وعلى العكس من طفولته الحافلة بالأحداث والوقائع التى عاشها فى معشوقته الإسكندرية حتى قدومه منها عام 1974، يعيش فى القاهرة غريبا لا يستطيع التكيف، وهو ما تكشف عنه إبداعاته الروائية..
بدأ إبراهيم عبدالمجيد حديثه معنا عن مشاركته أخيرا فى مهرجان «العجيلى» الرابع للإبداع الروائى، يقول:
أى مناسبة ثقافية مفيده من ناحية الالتقاء بأصدقائنا من الكتاب العرب، حيث نتدارس فيها المشكلات العربية وهموم الإبداع، وبها جانب إنسانى آخر فنلتقى الأصدقاء والقراء من مختلف هذه البلدان، ورغم اعتذارى عن عدم السفر لدول مثل أمريكا أو إسبانيا إلا أن مهرجان العجيلى له طابع خاص من حيث إنه كاتب كبير يستحق التقدير، وبلاد الشمال لها طابع مميز، وقد أتاحت لى هذه الرحلة قراءة رواية «عين المهر» للكاتبه شهلا العجيلى الأستاذة فى جامعة سوريا فهى عمل نادر وحصيف من حيث اللغة وحسن النهايات، الذى يجعلك فى حالة شجن لفترة طويلة.
< اختيرت روايتك «عتبات البهجة» لتترجم فى مشروع تصدير الفكر العربى إلى الخارج ما تقييمك لهذا المشروع؟
ــ مشروع مفيد جدا، لكنه يحتاج إلى ميزانية أكبر لاستيعاب أكبر كم من الروايات العربية فى البلاد التى تعنى بترجمة الأدب العربى، وهذه العملية تتم ليس بناء على رغبة هيئة الكتاب واختياراتها بل لمدى قبول الناشر الغربى ورواج هذه الأعمال فى سوقه، وأهمية الترجمة تأتى لدرء الاعتقاد الجازم لدى الغرب بأننا بلاد خالقة للإرهاب، فالأدب وسيلة مهمة لفهم طبيعة المجتمعات والتعريف بأهلها.
< لكن الغرب لا يترجم إلا الروايات التى قد تكون بها فضائح عربية؟
ــ عادة يقال إن الغرب يريد ترجمة الفضائح العربية فقط، لكن الروايات المكتوبة مباشرة فى شكل فضائحى بغرض الترجمة لا تترجم، فروايتى «عتبات البهجة» خالية من الفضائح، وناشرها قال لى إنه اختارها بسبب خلوها من الفضائح وأنها قصة جيدة تستحق الترجمة ولدى رواية «لا أحد ينام فى الإسكندريه» فهى رواية تاريخية، تناولت الحرب العالمية الثانية وترجمت إلى الإنجليزية والفرنسيه، وعلى الرغم من أن لدينا عشرات من الروايات «المختونة» التى كتبت بعناوين مثيرة لم يترجمها الغرب وهى عملية تعنى بالأدب التجريبى أكثر.
هناك مفارقة ما فى هذه الرواية فهى تدور حول صديقين فى الخمسين من العمر، كلما حاولا إنجاز شىء توقفا عند عتباته ليكتشفا فى آخر الرواية أن أجمل شىء فى الحياة هو اقتناء كلب؟!
هذه المفارقة لطيفة وجميلة، وهى رواية مصنوعة بشكل كوميدى، ونهايتها مفتوحة تقبل التأويل، ورغم وجود أمل ما أمام هذين الصديقين لكنه لا يأتى، وهما يظلان فى حالة رضا عن الحياة، وأيضا بها جانب مأساوى لعدم قدرتهما على التكيف مع الواقع.
< وأجواء روايتك الجديدة «فى كل أسبوع يوم جمعة»؟
ــ يشغلنى فى كتاباتى الشكل، فالكاتب الروائى مجهوده يتمحور فى خلق شكل لعمله، لأن الموضوعات الأدبية لا تتغير فعادة تدور حول الصداقة أو الخيانة وغيرها، وهذه الرواية على خلاف رواياتى «الصياد واليمام» و«ليلة العشق والدم» اللتين يدوران فى ليلة واحده، تدور أحداثها فى ثلاثة أسابيع، وبها مفارقات كوميدية، وأحداث مثيرة لن أفصح عنها حاليا، وهناك شخصية لطيفة لكنها معترضة على أن فى كل أسبوع يوم جمعة، والزمن بالنسبة للرواية إطار، وبها العديد من الشخصيات المعاصرة فى حياتنا.
