لذا هي تحاول تنفيذ ما تَربَّت عليه، وما شجعها، بالتأكيد، أن تعمل خادمة، وهو إغواء “البيه الصغير”، لتحمل مني، ويحرمني أبي من الميراث. تطرق الباب باهتياج، وأضع احتمالات، لو قمت وفتحت الباب، أن تختفي كل التخيلات الخاصة باهتياجها، بأن تطلب مني ملء دلو الماء من المسقط التابع للحجرة.
وقت دَلفي للحجرة ليلة أمس، لم أفتح نور السلم، كعادتي. صعدت السلم الصغير، ثم بدأت أتحرك بانحناءات أدركها، رغم سُكْري، من بين كراسي الاستقبال. انتفضت من قطة تجري جواري. رجعت راهبًا. فتحت النور. وجدت القطة واقفة بمكان قريب، لا تتحرك. لمحت قطيطات مولودة، تتحرك برهفة، فوق الكنبة أمام الحجرة. نزلت السلم الصغير، وفتحت البوابة، مشيرًا للقطة أن تحمل صغارها وترحل، إلا أنها صعدت السلم جريًا نحو السطح، وتركت الولائد.
– يابنت الكلب!
قفلت البوابة. اتجهتُ نحوهم، نظرت برجفة، متلفتًا أن تنقض عليَّ والدتهم. ثلاث قطيطات عمياء، تتحرك، أو تحاول الثبات. تطلب أمها بأصوات حادة بدائية. تركتُ النور. ولجت حجرتي. أطلقت صوت ” nina simone” ، ونمت.
قلت ” مين؟”. توقعت أن تظهر في كادر الفيلم وتقول ” أنا الشغَّالة يا سيدي”، إلا أنها سكتت، فسكتُّ. توقعتُ أن تطرق طرقة، أو اثنتين، فطرقتْ طرقتين. قلت”مين؟”، فقالت ” أنا يا أستاذ”. كنت في حالة نشوة من سُكْر ليلة أمس، فابتسمتُ وقلت” إنتِ مين؟”، فقالت” افتح يا أستاذ”، قلت ” بس أنا مش لابس هدومي، ولو فتحت هاخد برد”، فقالت” دقيقة بس يا أستاذ”، فقلت ” لا لا.. ولما آخد برد، هاتنفعيني؟”، فقالت: ” طيب”. استمررتُ ثواني كثيرة أفكر، هل أخرج وأرى شكلها، وأرى طلبها، وأرى القطط.. وهي طرقت طرقة أخيرة، ومَشَتْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قاص من مصر
خاص الكتابة