كتب: تامر درديري
أقامت مكتبة الشروق في القاهرة حفل توقيع لكتاب «أثقل من رضوى.. مقاطع من سيرة ذاتية» للكاتبة المصرية رضوى عاشور، وفيه تمزج بين سيرتها الذاتية ومشاهد من الثورة وتجربتها في مواجهة المرض طوال السنوات الثلاث الأخيرة، وتحكي عن نفسها، وتتأمل فعل الكتابة.
وفي بداية الحفل، قالت عاشور: «أنتمي إلى جيل تفتحت مداركه على هزيمة 67 التي استشهد فيها آلاف الشباب، وفقدت الكثير من أصدقائي في الحروب المختلفة التي خاضتها مصر، كما أنني تزوجت من مناضل فلسطيني الموت في وطنه الذي هو وطني أيضا وليمة دائمة، ربما لهذه الأسباب كان الموت حاضرا بشكل كبير في أعمالي ولكني مازلت أحب الحياة».
وعن كتابها «أثقل من رضوى»، قالت: «الكتاب يجمع بين مشاهد من الثورة وتجربتي في مواجهة المرض طوال السنوات الثلاث الأخيرة، التي قضيتها خارج الوطن وهي السنوات التي اندلعت فيها ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا، كما أنني اختارت هذا العنوان لأن عبء الحكاية دائما ما يكون أثقل من أي شخص وخاصة إذا كانت الحكاية، حكاية وطن بأكمله».
وحول عالمها الأدبي قالت: «تأثرت بالقصص القصيرة لتشيكوف وتوقفت عن الكتابة لمدة 19 عاما، وقولت لنفسي ما الذي أكتبه أنا بعد هذا الإبداع العظيم، وتوقفت أيضا لمدة 9 سنوات بعدما قرأت مئة عام من العزلة لنفس السبب».
الشاعر أمين حداد، قال: «هناك علاقة بين رحلة العلاج الطويلة التي خاضتها رضوي عاشور وبين الثورة المصرية، ففي الوقت الذي كانت تجري فيه رضوى عملية جراحية كبرى، كانت هناك عمليات كبري تجري في الوطن أيضا لتغييره».
أما الدكتورة ندي حجازي، قالت: «رضوى عاشور حكت الحكاية كما يجب أن تكون، حيث اعتمدت على شهود العيان، واخترت طريق الحقيقة، رغم صعوبتها، وأنا أرى أن هذا الكتاب يمكن إدراجه تحت بند أدب المقاومة لأنه نص مقاوم بالدرجة الأولِى للمرض والضعف والهزيمة، وهو أيضا نص تاريخي لأن عاشور قارئة جيدة للتاريخ قبل أن تكون كاتبة له».
وأضافت: «اختارت رضوى عاشور أن تسجل لتاريخ الأفراد العاديين وأحلامهم اليومية وبطولاتهم، كما حكت عن المصابين والشهداء وتواصلت معهم وكأنها تسمع نحيبهم، وبرغم حضور الوجع والألم في أغلب أجزاء الكتاب، إلا أن الأسلوب يتميز بجمال روح رافضة أن تقهر وتقاوم المرض بالحس الساخر، وجاء ختام الكتاب ليشكل بداية جديدة يكتبها الشهداء تعلن فيها الكاتبة انتماءها القومي والإنساني للثوار والحالمين».