شهوة الملايكة

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

سعاد سليمان

عبرتني الملائكة ولم أرَ لشهوتهم أثرًا، جسدي يرقد عاريًا وهم يحيطون به، انفصلت عنه روحي ، صعدت إلى بارئها، كم عذبتني شهواتكم أيها الملائكة! أو ما يدعي البشر كذبًا أنها شهواتكم، ولكني دافعت عنكم، أمام  أمي التي تعنفني إذا ما ظهر من جسدي ولو "كعب رجلي" ... أغطيه خوفًا عليكم من إثارة أبثها فيكم، وبخاصة في نهار رمضان، رغم  العطش وحرارة الجو التي  تخنق روحي، وتجبرني أن أتكفن بملابس تضمن أنها لن تُبرز أيًّا من تفاصيل جسمي أثناء الصلاة. تصرخ في غضب: "استري نفسك، حرام عليكي، بلاش تثيري شهوة الملايكة إللي على اكتافك بيكتبوا حسناتك وسيئاتك."

أرد في هدوء وصبر:  يا أمي الملايكة كائنات بلا شهوة، خلقهم الله من نور، ولا يعرف الشهوة إلا الإنسان المبتلى بالغريزة.

وعلى ذكر الإنسان، أجبرتني شهوة الرجال منهم أن أشقى بجسدي الذي يتلصصون عليه، ينهشون حتى ما لا يبدو منه، فلم يعد للملابس الكفنية التي تقبرني بها أمي أي قدرة علي إبراز أي شيء إلا كتلة سوداء متحركة، ولكنهم لا يغضون الطرف، بل يطرفون بأعضائهم الداخلية التي تغلي بالرغبة مهما ملكت أيمانهم وشمائلهم … لا يرتوون!

يا ابنتي : المرأة منا خُلقت لتَقرَّ في  بيتها، ومنه إلى القبر.

وعندما وقرَتُ في بيتي هربًا من نزوات الرجال، طاردتني شهوات الملائكة حتى القبر.

ــــــــــــــــــــــــــ

من مجموعة قصصية تصدر قريباً بنفس الاسم

 

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم