قصصه أكثر علواً من رواياته وليست أقل ثراءً.