معظم الجمرات وُلِدت بعد مُلك الفرعون، فقط في الأشعار
والأحلام تخيلت الأيام قبله وبعده.
الآن تحاول أن تتصور لافتات المظاهرات
وفضاء الإنترنت.
في النهاية؛ حينما يزف التلفاز خبر تنحيه
يهمس الناس لأنفسهم، مات الفرعون، مات
الفرعون الأخير، يهمسون مرة أخرى
كأنهم لا يصدقون أنفسهم.
مات الفرعون الأخير، همست لنفسي وخرجت
إلى ميدان مدينتي الخالي، المقطوع بحُفر
حفريات القطار الصغير، أتقصى
أين ستشتعل فيه الجمرات الخافتة التي وُلِدت
بعد مُلكِ الفراعنة، الجمرات التي لم تتخيل حتى الآن
الأيام بعد الفراعنة، ربما في
الأحلام والأشعار فحسب.
ــــــــــــــــ
الكاتب والشاعر ألموج بيهر أديب وشاعر إسرائيلي، من أصل عراقي، ولد في مدينة نتانيا عام 1978، وتخرج من قسم الفلسفة بالجامعة العبرية في القدس، في عام 2005 فاز بالمركز الأول في مسابقة القصة القصيرة التي نظمتها جريدة “هآرتس” عن قصته :” أنا من اليهود” والتي نشرها بعد ذلك مع مجموعة قصصية أخرى، وتمت ترجمة هذه القصة في مجلة الهلال المصرية، على يد الباحث د. محمد عبود (جامعة عين شمس)، وهذه القصة تتناول معاناة شاب إسرائيلي يهودي شرقي، من أصل عراقي، حيث يعاني أزمة هوية، تتمثل في حنينه لأرض أجداده العراقيين، وفقدانه للنطق العبري الإسرائيلي، وانقلاب لسانه للنطق العربي، وتتناول القصة من هذا المنطلق الأزمة التي يعانيها اليهود الشرقيون في إسرائيل، وله قصة أخرى بعنوان “بين ريتا وعيوني بندقية”، وتحمل معارضة للقصيدة المشهورة “شتاء ريتا الطويل” التي كتبها الشاعر الراحل “محمود درويش“.
وللكاتب قصة قصيرة أخري عن غزو العراق بعنوان: “كيف أمسيتِ بغداد؟” مشحونة بعواطف جياشة تجاه العراق الذي وقع أسيرا في قبضة الاستعمار الأمريكي. وعدة قصائد، من أبرزها: “تلك القرى الخاوية” عن القرى والنجوع العربية التي طرد أهلها واحتلها الصهاينة بعد 48، ولكنها مازالت تنبض بدقات قلب عربي جريح، وقصيدة “لأخي محمود درويش”، “لغتي العربية خرساء”. وله أيضا عدة مساهمات نقدية عرفت طريقها للنشر في صحيفة هآرتس عقب فوزه بالجائزة، ونال جائزة رئيس الحكومة في الأدب العبري عام 2009.