قاطعته:
– الكفاءة يا سيدي..
أجابني مبتسما و هو يظن أنه بملاحظته هذه قد يضفي على هذا الجو الضبابي بعضا من خفة الروح:
– أرفض فكرة الإستقامة الوهمية.. لم تعد تنفع عملة لهذا الزمن عزيزي..
في هذا الفراغ لم يعد يجمع بيننا سوى ذلك التنافر.. اكتشفت أنني سوى تائه وسط بحر أمواجه تتعاقب في رتابة.. أين أطرق بابا مغلقا.. يفتح في وجهي ضبع تفوح منه رائحة الرشوة.. غير معقول!.. أوقفني اصطدام لإحدى السيارات مع حاوية للنفايات.. تذكرت قول الرسول: “كلم راع و كلكم مسؤول عن رعيته”.. فكرت أن أهرب من هذه الحقيقة البشعة.. انكسرت صور كثيرة في هذه المدينة.. نحن نحيا وسط حداثة وهمية.. قلت في نفسي، هذه مجرد مسخرة.. أخيرا أفقت من موجة الأوهام تلك.. تخيلت نفسي مجرد متسول يمشي وسط بلد يفتقد معنى حق الوجود.
ــــــــــــــــــــ
قاص من الجزائر
خاص الكتابة