< وما دلالة استخدامك لتقنية الاستفهام فى بداية روايتك شهد القلعة؟ وصنع مفارقة بين اثنين من زمنين مختلفين؟
< كتاباتى تبدأ بتصورات غامضة، لا تتضح فى ذهنى خيوطها من الوهلة الأولى فلا أكتب بأفكار مسبقة، وليس لدى خطة تكون حاضرة فى ذهنى أو مفصلة فروايتى تكتب نفسها، قد تكون شهد القلعة استكمالا لموضوع تناولته فى «عتبات البهجة»، وهذه حيل فنية يلجأ إليها الأدباء فى العالم كله، فماركيز مثلا كتب بهذا النهج وهذه الدلالة لا أعرف المغزى منها، لكن المفارقة جميلة تصنع حالة نفسية لدى البطل.
ــ لكن حالة التناسل هذه بين أعمالك قد تجعل كتاباتك واحدة؟
< رغم ذلك فكتاباتى مختلفة، فرواية «لا أحد ينام فى الإسكندرية» التى كتبتها فى الأربعينيات و«طيور العنبر» فى الخمسينيات ليست روايات أجيال، ولا شخصياتهما مكررة، وشخصية «حمزة» ثانوية لكن هناك رابط صغير بين تلك الشخصية فى الروايتين، أما شخصية «على» فى رواية «المسافات» فهو نفسه فى «الصياد واليمام» وهى دلالة على أنه مازال غريبا رغم انفصال الروايتين عن بعض، أما «إسماعيل» فى روايتى «البلدة الأخرى» و«شهد القلعة» فهو غريب الوجهة واليد واللسان ومازال غريبا رغم أنه فى بلد عربى ولديه امرأة جميلة فى قلعة خالية.
< وسر الكتابة عن قلعة فى سلطنة عمان وتركك فجأة لمكانك الروائى المحبب؟
ــ هذه القلعة ذهبت إليها فى رحلة عندما زرت سلطنة عمان خلال نشاط فنى، تلك البلدة التى قرأت الكثير عن تاريخها وحضارتها جيدا، وكانت إمبراطورية كبيرة فى يوم من الأيام، والشخصية العمانية عموما قليلة الكلام، تتمتع بالهدوء وبها تواؤم واكتفاء ذاتى، ولا تنظر لغيرها بتعال، والقلاع بعيدة عن المدينة وتتمتع بجو أسطورى وصمت له تأثير إيجابى على الرواية.
< «كتابات إبراهيم عبدالمجيد تمتلئ بالألغاز فهو لا يقدم مشهديته ببساطة» هكذا قال البعض! برأيك هل ذلك يجعل أعمالك فى متناول نخبة من الجمهور؟
ــ بالعكس أعمالى مقروءه بشكل جيد، وذات طبعات متعددة، والألغاز هى عبارة عن مسافات فى الكتابة، تثير أحاسيس القارئ، والأساطير هى من صناعة المؤلف، وقد لا تكون معروفة، وأنا ابن للفلسفة الوجودية التى تتحكم فى رؤيتى للأشياء والتى ترى أن الإنسان أضعف من الكون.
< وتفسيرك لتغلغل الأسطورة فى عالمك؟
ــ عشت فى أماكن تكتنفها الأسئلة، وهو ما يجعلنى دائم التساؤل، وكتاباتى ليس فيها رأى فلسفى معين، لكنها متوافقه مع الفلسفه، وبالرغم من وجود دلالات فلسفية فى بعض الأعمال لكنها تأتى بدون تصريح واضح بل بالمعانى فقط، فبطلى «على» فى رواية «المسافات» قد يكون يشبهنى حيث يعيش فى منطقة خلاء على ترعة المريوطية، لست مدركا بالفعل لهذه الأسئلة أو الأسطورة التى قد تكون قدرية بالنسبة لى أو هى رغبة الإنسان المقحومة أو قد تكون عبثية، عموما أنا قارئ نهم للمسرح اليونانى وابن أصيل للسينما.
