قصة غير متخيلة

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمود فهمي

كنا ثلاثة نجلس خارج المقهى، قال أحدنا: ستأتى مرتدية الأسود. قال الآخر: لا بل ستأتى مرتدية الأزرق. قلت أنا بينما أضع فوق المنضدة كوب الشاى بالنعناع بعد أن ارتشفت منه رشفة أنعشت روحى، وتابعت عصفوراً عائداً إلى الشجرة الكبيرة التى أمام المقهى: لا ستأتى مرتدية الرمادى.

نظر إلىَ صديقاى يبنما يرتشفان قهوتيهما المرة.

بعد قليل قال أحدهما: ستأتى من هذا الاتجاه، وأشار جهة اليمين، فصدق الآخر على كلامه. قلت أنا بينما يرفع النادل الأكواب الفارغة: لاستأتى من هذا الاتجاه. لم يكن منطقياً أن تأتى من حيث أشرت فالمحطة القريبة تقع فى الاتجاه الذى أشار اليه صديقى.

لكن ما لم أقله لهما أننى رأيتها وهى تصعد درجات النفق ثم تخرج إلى الشارع، وبدلاً من أن تنحرف يميناً فى الشارع الثانى انحرفت الى الشارع الأول لتضل الطريق، وتظهر من حيث أشرت بثيابها رمادية اللون.

نظر إلىَ صديقاى بدهشة، بينما هى تسرع الخطى وتلوح إلينا بيدها اليمنى التى تنهمر من أناملها الموسيقى.

بعد سنوات على نفس المقاعد لم نكن ننتظر أحداً، بينما نضع بأكف واهنة فناجين القهوة.

سيقول لى صديقى إن الشارع لم يكن خالياً إلامنها كما أقول،  وأنه لم تكن هناك فراشات جاءت فى صحبتها، سيقول إنه  لم يكن غير زحام وضجيج .

 

 

 

مقالات من نفس القسم

تشكيل
تراب الحكايات
موقع الكتابة

ثقوب