المشهد الأول
أحب في عينيك الجرأة الممزوجة بالخوف ، أحب فيك إن تجعلنى اسهر في انتظارك حتى تعود لتحتوى حزنى وقلقى على أيامنا القادمة ، أحب فيك يا حبيب عمرى انك تعرف بظهورى مهما طال الانتظار ، هل تعتقد أنني ألهو حتى تعود ، أو اننى ابحث عن حبيب غيرك ، يرانى الخائفون من الوحدة مثلى مجنونة لاننى اخافها ولا اتمرد ولا احاول اصطحاب حبيب جديد لمخدعى ، مجنونة لأننى ادع الليل يمر دون حضنك ، دون ان أتنفس هواء فيه رائحتك ، انتظرك وانا على علم انك ستطيل الغيبة ، لم أبحث عنك ، نعم لا تغضب هكذا انا منشغلة فى تجهيز بيت يليق باستقبالك وتعلم صنع الطعام الذى تحبه ، اتعلم كيف اصبح امرأة وأخرج من طور الطفولة البلهاء هذا .
المشهد الثاني
أعذرني فقد انشغلت بقراءة الاحزان فى القلوب التعسة لأفك شفرتها واخرج ترجمتها الجديدة لتتحول لفرحة وبهجة ، طالت الغيبة وطال انتظارى، لكن فى الطرق الوعرة دائما من الممكن ان نجد ، اماكن لمواقع اقدامنا ، فأنت هناك تنتظرنى وانا هنا انتظرك وكلانا يعمل من أجل ذلك اللقاء.
المشهد الثالث
التقينا
اول ما فعلته، تحسست شعرك الفضى الطويل وقبلت جبهتك كفرد من الشعب يقبل قديسا ، اخذتك من يدك للوحة البيضاء التى اعددتها لك منذ وعى طريقى لاستقبالك ووضعت كل الألوان في قنينة فرعونية كبيرة فأنا أعلم كم انت مولع بالفراعنة ، وأشعلت البخور المحبب لكلينا تركت لك الغرفة بضوء الشمعة الحمراء الكبيرة ، أعددت لك كوب شاى بالنعناع ووضعته على الصينية الصاج التى اشتريتها من الحسين على ذوقك ، فانا اعرف كم تحب ان يبدو بيتك بديكور مفضل لا يشبه بيت اخر .
المشهد الرابع
مستلقية على الأريكة الكبيرة فى الصالة تفاجئنى بقبلة سريعة ثم تعود للوحتك بخفة لتكمل رسم تلك السيدة البيضاء الممتلئة التي تشبهني .
– هل ترسمني
– لا لا يمكن ان أخرجك من هنا ، وتشير إلى قلبك ، فأنا أضعف من أن أخرجك من عقلى وقلبى على لوحة ، أنت وجعى وفرحتى سامحينى على الفترة الماضية فلم اكن اعلم بانتظارك لى يا أجمل ما حدث لى
– ابتسم وانا اداعب يدك الممسكة بالفرشاه التى اخذت اللون الاخضر الآن ، تنتبه فجأة
– أين ابنتنا ؟
وانت تتجه ناحية غرفتها ، تدخل عليها وهى نائمة كعصفور يغمض عينيه على حلم الجنة ، تقبلها وانت تنظر لى
– كم تشبهك تلك البنت
– أنها المرة الاولى التي يشبهها احد بى ، فهى تشبهك كثيرا يا حبيبى
– لا انها تشبهك يا اجمل من رأيت
تقوم من جانبها وتأخذني بين ذراعيك لنعود للصالة ترتشف من كوب الشاى ، تنظر نظرة طويلة لجسدى بها نداء غرامى افتقدته طويلا
– هل تدرين كم طال اشتياقى
– نعم ادرى ، احضنينى
لا احتضنك
ولكننى انام فى صدرك ، أنام على قلبك استمع له ولنفسك الطالع فى اذنى ، انام بعمق وانسى كم الليالى المؤلمة التى نمتها وحيدة اتمنى ظهورك ، ترفع رأسى اليك :
– نمت ؟
– نعم حبيبى نمت فلى عمر لم تغمض عينى بهذه الراحة ، كل حروب العالم تهون وكل الجهد المبذول فى اثبات الذات وتلك الكلمات وصراعات الناس على لقمة العيش وقتل الطير وذبح الخنزير واغتصاب الاطفال وقتلهم وخطفهم ، كله يهون وانت هنا ، لا يمكن ان اخاف من أى شىء وانا انام على صدرك ، لن تصدق اذا اخبرتك اننى احبك منذ رأيتك اول مرة منذ أكثرمن عشرة أعوام عندما عرضت لوحاتك فى جاليرى الهناجر ، لمحت رجلا يدخل المكان يعتلى حصانا ابيض كفارس من فرسان العصور الوسطى او كإله فرعوني حكيم ، نعم هكذا كنت اراك بروح وعقل مراهقة تحلم بفارس الاحلام الاسطورى ، ولاننى اصدق ان الامانى تتحقق طالما تظل تتمناها ، فانا غير مندهشة بوجودك معى الان وفى حضنى .
The end
يسمعني بيده ، يتلمس جسدى بحنو وردة قطيفة ويعانقنى كشال حرير يدغدغ مشاعر أنثى مشتاقة ، يسمعنى بلمسته الساحرة على كل مواقعى ، وأنا أسترسل وهو يسمع ويسمع ويسمع
المشهد الأخير
طلع النهار
– سمعت صوتها من الداخل
– ماما
– امبو
– حاضر حاضر