< وفكرة الاغتراب التى تعد محورية فى أعمالك؟
ــ فكرة الاغتراب موجودة بالفعل فى أعمالى، بسبب دراستى للفلسفه الوجودية، والماركسية التى اعتنقتها أثناء انشغالى بالهم العام مع جيلى منذ مجيئى للقاهرة، حتى روايتى الجديدة لم أستطع الفكاك فيها من هذا الاغتراب، وعندما نظرت إلى المجتمع المصرى فى كتاباتى وجدت أنه لا يصنع مصيره، حتى ثورة يوليو التى أدافع عن إنجازاتها الاجتماعية كانت من فوق وليست بالناس، والقرار السياسى أو التقتصادى الذى يتخذ ويمس حياة الشعب لا تستطيع الناس الإدلاء برأيها حوله، عموما ليس هناك قيمة اجتماعية حقيقية فى حياتنا الراهنه.
< كتبت روايات تاريخية وأخرى واقعية والبعض فنتازيا ساخرة أى هذه الكتابات تشدك أكثر؟
ــ أفرح لكل رواية أكتبها، و«المسافات» رواية كتبتها بعد ابتعادى عن فصائل الماركسية التى كنت أنتمى إليها، و«لا أحد ينام فى الإسكندرية» بها متعة جبارة لأننى أعدت زمنا كاملا فيها، وروايتى «طيور العنبر» لها محبة كثيرة لدى فمعظم شخصياتها رأيتهم فى الحقيقة مثل «خير الدين خير الدين» ولدى بعض الخطابات المكتوبة بخط يديه إلى الآن، ولم أقصد فيها استدعاء الماضى لكنه أغنانى بشخصية روائية وجدت خلالها متعة كبيرة.
< وما رأيك فيمن يلجأون إلى التراث لكتابة رواية؟
ــ هذا لا يقلل من قيمة الشخص، وأنا شخصيا أحب العودة إلى التراث لومضات فى اللغة تكون متجاوزة للزمان والمكان، ولا تجد بها شخصيات خارجة، ولا تعنينى كتابة رواية تراثية فروايتى «البلدة الأخرى» أحيانا تأتى فيها بعض المشاهد التراثية مثل شخصية الدكتور التى أعدت فيها قصة السيدة أسماء بنت أبى بكر مع ابنها عبيدالله بن الزبير وهى حالة فنية تسمى «البتر السردى عبر التناص» فالأحداث متجاوزة للزمن، وهناك شذرات للمكان.
< حدثنا عن كتابك «غواية الإسكندرية» وماذا يعنى عنوان الفصل «ضيعنى صغيرا، وحملنى دمه كبيرا»؟
ــ أزعم أننى أكتب عن تلك المدينة بشكل جيد، وهذا الفصل يحتوى على بعض المشاهد من حياة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ورغم أننى ناصرى حتى النخاع إلا أن حلم جيلى تبدد فى لحظات معدودة حين انتهت الأمور بكارثة 1967، ودخلنا فى نظام سياسى أدى إلى تحويل البلد إلى سياسة الانفتاح، نحن الذين تربينا على الاشتراكية والعدل والمساواة أصبحنا فى مرحلة الرأسمالية الوحشية غرباء فى بلادنا، وأصبح المثقف فى سكه والمجتمع فى سكه أخرى، ومنجزات عبدالناصر الاجتماعية تحسب له، لكن السياسية خصوصا الديمقراطية هى أساس المساوئ التى نعيش فى ظلها إلى الآن، وبسببها تأجل التطور الاجتماعى، والديمقراطية ملخصها انتخابات رئاسية نزيهة، وأن يختار الشعب حاكمه بحرية، والانتهاء من مأساة انتخابات مجلس الشعب والشورى التى يختار الفرد مرشحه بناء على كيلو لحمة أو مبلغ ضئيل من المال، وناصر حملنا دمه فيما يخص المنجزات الاجتماعية، لكن أهم المشروعات السياسية أغفلت، والآن نحن على أبواب كوارث لا يعلمها إلا الله، لأن الفقراء أكثر من 50 بالمائة من تعداد الشعب ولدينا 40 فى المائة بالفعل تحت خط الفقر، وازداد لدينا الثراء الفردى الفاحش فى ظل غياب الرقابة.
