ومصطلح كتابة جديدة يحيلنا بالضرورة إلى النقيض أي كتابة قديمة.. فهل فعلا توجد كتابة جديدة وكتابة قديمة؟ وما هى خصائص الكتابة الجديدة والتي على أساسها تم تسميتها بأنها جديدة؟ وان كان المصلح ينحصر في كتابات الشباب فهل ذلك يعنى أن كتابات الأجيال السابقة لا تعد كتابة جديدة؟ في الواقع هذه أسئلة تبحث عن إجابات جادة، وان كانت الدراسات النقدية لا تتطرق إلى وضع أو تحديد وتوصيف الكتابة الجديدة.
ولو حاولنا البحث في ظهور مصطلح الكتابة الجديدة ربما نرجعه إلى ازدياد عدد الروايات المنشورة خلال الفترة الحيرة وخاصة من أسماء جديدة، وأيضا زيادة عدد دور النشر والتوزيع وظهور حفلات التوقيع، واستخدام الانترنت كأحد العناصر المهمة في العملية الثقافية .. وان كنت أرى انه لا توجد كتابة جديدة بالمعني الدقيق للمصطلح، فهذه الكتابات لم تحدث ثورة في عالم الرواية سواء على مستوى البناء أو المضمون، بحيث نؤرخ بها للدلالة على عالمين مختلفين من الكتابة.. فهناك روايات واقعية وتعتمد البناء الكلاسيكي الى جوار أخرى تحاول التجريب.. إذن من الممكن القول أننا أمام تيارات عديدة للكتابة وليس تيارا واحدا، بمعنى أن أصحاب الكتابة الجديدة لا تجمع كتاباتهم سمة أو خصائص محددة، فهناك الرواية البوليسية والواقعية والفانتازيا والتاريخية والرومانسية، هناك العديد من الكتابات والعديد من مستويات اللغة، هناك العامية الصادمة وهناك اللغة الشعرية وهناك اللغة المحافظة، حتى عوالم الكتابة نفسها مختلفة فمن الكتابة الذاتية وكتابة السيرة الشخصية إلى كتابة عالم المهمشين أو الدخول إلى عوالم لم تكن مطروقة من قبل مثل عالم الصحراء والبدو والكتابة البوليسية والروايات المصورة ، وارى أن هذا التعدد هو ما يميز الكتابة الآن ولا أعنى تحديدا جيل الشباب أنما اقصد كل الكتابات التي تظهر الآن تحتوى على هذه التعددية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] سأستخدم هنا كلمة مصطلح مجازا لانه لا يوجد تعريف دقيق للكتابة الجديدة