ستكون خفيفا تعبر الشارع. تمتص كمًّا أقلّ من الأكسجين. ستكون مقتصدًا في حجمك حين تفسح لسيارة الإسعاف المتسارعة بطيفك القليل.
أنت دون عناء تتأمل تكدّس الأرواح بشارع صغير. تسجّل ملاحظاتك النظرية ثم تمسك بفاتورة مهملة في حقيبتك وتنقل لها خطواتك الفرادى, هذا إن كنتَ كاتبًا. أو أنك ستصاب ببعض الهلاوس المنامية في أول إغفاءة من هذه الليلة. أبدًا, لا تكترث. ولا تتلصص على هاتفك الأخرس عدة مرات. لن يتصّل أحباؤك حينما تكون وحيدًا. ولن يتذكرك بعض الأصدقاء الذين يستغلون براحًا أوسع في شارع آخر ويصنعون الحلقات.
الوحدة شهية. وأنت طفيف. احمل حقيبتك أو لا تحملها فأنت حرّ. وأغلق هاتفك وطوّح ذراعيك ملء باعك. وقطّع كل فواتيرك المنتهية إن لم تكن كاتبا تعرف قيمة الورق المهمل. أرأيت؟ أنت مهمل أيضًا.. لكنك ذو قيمة كالورق. انظر لخاطبيْن يترنّحان أمامك أو لصديقيْن يغنّيان بصوت عالٍ One More Time تأمّل بجسدهم تلك الوحدة التي يخفيها كلّ عن الآخر. أنت تمارس أصلك دون مجاملةٍ لنفسك؛ لأنك تحقق التنافر دون اختبارٍ من قطبي مغناطيس. تفشل دون برهان.
لكنه رفقًا اقرأ بقلبك وأنت تعيد ما سجّلتَ بهدوء, أنّك الوحيد الذي لن يصاب بالكُرة التي تتبادلها أرجل الصبية في منطقة فجة ما. فلأنك طرت لم تكن مضطرًا لهبوطٍ يستدعيه الغير لك.