< روايتك «لا أحد ينام فى الاسكندرية» عدت عند كتابتها إلى عالم الصحافة، فى أربعينيات القرن الماضى، ماذا وجدت فى هذه الفترة؟
ــ وجدت عجب العجاب، فعندما تجد أن رئيس الوزراء خاضع لمجلس شورى النواب، وأن وزيرا يستقيل بسبب حادثة حدثت فى وزارته، ومظاهرات تشترك فيها جميع أطياف الشعب والأحزاب، ونقاشات حرة وقبول الرأى الآخر مثل حادثة كتاب إسماعيل أدهم «لماذا أنا ملحد» الذى رد عليه فريد وجدى بكتاب مماثل «لماذا أنا مؤمن»، ولا تجد تدخلا من مؤسسة دينية أو سياسية بعكس ما يجرى فى الوقت الراهن من خنق للإبداع وتكفير أصحابه وإهدار دمهم، أيضا كانت الصحافة تتمتع بحرية مطلقة، وليست هناك شعارات بالرغم من أن المصريين كانوا تحت الموت والدمار.
< تحمل روايتك طيور العنبر إدانة لخروج اليهود المصريين وقتها باعتبارهم كانوا مواطنين وليسوا جالية أجنبية، ما ردك على مطالبهم الراهنة باستعادة حقوقهم وممتلكاتهم فى مصر؟
ــ الرواية تعكس الروح الكوزموبوليتانية لمدينة الإسكندرية أثناء فترة الخمسينيات حيث كان بها العديد من الجاليات الأجنبية، وكان اليهود يمثلون جالية صغيرة، فالأسر متوسطة الحال منهم كانت أقرب إلى المصريين من الطبقة البرجوازية وكانوا مستغلين مثلهم مثل بقية المصريين، وخروجهم من مصر آخر حل القضية الفلسطينية فمن ذهب منهم إلى إسرائيل أصبح عدوا، وزادت أعدادهم، والرواية توضح أن سبب ذلك الخروج العدوان هو الثلاثى على مصر، وهناك من استغل ذلك الخروج لكسب دعاية سياسية ما، ومسألة مطالبتهم بحقوقهم لا تثير جزع أحد فى حالة امتلاكهم وثائق محتفظ بها بهذه الممتلكات، وعموما أكثريتهم باع تلك الممتلكات بعد عام 1956وهو الأمر الذى لا يثير مخاوفنا.
< تنبأت رواياتك (المسافات، وصياد اليمام، والعيش والدم) ببيع مصر! وحكت عن التحول الروحى للمصريين.. ما الحلول التى قد يقدمها كاتب مثلك لإعادة تلك الروح ووقف شلال البيع؟
ــ «ما وراء الخراب» كتابى الذى صدر منذ ثلاثة أشهر عن دار الهلال يناقش قضية الدين والآخر، والهوية، وفى نهايته أقول «نحن مغرمون بأن نناقش ما تمت مناقشته»، والديمقراطية هى السبيل الأوحد لإعاده تلك الروح، والشعب لن ينضج إلا بها، وهى ليست صناعة دولة بل صناعة الإنسان للإنسان وهى لن تأتى إلا بانتخابات نزيهة بداية من المجالس المحليه إلى رئاسة الجمهورية ــ تلك المجالس التى كثرت فيها الرشاوى ــ وأصبح اختيار رئيس الحى بالتعيين وليس بالانتخاب وهو ما نتج عنه تحول مناطق سكنية كثيرة إلى عشوائيات بسبب فساد تلك المجالس.
