عندما تدير ظهرك تشعر بالشواهد تتهامس خلسة- لا أذكر إن كنت قد قرأت هذه العبارة في مكان ما قبلاً – تتهامس من خلفك وعندما تلتفت تجدها ساكنة كما هي، تغطيها الشمس في سلام. الأرض الخصبة الحية، التي تحمل الأحياء الذين يكدون من أجل قوتهم، يجاورهم الموتي، فلا يتطيرون ولا يفزعون من المقبرة التي سوف ينضمون إليها عاجلا أم آجلا.. تحنو عليهم الأرض الطينية الدافئة.. بالمقارنة بالمدافن الأسمنتية القاسية المتسعة، التي سوف يدفن معك فيها من نافقتهم في حياتك، وربما لم تجرؤ أن تكتب في وصيتك ألا يدفنوا معك أو تدفن معهم.. توجد غالبا في أرض بور تعج بالذباب الأزرق، وابن آوي، الذي يتشمم البوابات الحديدية في نهم، لكنه لا يستطيع إلي غايته سبيلا، هنالك نوع آخر من ابن آوي، ولكنه يعرف طريقه جيدا.. وهو الحانوتي اللص، حسناً.. ابن آوي سوف يجد قوته من الحيوانات الصغيرة في الأرض المزروعة.. ولن يضطر أن يلجأ إلي الجثث..
ما الذي يحمي المقبرة المسالمة من السرقة؟
اختفاؤها بين الأشجار والقمح ومساكن المزارعين.. الذين ربما ظلوا علي فطرتهم، فلم يعرفوا أن الجثث تسرق وتباع، بدلا من أن تتحلل وترقد في سلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سمر الجيار
قاصة – مصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة للفنان: عمر جهان
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاص الكتابة