قلق

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

للشاعر الفرنسي ستيفان مالارميه

ترجمة نزار سرطاوي

أنا ما أتيت الليلة لأنتصر على جسدكِ، أيتها المتوحشة

التي تجتمع في أعماقها خطايا البشر، ولا لأحفر

في شعرك النَتِن زوبعةً حزينة

تحت الضجر الميئوس من شفائه الذي تَصُبّهُ قُبلاتي:

 

للشاعر الفرنسي ستيفان مالارميه

ترجمة نزار سرطاوي

أنا ما أتيت الليلة لأنتصر على جسدكِ، أيتها المتوحشة

التي تجتمع في أعماقها خطايا البشر، ولا لأحفر

في شعرك النَتِن زوبعةً حزينة

تحت الضجر الميئوس من شفائه الذي تَصُبّهُ قُبلاتي:

أنا ألتمس من سريرك نوماً ثقيلاً خالياً من الأحلام

التي تحوم خلف ستائر الندم الغريبة،

نوماً يمكنك أن تذوقي طعمه بعد أكاذيبك السوداء، 

أنت يا من تعرفين عن الفراغ أكثر من الموتى.

 

فالرذيلة التي تقضم ما أتحلّى به من نبل أصيل  

وضعت عليّ مثلك إشارة عُقْمِها،

ولكنْ بينما صدرُك المتحّجر الذي يسكنه 

 

قلبٌ لم يجرحه نابُ أيةِ جريمة

ألوذ أنا بالفرار شاحباً أشعثَ، مسكوناً بكفني

خائفاً من أن تغتالني يد المنونُ حين أنام وحيداً.

 

Angoisse

 

Je ne viens pas ce soir vaincre ton corps, ô bête

En qui vont les péchés d’un peuple, ni creuser

Dans tes cheveux impurs une triste tempête

Sous l’incurable ennui que verse mon baiser :

 

Je demande à ton lit le lourd sommeil sans songes

Planant sous les rideaux inconnus du remords,

Et que tu peux goûter après tes noirs mensonges,

Toi qui sur le néant en sais plus que les morts.

 

Car le Vice, rongeant ma native noblesse

M’a comme toi marqué de sa stérilité,

Mais tandis que ton sein de pierre est habité

 

Par un coeur que la dent d’aucun crime ne blesse,

Je fuis, pâle, défait, hanté par mon linceul,

Ayant peur de mourir lorsque je couche seul.

——————————-

يُعدُّ اسطفان مالارميه واحداً من كبار شعراء الرمزية. وقد مهدت أعماله لظهور بعض المدارس الفنية التي حملت لواء الثورة في أوائل القرن العشرين، كالدادائية والسريالية والمستقبلية. وكان لمالارميه تأثير عميق في تلك المدارس. وقد نظر الكثيرون إلى أعماله باعتبارها المثل الأعلى لما أسموه “الشعر الصافي.”

ولد مالارميه في العاصمة الفرنسية باريس  في 18 آذار / ماس عام  1842. عمل مُدرساً للغة الإنجليزية، وعاش معظم أيام حياته فقيراً إلى حدٍ ما. لكنه اشتهر من خلال صالوناته الأدبية التي كان يؤمّها كبار الأدباء والمفكرين، وتدور فيها حوارات حول الشعر والفلسفة. ومن مرتاديها المشهورين وليام بتلر ييتس، رينيه رِلْكه، بول فاليري، اسطفان جورج، وبول فرلين، وغيرهم كثير.

تأثر مالارميه في بواكير أعماله بأسلوب  الشاعر الفرنسي بودلير.  لكنه أتخذ منحىً خاصاً به فيما بعد، مازجاً بين الشعر والفنون الأخرى التي تبلورت في القرن العشرين. ويبرز في أعماله المتأخرة الخوض في العلاقة بين الشكل والمضمون – بين النصّ وترتيب المفردات والفراغات على الصفحة المكتوبة.

يرى البعض أن ترجمة مالارميه تتسم بصعوبة بالغة، ويرجعون ذلك إلى أمرين: الأول هو الطبيعة المعقدة لنصوصه وتعدد المستويات فيها. والثاني هو الدور المهم الذي تلعبه الأصوات في بناء القصيدة. فلترجمة مثل هذه القصائد يتعين علينا أن نضحّي إمّا بالأثر الصوتي أو بالمعنى.

توفي مالارميه غي 9 أيلو / سبتمبر عام 1898.

 

مقالات من نفس القسم