< ومقولتك «نظم عربية لا تقف وراءها شعوب، وشعوب ليس لديها كوادر للعمل السياسى!» فى تقديرك أين المشكلة؟
ــ الشعب ليس لديه مشكلة حتى لو كان جاهلا، المشكلة كلها فى الأحزاب، فأنت ترى ما يحدث من انشقاقات داخل تلك الأحزاب وخروج أصحابها على بعضهم ونسيان مهمتهم الأصلية، ويصبح شاغلهم الأكبر هو الحصول على المنصب، إذن يقع العاتق على أكتاف النخب، وعليها أن تتحمل ما يجرى لها من وراء عملها فى السياسة، طالما ارتضت العمل فى هذا الحقل الشائك، ولا تنتظر سماح الحكومة لها بالعمل، أما الشعراء والأدباء فلا يصلحون لإدارة الأحزاب، فنحن نحتاج قيادات للشعب ورجال يتمتعون بوطنية ونزاهة.
< «العمل فى بلاد النفط عار على الجميع خصوصا المثقفين» لهذه العبارة معنى ضمنى رددته حول رحلتك للعمل فى السعودية، ألا ترى أن هجرة المصريين إلى هذه البلاد بسبب الوضع الراهن؟
ــ هذه العبارة تنطبق على أنا شخصيا فقط، ولم أقصد بها عموم المصريين أو المثقفين، ففى الستينيات كنت أشعر بالخجل التام من هذه الرحلة، لأن جيلى مشغول بالهم العام وأنا أسافر، لكن ظروفى المعيشية كانت تضطرنى لهذا، حيث كنت أسكن مع بعض الأصدقاء فى شقة مفروشة بالإيجار، وكانت تلح على الكتابة لكننى لم أستطع، بسبب عدم قدرتى على التكيف مع تلك الحياة، وشغلتنى مسألة الاستقرار فى شقة بمفردى، لكننى لا أمتلك حق السكن، فسافرت إلى السعودية لمدة 11 شهرا فقط، أخذت خلالها 3 إجازات وعندما توفرت لى فرصة عمل هنا تركت السفر، فكان هذا قدرى فى مجتمع لا يوفر للإنسان مطالبه الأساسية، فالهجرة إلى تلك البلاد قدر مكتوب على دول العالم الثالث ومنها مصر، وظهرت هذه الرحلة بوضوح فى روايتى «بيت الياسمين» التى سافر بطلها وبعث برسالة يتسائل فيها: ما الوطن؟.
< رغم معاناة جيلكم التى صورتها فى «صياد اليمام» إلا أنه برأى البعض هضم حقوق لاحقيه ويهيمن على رأس المؤسسات الثقافية فى الوقت الحالى؟
ــ لست مع تصنيف الأجيال وأصر على ذلك، وهذا التصنيف يجب أن يتم على أساس المنتج الأدبى وليس السن، ما معنى أن كل عشر سنوات جيل أدبى مختلف؟ لست متفقا مع هذا التقسيم الوظيفى رغم زعم العديدين منى، فأنا أتكلم على أساس التقسيم الفنى وليس تقسيم الأشخاص، وجيلى لم يأخذ ما يستحق عما قدمه للوطن، وقد تحمل معاناة كبيرةاجتماعية وسياسية ووقع على عاتقه حمل الهم العام، ولدينا العديد من الأدباء الذين تناستهم الدولة وأصبحوا فى الشارع لا يجدون قوت يومهم.
< عملت مديرا عاما لمشروع أطلس الفلكلور المصرى ــ المشروع الذى يعنى بجمع التراث الشعبى ما الخطط التى وضعتموها لحفظ هذا التراث؟
ــ هناك حالة من الإهمال المستمر لهذا التراث الشعبى الغنى، فالمشروع تعطل قبل خروج إنجازاته إلى النور، وكان معنيا بجمع مادة فلكلورية كبيرة من التراث المصرى كالآلات الموسيقية وغيرها، وتحمس له الدكتور أحمد نوار وعمل به باحثون من الأقاليم المصرية ولجنة علمية ضمت أساتذة منهم الدكاترة أحمد مرسى وصفوت كمال، وعبدالحميد حواس، وسعد النديم وغيرهم، وبذلت مجهودا كبيرا فى تلك المسألة، وبعد خروجى خصص الدكتور سميح شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية مبلغا لاستكمال هذا المشروع ومن إنجازاته «أطلس إنجلز» وغيره، وأتمنى أن يتواصل المشروع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن جريدة الشروق الجديد المصرية